عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
أخبار

مراقبون: التأخير بإعادة إعمار غزة سيقود إلى معركة غير مسبوقة

مراقبون: التأخير بإعادة إعمار غزة سيقود إلى معركة غير مسبوقة
10 يوليو 2021، 8:53 م

أجمع مراقبون ومحللون، على أن التأخير في إعادة إعمار قطاع غزة سيقود إلى مواجهة عسكرية غير مسبوقة مع إسرائيل، مشيرين إلى أن الاقتصاد في القطاع مستمر في الانهيار وبوتيرة متسارعة، وذلك بفعل الحصار أولا، ثم بسبب تبعات العدوان الأخير، والذي انتهى في الـ21 من مايو الماضي.

وأكد المراقبون أنه، إن لم يكن هناك تدخل عاجل من المجتمع الدولي، فإن الأمور يمكن أن تتدهور إلى نتائج غير محسوبة أو متوقعة.

وفي هذا السياق قال المهندس أيمن جمعة (وهو صاحب شركة مقاولات)، "ما حدث بعد الحرب أن سفينة الاقتصاد المحلي واصلت الغرق بتسارع مرعب حتى لمست قاعا سحيقا؛ إذ تضررت المصانع وشركات الإنتاج والمحلات التجارية بشكل مفزع، وأصبح مستقبل مئات الآلاف من الشباب الخريجين، وكذلك العمال على المحك ومهددا بالضياع".

وأضاف جمعة في تصريح لـ"إرم نيوز "إن هذا الواقع الاقتصادي والحياتي البائس سوف يُنتج المزيد من الاحتقان والغليان في المجتمع، وسوف يدفع الأمور إلى الانفجار في اتجاهات غير مسبوقة".

وتوقع جمعة، أن يقود الوضع الحالي إلى الخروج نحو الحدود، أو اللجوء إلى جولة أخرى من الحرب، مؤكدا أن" التصعيد أصبح مسألة وقت فقط، ما لم يتم تدخل جراحي وإنعاشي طارئ لغزة، فإن الخيارات التي ذكرنا بعضها، سوف تكون واقعا مَعيشا".





وحول تعاطي إسرائيل مع هذا الواقع في قطاع غزة، قال جمعة "إذا كان الاحتلال يتابع معطيات الواقع الاقتصادي المتدهور في غزة ،ولا شك أنه يفعل ذلك، فأعتقد أنه سيقوم بعمل تسهيلات تدريجية في حركة الأفراد والبضائع، إذ يَعرفون في إسرائيل وفي الغرب أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في غزة إذا ساءت الأوضاع أكثر مما يمكن احتماله، ولا أحد يريد فقدان السيطرة".

وتابع جمعة "تبقى هوامش الخطأ عالية في تقدير نقطة التدهور التي لا يُسمح بتجاوزها، وفي لحظة ما قد تصبح المطالبة بموت سريع -مثل: حرب، وخلافه، هي البديل عن حياة بائسة لا يمكن احتمالها".

أما في تقييمه لوتيرة إعادة الاعمار، فقال المهندس أيمن جمعة "ما زالت الأمور غامضة ومتعثرة في موضوع إعادة الإعمار، ويشوبها الكثير من التخبط وانعدام الرؤية. ليست هناك وتيرة أصلا حتى نراها، وكل ما يراه الناس هو استغلال فاحش لمعاناتهم وآلامهم من قبل كل الأطراف الوطنية والإقليمية".

وأشار جمعة إلى أن مستقبل المقاولين والقطاع الخاص كله مرتبط بموضوع إعمار غزة، وفك الحصار أو تخفيفه وتسهيل دخول المواد عبر آليات أفضل من تلك القديمة العقيمة، وما زالت النظرة إلى المستقبل القريب يشوبها الحذر والترقب، والكثير من الهواجس والشكوك".





 

بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني مصباح أبو كرش: إن الاحتلال يعمل بشكل متدرج في جانب إعادة الإعمار، ومن الواضح أنه ربط هذه المرحلة -تحديدا- بمدى إمكانية حدوث تقدم في المفاوضات المرتبطة بملف الأسرى.

