دراسة: الرجال أكثر عرضة للوفاة بفيروس كورونا من النساء

أظهرت دراسة بحثية أخيرة أُجريت في جامعة ييل، ونُشرت في مجلة ساينس Science المتخصصة، أن الرجال أكثر من النساء عرضة للوفاة، بسبب كوفيد -19، بنسبة 1.7 مرة.

وقالت مجلة الايكونوميست البريطانية، إن هذه الحقيقة الصادمة ليست مفاجئة، وأرجعت ذلك إلى اعتبارات بنيوية تتميز فيها المرأة عن الرجل، كجنس أقوى.
وتستحضر المجلة حقيقة أن معدل عمر الإنسان ارتفع بشكل مطرد في العقود الأخيرة، ولكن لا تزال هناك فوارق كبيرة بين النساء والرجال.

ففي البيانات العالمية، تعيش النساء ما يقرب من خمس سنوات أطول من الرجال، بعد أن كانت ثلاث سنوات في عام 1950.

وأسباب هذه الفجوة بيولوجية وبيئية، وتساعد في تفسير سبب زيادة نسبة وفيات الرجال عن النساء بسبب فيروس كورونا.

 

وأعطت أمثلة على ذلك في روسيا، حيث الرجال يدخنون ويشربون أكثر من الإناث بنسبة أربعة إلى واحد، ما أدى إلى توسيع الفجوة بين الجنسين، في متوسط العمر المتوقع إلى أكثر من 12 عامًا.

وقد انخفضت هذه الفجوة الآن إلى عشر سنوات، كما هو الحال في بيلاروسيا وأوكرانيا المجاورتين، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا، إلى الانخفاض الكبير في الإدمان على الكحول، والأمر ينسحب على وفيات كورونا.

كما يلعب السلوك العدواني المحفوف بالمخاطر دورًا إضافيًا، فالرجال أكثر عرضة للموت في العنف بحوادث السيارات، أو في حوادث أخرى.

في السلفادور، أحد البلدان القليلة التي زادت فيها فجوة العمر المتوقع بين الجنسين منذ عام 2000، يقع اللوم جزئيًا على عنف العصابات.

كذلك أشار تقرير الإيكونوميست إلى أن الرجال -أيضا- أقل من النساء في طلب المساعدة الطبية، وهذه الظاهرة قد تفسر التفاوتات الكبيرة في البلدان التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز و السل، مثل إيسواتيني وموزمبيق وناميبيا.
فالنساء في أفريقيا جنوب الصحراء، أكثر عرضة من الرجال للتشخيص وبدء العلاج في وقت مبكر والالتزام به. والنتيجة هي أن النساء يمثلن 59% من الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن الوفيات لديهن تنخفض إلى معدل 47% فقط.

وعندما يتعلق الأمر بـ covid-19 ، فإن هذا المزيج من المخاطر والتهور، يؤدي إلى إصابة المزيد من الرجال بالفيروس، والتأخر في الحصول على العلاج.

اختلافات بيولوجية

ومع ذلك ،كما يفيد التقرير، هناك -أيضًا- اختلافات بيولوجية بين الجنسين. فالنساء يتمتعن بجهاز مناعي أقوى، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى هرمون الاستروجين، الذي يحفز استجابة الجسم الدفاعية.

كما تحمي النسخ المزدوجة من الكروموسومات النساء، من الطفرات الجينية، وهي المسؤولة عن الجينات المرتبطة بالمناعة.

ويشير مؤلفو الورقة الأكاديمية إلى أن الآثار الضارة للشيخوخة على جهاز المناعة، تحدث للرجال في العادة قبل خمس إلى ست سنوات من النساء، مما يزيد في صعوبة الوضع على الرجال في محاربة الأمراض مع تقدمهم في السن.