logo
أخبار

ما دلالات "تحذير" الدبيبة من احتمالية نشوب حرب جديدة في طرابلس؟

ما دلالات "تحذير" الدبيبة من احتمالية نشوب حرب جديدة في طرابلس؟
30 أبريل 2021، 2:28 م

ترك تحذير رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة من احتمالية نشوب حرب جديدة، تفاعلات في المشهد الليبي، وتساؤلات حول الأسباب التي بنى عليها الدبيبة توقعاته باحتمالية عودة القتال.

وبحسب مراقبين، فإن الدبيبة يحاول كسب تعاطف الناس، ويحاول أيضًا أن يؤثر على المواطنين لمنع التحاق أبنائهم بالميليشيات المسلحة، خصوصًا أن الدبيبة أكد أن من يريدون العودة للقتال هم من طرابلس.

ويرى المحلل السياسي جبريل الهادي أن لجوء الدبيبة إلى الشكوى للمواطنين من احتمالية عودة القتال في طرابلس، هي محاولة لإيجاد أداة ضغط على المسلحين فيها، الذين يشكلون عبئًا على أي سلطة في البلاد.

وقال الهادي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إن تصريحات الدبيبة "هي إشارة واضحة بأن السلطة الجديدة في ليبيا تدرك جيدًا أنها ضعيفة أمام الميليشيات وقيادتها، لذلك تحاول أن تستنجد بالشعب"، مبينًا أن "هذا الأمر لن يكون ذا جدوى، بحكم أن المواطنين في طرابلس لن يستطيعوا إيقاف هؤلاء المسلحين، أو حتى إجبار أبنائهم على الانسحاب من هذه التشكيلات المسلحة التي تعبث بالغرب الليبي منذ 10 سنوات".





ووفق المحلل العسكري العميد عبد المجيد الكاسح، فإن تصريحات الدبيبة تثبت بأنه لا يستطيع تنفيذ أي من وعوده السابقة بخصوص الميليشيات، وها هو يبحث عن آلية جديدة عبر "استجداء" المواطنين بالوقوف ضد من قال إنهم يستعدون لشن حرب جديدة.

وأضاف الكاسح، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن تصريحات الدبيبة "تتميز بالتباين والتغير المستمر، فقد سبق وقال في تصريح بنهاية آذار/مارس الماضي لصحيفة "كورييرا ديلا سيلا " الإيطالية، إن الجيش اتحد عبر اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 برعاية الأمم المتحدة في جنيف، غير أنه تصرف بما يخالف هذا التصريح، حين اصطحب رئيس الأركان السابق في الوفاق محمد الحداد إلى تركيا، معتبرًا إياه رئيس أركان دون أن ينتظر نتائج عمل اللجنة العسكرية، كما أنه عاد وصرح منذ عدة أيام بضرورة توحيد المؤسسة العسكرية، بعكس ما صرح به سابقًا".

وبحسب الخبير الأمني العقيد سليمان التواتي، فإن حكومة الوحدة الوطنية "لم تتحرك جديًا في ملف الأمن"، وبالتالي لا تزال تدور في فلك الانتقال من قوة مسلحة إلى أخرى، لغرض اتخاذها قوة رسمية، فهي ورثت قرارًا من حكومة الوفاق بجعل ميليشيا غنيوة الككلي كواجهة أمنية لها، عبر كتيبة النواصي ذات التوجه المتشدد، والتي لا تلقى قبولًا حتى من باقي الميليشيات في الغرب الليبي.

وأشار التواتي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إلى أن الحكومة "تفاجأت بتحشيدات جديدة للواء الصمود وعدة ميليشيات من مصراتة، تجهز للهجوم على قوات غنيوة"، موضحا أن هذه الحادثة جعلت الدبيبة يستبق الأحداث ويستنجد بالأهالي لكبح جماح أولادهم، وعدم المشاركة في المعارك المرتقبة.

ويرى الخبير في الجماعات الإرهابية محمود الشارف أن "الصراع في العاصمة الليبية لم يهدأ حتى بعد إعلان مؤتمر جنيف توحيد السلطة الليبية عبر اختيار السلطة الجديدة"، موضحًا أن "الصراع استمر بشكل دائم رغم عدم تركيز الإعلام عليه، وكذلك تكميم أصوات النشطاء بعد اعتقال العشرات منهم، وتهديدهم بالتعذيب والسجن في حالة نشر أي معلومات عما يحدث في طرابلس".





ويضيف الشارف، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "الفوضى الأمنية وتجدد الاغتيالات في غرب ليبيا لم يتوقف حتى بعد استلام السلطة الجديدة، فقد شهد أواخر شهر آذار/مارس الماضي وبداية نيسان/أبريل الجاري عمليات اغتيال طالت عدة قيادات ميليشياوية، منها الميليشياوي أسامة كوكو، أحد أفراد (ميليشيات الزاوية)، وسط مدينة الزاوية، واغتيل الشرطي وليد كشيدان في وادي الربيع شرقي العاصمة طرابلس، كما اغتيل المواطن محمد الباكير بالزاوية، وطالت الاغتيالات أيضا القيادي بميليشيا الصمود محمد سالم دامونة، الذي قتل بمنزله في منطقة السراج وسط طرابلس".

يذكر أن الدبيبة طالب، أمس الخميس، في اجتماع مع أعيان تاجوراء، إحدى ضواحي طرابلس، بوقف أبنائهم عن الالتحاق بالميليشيات، وعدم الدفع مرة أخرى بأي حرب، مضيفًا أن "الفتن ما زالت قائمة، والظروف الصعبة ما زالت مواتية لهم لشن الحروب"، مشيرًا إلى أن عدة أطرافـ لم يسمهاـ تسعى لشن حرب جديدة في طرابلس، وفق قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC