ابن الأثرياء الذي اختار مقاعد الدراسة والتدريس.. ما لا تعرفه عن أنور قرقاش (فيديو إرم)

ابن إحدى أكثر العائلات الخليجية والعربية ثراء، لكنه اختار شق طريقه الخاص ليصبح واجهة دبلوماسية بارزة لبلاده خلال السنوات الأخيرة.

أنور قرقاش.. كيف أصبح الأكاديمي والأستاذ واجهة دبلوماسية بارزة للإمارات خلال سنوات شديدة الاضطراب والتقلب في العالم العربي؟

البدايات

ولد أنور بن محمد قرقاش، في 28 مارس 1959، لعائلة تجارية عريقة في دبي تعد من بين أغنى العائلات على مستوى الخليج والعالم العربي، لكن حضوره الفكري كان طاغيًا على مكانته كفرد من عائله ثرية لها باع طويل في ميدان المال والأعمال.

درس قرقاش الثانوية في دبي قبل أن ينتقل لدراسة العلوم السياسيه كاختيار وشغف شخصي في جامعتين من أرقى جامعات العالم، أولاهما جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تخرّج فيها بدرجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية، ثم حصل على الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة كامبريدج العريقة في المملكة المتحدة العام 1990.

من الجامعة للمسؤولية

عقب حصوله على درجة الدكتوراة جسد "قرقاش" شغفه الشخصي بالسياسة نظريًا وعمليًا، حيث عمل أستاذًا للعلوم السياسيه في جامعه الإمارات، وعرفه الجمهور منذ البداية ككاتب بارز في الصحف المحلية، ومن موقعه الأكاديمي والإعلامي كان على صلة مباشرة بالنخبة السياسية والثقافية الأمر الذي مكنه من تطويع الدراسة النظرية لخدمة العمل الميداني عند تعيينه العام 2006 كوزير للدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.

وأضاف "قرقاش" لهذه الخلطة الأكاديميه والميدانية بعدًا جماهيريًا في مرحلة تحول دستوري مهمة في الإمارات، حيث أشرف العام 2006 على أول انتخابات تشهدها الإمارات لاختيار أعضاء من المجلس الوطني الاتحادي عبر صناديق الاقتراع.

قرقاش الدبلوماسي

شهد شهر فبراير من العام 2008 ضربة البداية لمسيرة دبلوماسية حافلة استمرت ما يقارب من عقدين من الزمان، حيث عُيّن أنور قرقاش وزير دولة للشؤون الخارجية إضافة إلى منصبه كوزير دولة لشؤون المجلس الوطني، ليكون لأعوام طويلة صوت الإمارات في كثيرٍ من المحافل الدولية.

والذي ساعد "قرقاش" في عمله الدبلوماسي الجديد آنذاك أنه واكب أجيالًا من الدبلوماسيين الذين كانوا من طلبته في الجامعة، ومنهم وزير الخارجية الحالي عبد الله بن زايد قبل أن يصبح زميلًا لهم في الميدان من خلال عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية.

واشتغاله بالعمل الفكري والاعلامي والسياسي أعطاه قدرة استثنائية على التعبير والتعليق على السياسة العامة حتى أنه على سبيل المثال يعتبر الوزير العربي الأكثر تفاعلًا على موقع "تويتر" بتعليقاته السياسية المتنوعة على مختلف القضايا في حقبة عاصفة في العالم العربي وهو منطقة يعرف سياسيوها بالحذر الشديد في تعليقاتهم أمام الرأي العام.

إن دور قرقاش الدبلوماسي لم يبعده عن شغفه الفكري والثقافي، حيث ظل مضطلعًا بأدوار عديدة من أهمها رئاسة مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية المرموقة

التكريم

في العاشر من فبراير 2021، خرج أنور قرقاش من وزارة الخارجية ليصبح مستشارًا دبلوماسيًا لرئيس الإمارات.

ولأثره الكبير كدبلوماسي إماراتي تم تكريمه بوسام وطني، وأطلق اسمه على أكاديمية الإمارات الدبلوماسية

يودع قرقاش وزارة الخارجية، لكنه سيظل ملهمًا لجيل الدبلوماسيين الشباب، وعلى رأسهم وزير الخارجية عبدالله بن زايد، الذي آثر توديع أستاذه في الجامعة، وزميله في الوزارة، بالشكر والعرفان، بينما يقول عنه تلميذه الآخر، يوسف العتيبة، من مقر عمله سفيرًا للإمارات في واشنطن:"المعلم والصديق الذي ألهم جيلًا من الدبلوماسيين الإماراتيين الشباب".