logo
أخبار

لماذا ابتعد مشاهير إيران عن السياسة في الفترة الأخيرة؟

لماذا ابتعد مشاهير إيران عن السياسة في الفترة الأخيرة؟
10 يوليو 2021، 10:11 ص

لعب نجوم الغناء والفن دورا مهما في المجال السياسي في إيران، في السنوات الأخيرة، ودعوا مؤيديهم للتصويت لمرشحيهم المفضلين، لكن الأمور تغيرت في الآونة الأخيرة، إذ التزم هؤلاء الصمت في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي.

وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي، فإن هذه المجموعة المؤثرة من الرياضيين والممثلين والمغنين وغيرهم من الفنانين، بدأت بلعب دور مركزي في السياسة في انتخابات 2009 المثيرة للجدل، عندما خرج العديد من الفنانين والفئات الاجتماعية لدعم المرشح مير حسين موسوي لمنع محمود أحمدي نجاد من إعادة انتخابه.

وأشار الموقع في تقرير، الجمعة، إلى أن هؤلاء لعبوا أيضا دورا نشطا خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات، وحثوا الناس على مواصلة الاحتجاج ضد الحكومة؛ ما أثار غضب السلطات والأجهزة الأمنية الإيرانية.

وعلى الرغم من أن انتخابات 2009 كانت مخيبة لآمال المشاهير الذين قاموا بحملات ضد أحمدي نجاد، إلا أنهم لم ينسحبوا من المجال السياسي العام.





دعم روحاني
ولفت التقرير إلى أنه بعد أربع سنوات من الانتخابات الرئاسية لعام 2013، خرج الفنانون، الذين لم يكونوا سعداء على الإطلاق بتصعيد الرقابة الحكومية والقمع الأمني خلال ولاية أحمدي نجاد الثانية، من أجل دعم المرشح المعتدل حسن روحاني.

وقال مخرج تلفزيوني إيراني طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "الأجهزة الأمنية غاضبة من تأثير المشاهير في العملية السياسية والاجتماعية الإيرانية، ولهذا السبب، منذ بداية فوز حسن روحاني في الانتخابات، حاولوا الضغط على الفنانين".

وأشار إلى أنه رغم ذلك لم تحقق ولاية روحاني الأولى كل توقعاتهم، وواجه بعض المشاهير قيودا أكثر صرامة، لافتا إلى أن روحاني حافظ على بعض الدعم في مجتمع الفنانين.

وأوضح التقرير أنه قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2017، أعلن العديد من المشاهير، بما في ذلك الفنانون والرياضيون المشهورون دعمهم لروحاني، لافتا إلى أنه على سبيل المثال، دعم الممثل الإيراني شهاب حسيني، الحائز على جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي، روحاني؛ بحجة أنه الخيار "الصحيح" و"المنطقي".

إلا أن حسيني التزم الصمت في انتخابات الشهر الماضي، في حين دعم المغني الأسطوري المنفي إيبي روحاني في عام 2016، لكنه في عام 2021 نشر صورة له ولزوجته على "إنستغرام" حاملا لافتة تقول: "لا للنظام السياسي في طهران".





ونقل الموقع عن المخرج قوله، إنه "خلال الولاية الثانية لرئاسة روحاني ازداد الضغط على الفنانين، فكانت حوادث مثل تسريب صور لبعض الممثلين والفنانين أو منع العرض العام لبعض الأفلام والمسرحيات مجرد أمثلة على ذلك".

اشتداد الغضب العام
وذكر التقرير أن الغضب العام اشتد في إيران مع جولتين من المظاهرات، في أكتوبر عام 2017 ونوفمبر 2019، وأنه بعد ذلك تحدث عدد كبير من المشاهير الإيرانيين ضد الحكومة.

وقال عالم اجتماع إيراني إنه "بشكل عام، يتابع المشاهير المجتمع ويحاولون العثور على نبض المجتمع والسير على نفس المسار".

وأضاف الأستاذ الجامعي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه "لا يجب أن تتوقع أن يتصرف أحد المشاهير كالنخبة السياسية أو كناشط في مجال الحقوق المدنية... يفضل جزء كبير من هؤلاء الأشخاص أن يكونوا تابعين على أن يسلكوا طرقهم الخاصة".

وأشار التقرير إلى أنه في ظل هذه الظروف شجعت جهود المقاطعة الأخيرة العديد من الإيرانيين على عدم التصويت في انتخابات الشهر الماضي.

أكثر حذرا
وقال مسعود دهناماكي، المخرج الذي يقال إنه ينتمي إلى الطرف المحافظ من الطيف السياسي، إنه "لا يمكن للمرء أن يقول على وجه اليقين إن المشاهير باتوا الآن على خلاف مع السياسة.... وبدلا من ذلك، أصبحوا أكثر شكا ويتصرفون بحذر".

وأضاف دهناماكي، الذي كان فيلمه الحربي "المنبوذ" أحد أكبر الأفلام الناجحة في تاريخ السينما الإيرانية: "ذهب بعض هؤلاء المشاهير إلى صناديق الاقتراع لكنهم قرروا عدم إعلان قرارهم أو ميولهم".

ورأى موقع "المونيتور" أن مجموعة متنوعة من العوامل لعبت دورا في تغيير السلوك السياسي والاجتماعي للمشاهير الإيرانيين، مشيرا إلى أن هذه المجموعة، الممزقة بين محاولة التواصل مع الناس والإحباط بسبب مشاركتهم السابقة، قررت بوضوح عدم قضاء وقتها في اللعبة السياسية خلال الجولة الأخيرة.

وقال الموقع إنه "يمكن للمشاهير الإيرانيين أن يستأنفوا تعريض أنفسهم للخطر لدعم الاحتجاجات والإضرابات والاستياء الشعبي باعتباره اعتراضا على كفاءة النظام السياسي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC