الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر

logo
أخبار

ما الذي دفع بايدن إلى اعتبار مجازر العثمانيين بحق الأرمن "إبادة جماعية"؟‎‎

ما الذي دفع بايدن إلى اعتبار مجازر العثمانيين بحق الأرمن "إبادة جماعية"؟‎‎
25 أبريل 2021، 10:57 ص

ما إن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رسميا، أن ممارسات الإمبراطورية العثمانية ضد الأرمن في الفترة الممتدة من 1915 إلى 1918 شكلت "إبادة جماعية" ضد الشعب الأرمني، حتى ظهر فيض من التحليلات السياسية التي تسعى إلى تفسير هذا الاعتراف الذي وعد به بايدن ناخبيه خلال حملته الانتخابية.

قطيعة مع إرث ترامب

ورأى محللون أن الدافع الأول لمثل هذا الاعتراف يتمثل في رغبة إدارة بايدن في التخلص من إرث وسياسات سلفه دونالد ترامب، الذي كان يتباهى بـ"صداقته" مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ويستجيب لمطالبه في ملفات خلافية ومن بينها عدم اعترافه باعتبار تلك المجازر "إبادة جماعية".

ومثلما عارض بايدن مواقف سلفه ترامب بخصوص الملف النووي الإيراني، والعودة إلى اتفاقية المناخ، ووقف بناء الجدار على الحدود مع المكسيك، وغير ذلك من القضايا التي اتخذ منها بايدن موقفا مناقضا، فإن اعتراف بايدن بالمجازر كإبادة جماعية يأتي ضمن سياق هذه القطيعة السياسية مع طروحات الإدارة السابقة.

ومن المعروف أن ترامب هو الذي حمى أردوغان من عقوبات رغب الكونغرس في فرضها على تركيا بعدما مرر في 2019 قرارا غير ملزم يعترف بعمليات القتل بصفتها إبادة جماعية.

تخفيف التغني بأمجاد السلطنة

غير أن هذا الدافع ليس هو الوحيد، بحسب محللين، فموقف أردوغان الرسمي من حقبة أسلافه العثمانيين، والسعي إلى أحياء أمجاد تلك الإمبراطورية، رغم ما شابها من "اعتداءات" ضد قوميات كانت تعيش في ظل السلطنة العثمانية، ومن بينها الأرمن، قاد بايدن، عبر هذا الاعتراف، إلى محاولة حمل حليف مفترض على التخفيف من التغني بحقبة قديمة تتعارض رؤيتها مع مفاهيم التعددية والحريات ومبادئ حقوق الإنسان السائدة حاليا، حسب  محللين.

نزعة براغماتية

ويضاف إلى ذلك النزعة البراغماتية لدى الإدارة الأمريكية، وفقا لمحللين، فهي تهدف من وراء هذا الاعتراف إلى الضغط على تركيا حليفتها في حلف الناتو، حيال ملفات خلافية لا تحصى، والحصول على تنازلات ممكنة حيالها.

ومن هذه الملفات الخلافية، شراء تركيا لأنظمة الصواريخ الروسية الصنع أس 400، رغم معارضة واشنطن، وموقف تركيا الرافض لدعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، ومرونة تركيا حيال فصائل سورية مسلحة تعتبرها واشنطن إرهابية، فضلا عن ملف التوترات في شرق المتوسط، بين أنقرة وأثينا.

الوفاء بوعد انتخابي

ويلاحظ مراقبون سببا آخر لهذا الاعتراف، وإن كان ثانويا، ويتمثل في سعي بايدن للوفاء بوعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، إذ وعد ناخبيه بأنه سيعترف بالإبادة الأرمنية، وهو ما قام به فعلا، فضلا عن جانب أخلاقي يتجسد في الإخلاص لتاريخه السياسي، فقد قدم بايدن عام 1987، عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ مشروع قانون بشأن تعريف الإبادة الجماعية.

ويرى محللون أن هذه العلاقة المتوترة أصلا، بين واشنطن وأنقرة، ستزداد تعقيدا، وهو ما يفسر الرد التركي الغاضب على البيان الأمريكي بشأن إبادة الأرمن.


وتقول تركيا إن كثيرين من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في أعداد من قُتلوا وتنفي أن تكون أعمال القتل مدبرة على نحو ممنهج ترقى إلى الإبادة الجماعية.


وتقدر مصادر تاريخية عدد الأرمن الذين قضوا في تلك الأحداث بنحو مليون ونصف المليون أرمني.



logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات