عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
أخبار

تحليل: استهداف السفينة "ميرسر ستريت" بداية مرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل وإيران

تحليل: استهداف السفينة "ميرسر ستريت" بداية مرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل وإيران
31 يوليو 2021، 11:41 ص

تحققت المخاوف الإسرائيلية التي أطلقها خبراء في الشهور الأخيرة، كانوا قد حذروا من إستراتيجية إيرانية جديدة وتغيير قواعد اللعب فيما يتعلق بالرد على العمليات الإسرائيلية التي تطال أهدافا إيرانية في سوريا، إذ كانت هذه التحذيرات ترجح أن إيران سترد على كل عملية بضرب أهداف ومصالح إسرائيلية، ولا سيما في الساحة البحرية، وهو ما حدث بالفعل.

وتحمل عملية استهداف السفينة "ميرسر ستريت"، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، مساء الخميس الماضي، في بحر العرب، أبعادا جديدة، مقارنة بالعمليات السابقة، إذ أدت إلى مقتل اثنين من طاقم السفينة، فضلا عن أن الهجوم جاء للمرة الأولى عبر طائرة انتحارية مُسيرة.

وخلال العمليات الإيرانية السابقة، ركزت التقديرات الإسرائيلية على أن إيران "لم تكن ترغب في إسقاط قتلى أو إغراق السفن التي استهدفتها، وأنها كانت توجه رسائل تحذيرية فقط"، فيما جاءت عملية السفينة "ميرسر ستريت"، لتؤشر إلى مرحلة جديدة من الحرب بين إسرائيل وإيران في الساحة البحرية.

وتضع عملية استهداف السفينة الإسرائيلية حكومة نفتالي بينيت أمام اختبار كبير، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام الإسرائيلي ليرى طبيعة الرد الذي ستوجهه إسرائيل، تنتظر المعارضة الإسرائيلية أيضا لترى إذا ما كانت ستتمكن من استغلال الواقعة لصالحها، إذا لم يأت هذا الرد، أم أن حكومة بينيت ستتمكن من إسكات منتقديها عبر رد غير متوقع.





تغيير قواعد اللعب

قناة "أخبار 12" العبرية، أشارت إلى أن إيران غيرت من سياساتها، وقالت إن المناوشات التي جرت في الشهور الأخيرة بينها وبين إسرائيل، أسفرت هذه المرة عن تصعيد خطير، إذ يجري الحديث عن قتلى مدنيين للمرة الأولى، مشيرة إلى أن هذه العملية تختلف عن خمس عمليات نفذتها إيران خلال الشهور الأخيرة.

وذكرت القناة أن ثمة اعتقادا في إيران بأن الساحة البحرية بمعزل عن عمليات الرصد التي تقوم بها دول كبرى ضدها، وأن لديها في هذه الساحة مساحة كبيرة من المناورة، معتبرة أن من بين أهدافها حصد أكبر قدر من الإنجازات وتحقيق الردع أمام إسرائيل والغرب.

ونقلت القناة عن مصدر استخباري إسرائيلي، تحدث أمس الجمعة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن توقيت العملية يؤشر على أن الإيرانيين قرروا تغيير السياسات الخاصة بالرد على العمليات الإسرائيلية، وأنه بعد أن كان الرد الإيراني في الساحة البحرية على عمليات نفذتها إسرائيل في الساحة نفسها، بدأت إيران ترد عبر البحر على عمليات نفذتها إسرائيل في سوريا.





عملية استثنائية
وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية، مساء الجمعة، أن إسرائيل ستواصل العمل بصرامة ضد العمليات الإيرانية في المنطقة، وقالت إن مهاجمة السفينة المملوكة لرجل الأعمال إيال عوفر "تورط إيران وتدينها بقتل مدنيين أجانب"، فيما ربطت بين عملية السفينة وبين قرب تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.

واعتبرت المصادر أن واقعة السفينة "ميرسر ستريت"، تدل على أن "إيران لا تعد مشكلة لإسرائيل وحدها، ولكنها أصبحت مشكلة عالمية، تهدد حرية الملاحة والتجارة العالمية".

ورأى موقع "ديبكا" الإسرائيلي المتخصص في الملفات العسكرية والاستخبارية، أن عملية استهداف السفينة "ميرسر ستريت"، هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، من منطلق أنها شهدت استخدام طائرة انتحارية مُسيرة ضد هدف بحري، كما أن تلك هي المرة الأولى التي يتم خلالها ضرب هدف بحري إسرائيلي بواسطة طائرة انتحارية.

وأكد خبراء الموقع أن العملية ترفع وتيرة التصعيد بين إيران وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، كما أشاروا إلى أن تلك هي المرة الأولى التي يبرر فيها الإيرانيون هجوما على سفينة إسرائيلية بالعمليات التي تتم في سوريا.

وقدر الموقع أن إسرائيل ستوجه ردا قويا على الاعتداء الإيراني، وذلك عقب المشاورات التي أجراها وزير الدفاع بيني غانتس، مع رئيس الأركان أفيف كوخافي.

حرب بحرية مفتوحة
وفي آذار/ مارس الماضي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تحقيقا حول خفايا الحرب البحرية الإيرانية – الإسرائيلية، والتي كان الحديث عنها يأتي من باب التحذيرات التي أطلقها مراقبون إسرائيليون، وتطرق التحقيق للعملية التي استهدفت سفينة الحاويات الإيرانية "شهركرد"، وقتها، في المياه الدولية للبحر المتوسط، على مسافة 80 كيلومترا من السواحل الإسرائيلية.

وأشارت إلى أنه منذ عام 2019 هاجمت قوة "السرب 13" البحرية الخاصة الإسرائيلية 10 سفن تجارية إيرانية على الأقل.

ونقل التحقيق عن مسؤول أمريكي وآخر إسرائيلي سابق، أن غالبية السفن الإيرانية المستهدفة كانت تحمل النفط، بينما حملت سفينتان فقط أسلحة، وأن مهاجمة هذه السفن شرقي المتوسط وفي البحر الأحمر، جاءت ضمن محاولة لتقليص النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وفي الفترة نفسها، اتهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء استهداف السفينة "لوري" التي تحمل حاويات بضائع إسرائيلية ومملوكة لرجل الأعمال أودي أنغيل، في بحر العرب، وذلك بعد أقل من شهر على اتهام إسرائيل لإيران بالوقوف وراء الاعتداء على السفينة "MV HELIOS RAY" المملوكة لشركة إسرائيلية، مقرها تل أبيب، تعود لرجل الأعمال رامي أونغر، لدى إبحارها في خليج عمان.

وحذر خبراء إسرائيليون حينذاك من حرب بحرية مفتوحة بين البلدين، وقالوا إنها أصبحت أمرا واقعا، وسط مخاوف من تصعيد غير مسبوق في هذه الساحة، والتي يبدو وأن أحد أبرز أهدافها يتعلق بالشق الاقتصادي للبلدين، فضلا عن كونها تحمل طابعا انتقاميا متبادلا، فيما تقول إسرائيل أنها ضمن استراتيجية شاملة.

ووقتها قدر الخبراء أن جميع الهجمات المتبادلة لم تستهدف إغراق السفن، ولكنها كانت تسعى لإيصال رسائل، وكانت العمليات الإسرائيلية تسعى لمنع إيران من بيع النفط لسوريا واستخدام السيولة المالية لتمويل حزب الله، إضافة إلى منع تهريب السلاح إلى الحزب اللبناني، لكن واقعة السفينة "ميرسر ستريت"، تؤشر على بدء مرحلة جديدة وبداية وضع تقديرات مختلفة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC