من "معارض شرس" إلى "مسؤول".. ظاهرة لافتة باتت تؤرق الأردنيين وتثير سخطهم

لا يكاد ملف التعيينات في الوظائف القيادية في الأردن يغلق؛ حتى يعود ويفتح الباب على مصراعيه طارحًا أسماءً جديدة مثيرة للجدل الذي لا يتوقف في المملكة التي تعاني من وضع اقتصادي سياسي صعب فاقمه وباء كورونا.

وككل مرة يكتفي الأردنيون بصب جام غضبهم على ما أسموها "التنفيعات" و"الترضيات" على شكل منشورات وتغريدات تمتلىء بها مواقع التواصل الاجتماعي، لتعبر عن لسان حال مسألة باتت مؤرقة بشكل كبير للمواطنين ومثيرة لسخطهم.

وطُرح الجدل الجديد، بعد تعيين مجلس الوزراء، أمس الأحد، المحامي طارق أبو الراغب، رئيسًا لهيئة الإعلام وهي مؤسسة حكومية مستقلة مختصة بتنظيم وإجازة عمل المؤسسات الإعلامية على اختلاف أنواعها.

ورغم أن الانتقاد الذي وجه لمجلس الوزراء شمل آلية التعيين وإن كان مستوفيًا للشروط والإجراءات المتبعة ومروره بالطرق القانونية، كان الشكل الحاد منه مُنصبًا على تعيين أحد المعارضين السابقين البارزين للحكومة في منصب مسؤول.

وبرز أبو الراغب كمعارض شرس خلال السنوات الماضية، لسياسات الحكومات المتعاقبة، قبل تحول تدريجي وجذري في خطابه، فتح الباب أمامه ليكون محط أنظار صانعي القرار.

وكان لافتا أن هذا "المعارض المسؤول" قاد عددا من الاحتجاجات الشعبية والتي حملت سقفًا مرتفعًا، وحول للقضاء أكثر من مرة بسبب منشوراته.

مع العلم أنه لم تكن هذه هي الحادثة الأولى في الأردن، فقد سبقها تحول كثير من الشخصيات من مصاف المعارضة إلى تقلد المناصب.

كان من بينهم: رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة، حيث كان معارضًا يساريًا شرسًا، قبل أن يصبح مدافعًا عن أكثر من انتخابات شكك الكثيرون بنزاهتها.

ومن الأسماء البارزة كذلك، مثنى الغرايبة الذي أصبح في عهد حكومة عمر الرزاز، وزيرا للاقتصاد الرقمي، بعد أن كان أحد المسؤولين عن حراك 24 آذار/مارس 2011.

ولا يزال الناشطون يتداولون صورة للوزير السابق وهو مصاب خلال مواجهات على دوار الداخلية وسط عمان بعد فضل الاعتصام.

واتهم الغرايبة بقطع الإنترنت عن المواطنين خلال الاحتجاجات التي رافقت أزمات المعلمين وللمطالبة بالإصلاح والتغيير.

كما شهد انقلاب خطاب الدكتور معن القطامين المختص في شؤون الاستثمار والاقتصاد بعد تعيينه وزيرا للعمل في الحكومة الحالية الكثير من الجدل خصوصًا بعد تناقض تصريحاته ما قبل وبعد المنصب.

وبالنسبة لأبو الراغب، فقد عُرف عنه معارضته للهيئات المستقلة للانتخابات والمطالبة بإلغائها خلال السنوات الماضية، قبل أن يعيين رئيسا لإحداها وهي هيئة الإعلام.

وفي هذا الصدد، كتب حمزة القرالة على "فيسبوك": "طارق أبو الراغب ٢٠١٩ - إلغاء الهيئات المستقلة، طارق أبو الراغب ٢٠٢١ - مديرا لهيئة الإعلام #بلد_العجايب".