وأضاف أبو كرش في تصريح لـ"إرم نيوز"  أنه من الواضح أن الاحتلال جاد في تغيير سياساته بشكل عام تجاه قطاع غزة؛ لكنه في المقابل يدرك جيدا أن استمرار عملية التشديد فيما يخص حركة الأفراد والبضائع سيؤدي إلى حدوث تصعيد فلسطيني متدرج تحت شعار "ليس لدينا ما نخسره" ولذلك فلا أعتقد أن مسألة التشديد في هذا الجانب تحد، وفق قوله.

ورأى أبو كرش أن "حماس ومنذ سنوات طويلة سعت جادة ومن خلال عدة أساليب من أجل فك هذا الحصار، ولا يعتقد أنها ستقبل -بأي شكل من الأشكال- بالعودة إلى تشديد العدو لهذا الحصار، خاصة أن موقفها هذا يمثل إرادة شعب غزة بأكمله، ولذلك فهي ستفضل مواجهة الاحتلال بدلا من أن تجد نفسها في مواجهة مع معاناة هذا الشعب.. هذا فيما يخص البعد الإنساني المعيشي في القطاع".

أما فيما يخص تحقيق إنجاز سياسي فقال أبو كرش "لا أظن أن الحديث عن هذا الملف يمكن أن يتم ربطه بردات فعل ميدانية، فالأمر بحاجة لما هو أكبر من مواجهة قد تحدث هنا أو هناك، فهو بحاجة لأرضية سياسية يمكن ارتكاز الطرفين عليها؛ وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق بسهولة أكبر في حال توافرت إرادة دولية تكون جاهزة لرعاية مفاوضات هذه العملية السياسية المعقدة".





وتوقع أبو كرش أن يتدخل المجتمع الدولي من أجل تقديم تسهيلات اقتصادية وإنجاز عملية الإعمار، لكن المتوقع في المقابل بأنه لن يقوم بذلك من خلال استخدام طرق تنسجم مع رغبة حماس، وخاصة عندما نتحدث عن الآليات والطرق.

وحول السيناريوهات المتوقعة في قادم الأيام، قال أبو كرش "إذا استمرت إسرائيل في ظهورها برغبة استئناف المعركة، فإن غزة ستعود لاستخدام الأدوات الخشنة وعلى رأسها البالونات الحارقة من الحدود، وبالتالي ستعلن حالة الطوارئ لدى الطرفين؛ لأن الأمور ستكون قابلة للتدحرج بشكل سريع. ولا أعتقد أن الاحتلال في حال كان يريد استئناف المعركة ضد غزة سيُفقد نفسه إنجاز عنصر المفاجأة الذي يمكن أن يبدأ به هذه المعركة، ولكن وبشكل عام فإنه في حال أصر العدو على عدم تسهيل حركة البضائع فهذا يعني أن التوجه ضد واقع غزة أكبر من كل هذه التفاصيل.. وقد نجد أنفسنا أمام معركة عسكرية غير مسبوقة ".

أما السيناريو الآخر الذي لا يرجحه أبو كرش فهو مرتبط بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة تشرف على كل هذه التفاصيل بعيدا عن حركة حماس.





في السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، عن موافقة إسرائيل على تحويل الأموال القطرية لقطاع غزة، بعد منع دخولها لأكثر من شهرين، بعد العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة.

وقالت القناة الـ"12" الإسرائيلية، إنه "تمت صياغة الخطوط العريضة في الأسابيع الأخيرة حول تحويل الأموال القطرية لقطاع غزة".

وخلّف العدوان الأخير على قطاع غزة، دمارا واسعا في البيوت والمنشآت والأبراج والطرق والبنية التحتية، تجاوز الخمسمئة مليون دولار، في ظل تباطؤ كبير في إعادة الإعمار، من خلال منع إدخال المواد اللازمة لذلك، إضافة إلى عدم وصول الأموال الكافية لإعادة الإعمار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC