logo
العالم

محللون: تغيب الصدر عن اجتماعات باقري في العراق "رسالة لإيران"

محللون: تغيب الصدر عن اجتماعات باقري في العراق "رسالة لإيران"
14 يونيو 2024، 1:49 م

التقى وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري، القيادات السياسية في العراق، بعد أن أنهى لقاءاته الرسمية في بغداد مع كل من رئيس الوزراء، والجمهورية، والقضاء، ونظيره العراقي فؤاد معصوم.

وغاب عن اللقاء مقتدى الصدر وممثلوه في التيار الوطني الشيعي، وهو ما رأى فيه محللون أنه رسالة من الصدر بأنه ما زال على موقفه من مقاطعة العملية السياسية، إضافة إلى رسالة أخرى لإيران تفيد بأنه مستقل عن سياساتها.

وجرى اللقاء في منزل الزعيم الشيعي، عمار الحكيم، وهو المكان الذي اختاره باقري للقاء كبار المسؤولين العراقيين والقيادات الحزبية، الذين اصطفّوا بطوابير لعناقه، في مشهد يدل على مدى تأثير طهران على المشهد السياسي العراقي.

وبحسب المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري، زياد العرار، فإن غياب الصدر وتياره عن اللقاء دلالة على "استقلالية قراراته داخل الساحة السياسية، وعدم انسجامه مع سياسة طهران".

وقال العرار، لـ "إرم نيوز"، إن "هناك ملاحظات كبيرة يسجلها التيار الصدري حول إيران، خصوصاً ما يتعلق بتدخلاتها في المشهد العراقي الداخلي، سواء في القرارات السياسية أو الأمنية، وهذا يدفع الصدر إلى اتخاذ موقف تجاه إيران، وعدم الحضور في مثل تلك الاجتماعات دلالة على استقلالية القرار".

أخبار ذات صلة

حراك "خفي".. الصدر يسعى لانتخابات عراقية مبكرة والسوداني "يناور"

           

ويسعى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى تمثيل روى وتطلعات الشارع العراقي بعزل القرار السياسي عن التأثيرات الخارجية، والتي دائماً ما يكررها الصدر في خطاباته بعبارة "لا شرقية ولا غربية".

وقال السياسي عن التيار الصدري، عصام حسين، إن "دول الجوار وعلى مدى سنوات عبثت بسيادة البلاد".

وأضاف: "المصيبة أن تلك الدول وجدت سياسيين وأحزاباً قدّموا مصالحهم الشخصية على مصالح البلاد وتخادموا مع دول الجوار وبضمنها إيران، وابتعاد الصدر عن تلك الدول لا يعني بالضرورة القطيعة بقدر ما يراد منه أن تكون العلاقات ضمن مصالح متبادلة تحفظ سيادة البلاد".

وعام 2019 دعم الصدر احتجاجات تشرين، وشاركت جماهير التيار الصدري في تلك الاحتجاجات التي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي المقربة من إيران، ودعم الصدر حينها، مصطفى الكاظمي، لتولي منصب رئيس الوزراء كمرشح تسوية غير مقرب من إيران.

أخبار ذات صلة

من العراق إلى السودان.. كيف تستخدم إيران وكلاءها لتأجيج الحروب؟

           

وتنامى نفوذ إيران في العراق بشكل علني بعد تغيير نظام صدام حسين عام 2003، وأنشأت شبكة من العلاقات الداخلية متوغلة داخل الهيكل السياسي العراقي، فضلاً عن تشكيلها لأكثر من 10 جماعات "شيعية" مسلحة موالية لها.

ووفق المحلل السياسي، زاهر الجزائري، فإن "المطلع على كيفية تشكيل الحكومات وتنصيب الرئاسات الثلاث يدرك أن العملية برمتها تجري بتدخل إيراني مباشر، حتى منصب رئيس مجلس النواب الذي من المفترض أن يكون للسياسيين السنة، فهو يجب ان يكون بمباركة إيرانية، وهذا الأمر ليس خفيًّا أو يجري بالسر".

وأضاف الجزائري، أن "الصدر وفي شكله العام خرج عن عباءة طهران؛ لهذا لا نراه في أي تجمعات ولقاءات تجمعه بممثلي طهران في العراق، سواء على مستوى السفارة أو ما جرى، أمس، من لقاء مع باقري في بيت الحكيم".

أخبار ذات صلة

الصدر يعود إلى المشهد السياسي العراقي عبر "التيار الوطني الشيعي" (وثيقة)

           

وكان عام 2022 آخر لقاء للصدر مع شخصية إيرانية، حين تم الكشف عن لقائه بقائد الحرس الثوري إسماعيل قاآني.

وارتدى الصدر حينها كوفية الجنوب العراقي بلونيها الأبيض والأسود ووضع عباءة بنيّة، في هيئة عراقية محلية متعمدة تتناقض مع الثياب السوداء بالكامل والعمامة الشيعية التي يعتمرها عادة في المناسبات العامة، في رسالة سياسية قومية، بحسب مقربين منه، بأن "العراق دولة عربية ذات سيادة، سيشق طريقه بنفسه، دون تدخلات من جارته الفارسية".

وكشفت قيادات مقربة من الصدر، أن الأخير تحدى حينها القائد الإيراني بتوجيه النقد لسياسة طهران، حين قال: "ما علاقة السياسة العراقية بكم؟...لا نريدكم أن تتدخلوا".

الكاتب والمحلل السياسي مجاشع التميمي، رأى أن عدم مشاركة الصدر وممثليه في اجتماع، باقري، هو رسالة داخلية قبل أن تكون خارجية، بأنه ما يزال مقاطعاً للعملية السياسية".

وقال التميمي، لـ "إرم نيوز"، إن "عدم مشاركة التيار الصدري من في الاجتماعات التي تحضرها القوة السياسية ومنها الاجتماع الأخير في منزل عمار الحكيم وبحضور وزير الخارجية الإيراني، تأتي تأكيداً من الصدر بأنه ما يزال مقاطعاً للعملية السياسية".

وأشار إلى أن "حضور أي لقاء يفسَّر على أنه عودة للمشهد السياسي؛ لذلك يحرص التيار على عدم المشاركة في أي اجتماع تحضره قوة السلطة في العراق".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC