عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
أخبار

"زعيم مافيا" تركي يتهم مسؤولي بلاده بممارسة "التهريب والابتزاز والاغتيالات"

"زعيم مافيا" تركي يتهم مسؤولي بلاده بممارسة "التهريب والابتزاز والاغتيالات"
17 مايو 2021، 9:31 ص

كشف تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم الإثنين، أنّ الظهور الأسبوعي لزعيم "المافيا" التركي سيدات بيكر لكشف تفاصيل عن علاقاته بكبار المسؤولين في الدولة التركية، يُحرج حزب الرئيس رجب طيب أردوغان ويهز صورته.

ويناقش رجل العصابات سيدات بيكر، كل أسبوع، على موقع "يوتيوب" تعاملاته السابقة مع كبار مسؤولي الدولة الأتراك. هذا النقاش الذي يتابعه مئات الآلاف من الأشخاص أثار اضطرابات في صفوف حزب العدالة والتنمية، حزب الرئيس، وفق ما أكده التقرير.

وأوضح التقرير، أن ثلاثة أسابيع من الحجر الصحي في البلد دفعت الأتراك إلى متابعة ما يمكن اعتباره مسلسلا تلفزيونيا هزليا، وبفضل هذا المسلسل كسر زعيم المافيا البالغ من العمر خمسين عاما الرتابة من خلال نشر الغسيل القذر لعلاقته مع أعلى ممثلي الدولة التركية، والذي نسبه إلى عالم الجريمة مع اعتماد أسلوب التشويق، حيث يعد متابعيه في نهاية كل حلقة بمزيد من المتابعة قائلا: "لم ينته الأمر سنتحدث عنه مرة أخرى"، مستقطبا بذلك أكثر من 500 ألف مستخدم للإنترنت.



ويشير التقرير إلى أنّ بيكر مع كل مداخلة على موقع "يوتيوب" يعرض كتابا جديدا، حيث كان كتاب يوم الخميس 13 أيار مايو رواية الأمريكي ماريو بوزو "إنه سخيف أن تموت". وفي اللقاء السابق عُرضت مذكرات ليون تروتسكي بشكل بارز على المنضدة كما لو أن سيدات بيكر رأى نفسه الزعيم المستقبلي للمعارضة في المنفى مضطهدا من قبل "ستالين تركي" لم يحدد اسمه، وفق تعبيره.

ويوضح التقرير أنّ ما يكشفه بيكر استهدف ثلاثة من كبار المسؤولين، هم: سليمان صويلو، وزير الداخلية الحالي، وبيرات البيرق صهر الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان وزيرا للمالية من 2018 إلى 2020، وأخيرا وزير الداخلية السابق محمد آغار الذي تولى المنصب عام 1996.





ووفق التقرير، "سلطت مزاعم رجل المافيا التركي الضوء على تصرفات جزء من النخبة الإسلامية القومية المتورطة في عمليات التهريب والابتزاز والاغتيالات. ويروي على وجه الخصوص كيف أن وزير الداخلية السابق محمد آغار وابنه تولغا أغار العضو حاليا في حزب العدالة والتنمية (في السلطة) كان من الممكن أن يلعبا دورا رئيسيا في الوفاة المشبوهة عام 2018 للصحفية الكازاخستانية الشابة يلدانا كهارمان".



ويوضح بيكر أن "الفتاة البالغة من العمر 21 عاما كانت على وشك رفع شكوى ضد النائب أغار عندما عُثر عليها ميتة، وخلص التحقيق إلى "الانتحار شنقا" خلافا لما توصل إليه الطبيب الشرعي ورُفضت القضية".

ويشير التقرير إلى أنّ ما ذكره بيكر خلّف تفاعلات كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي. حيث أدى كشف تفاصيل من جانب زعيم المافيا إلى إزعاج صفوف حزب العدالة والتنمية، ودعا عضو المجلس الاستشاري الرئاسي جميل جيجيك إلى إجراء تحقيق في عائلة أغار، وقال جيجيك في 12 أيار/ مايو: "حتى لو كان جزء من الألف من كل هذا صحيحا، فهي كارثة وهي إشكالية للغاية لقد مرت تركيا بهذا النوع من الأشياء بما يكفي في الماضي" وفق تعبيره، وكان يشير إلى فضيحة "سوسورلوك" التي سميت على اسم قرية في غرب تركيا، حيث تم في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 1996 الكشف عن العلاقات الوثيقة بين الدولة والمافيا نتيجة لحادث مروري عادي، ففي سيارة مرسيدس محطمة تم العثور على جثث هامدة لقائد شرطة ورئيس عصابة من اليمين المتطرف، وملكة جمال، وأصيب الراكب الآخر وهو عضو في حزب تانسو تشيلر، رئيسة الوزراء، آنذاك، بجروح طفيفة.



ويشير التقرير إلى أنّ الشرطة ضبطت آنذاك في صندوق السيارة وثائق حقيقية ومزورة وأسلحة وذخائر وكواتم صوت مقدمة من إدارة الأمن العام بوزارة الداخلية بالإضافة إلى مخدرات، وقد كان وقت "الحرب القذرة" في كردستان التي تخللتها حالات الاختفاء والقتل خارج نطاق القضاء، وقد عملت الدولة جنبا إلى جنب مع العصابات لاختطاف وإعدام النشطاء اليساريين والأكراد الذين يشتبه في تعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني".

ويؤكد التقرير أنّ تلك الفضيحة "تسببت في ضجة كبيرة لدرجة أن محمد آغار، وزير الداخلية آنذاك، أجبر على الاستقالة وحكم عليه بالسجن خمس سنوات وأطلق سراحه بعد عام واحد، ومنذ ذلك الحين ظل الرجل هادئا رغم أنّ هناك إشارات على أنّ العلاقة بين الدولة وعصابات المافيا لم تتوقف".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC