الخارجية الأمريكية: روبيو تحدث في اتصال مع نظيره الفرنسي عن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كانت تستعد لهجوم كبير في مطار كابول، وإن المعلومات الاستخباراتية تم تناقلها بين القادة الأمريكيين قبل ساعات من التفجير الدامي الذي تبناه تنظيم "داعش"، الخميس الماضي.
وذكرت الصحيفة أن كبار القادة العسكريين اجتمعوا قبل 24 ساعة فقط من تفجير انتحاري بعبوة ناسفة خارج مطار حامد كرزاي الدولي، للحصول على آخر الأخبار اليومية للبنتاغون حول الوضع المتدهور في أفغانستان.
وبحسب مذكرات سرية حصلت عليها الصحيفة، أصدر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تعليمات إلى أكثر من 10 من كبار قادة الوزارة في جميع أنحاء العالم للاستعداد لحدث وشيك "سيخلف الكثير من الضحايا"، وذلك عبر مكالمة "فيديو كونفرانس" مؤمنة في الطابق الثالث بمبنى البنتاغون في الساعة 8 من صباح الأربعاء، أو 4:30 مساءً بتوقيت كابول.
وحذر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، خلال الاجتماع، من معلومات استخباراتية "مهمة" تشير إلى أن فرع تنظيم داعش في أفغانستان كان يخطط "لهجوم معقد"، حسبما أشارت المذكرات.
بوابة "آبي"
وقال القادة الذين اتصلوا من كابول إن بوابة "آبي"، حيث طُلب من المواطنين الأمريكيين التجمع من أجل الدخول إلى المطار، كانت "الأكثر خطورة"، وقاموا بتفصيل خططهم لحماية المطار.
ونقلت الصحيفة عن أوستن قوله: "لا أعتقد أن الناس يفهمون درجة المخاطرة الهائلة على الأرض".
وذكرت الصحيفة أن القادة استعرضوا خطة لإغلاق بوابة "آبي" بحلول ظهر الخميس بتوقيت كابول، في مكالمة منفصلة في الساعة 4 بعد ظهر ذلك اليوم، أو 12:30 من صباح الخميس بتوقيت كابول، لكنهم قرروا إبقاء البوابة مفتوحة لفترة أطول مما أرادوا من أجل السماح لحلفائهم البريطانيين، الذين ضغطوا الجدول الزمني لانسحابهم، بمواصلة إجلاء أفرادهم المتمركزين في فندق بارون القريب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الساعة 6 مساءً حلت في كابول يوم الخميس، بينما كانت القوات الأمريكية لا تزال تتعامل مع طلبات الوافدين إلى المطار عند بوابة "آبي"، وقد فجر انتحاري سترته الناسفة هناك، ما أسفر عن مقتل العشرات، من بينهم 13 جنديا أمريكيا.
وتحدث الرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي الإدارة مراراً وفي العلن، في الأسبوع الذي سبق الهجوم، عن التهديد العام الذي يشكله تنظيم "داعش" على المطار، حتى أن بايدن استشهد بهذا التهديد كسبب لعدم تمديد المهمة العسكرية إلى ما بعد 31 أغسطس آب، فيما رجح الرئيس بشدة أن تشن داعش هجوماً.
3 مكالمات
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الرواية للمحادثات الداخلية بين كبار قادة البنتاغون في الساعات التي سبقت هجوم يوم الخميس في المطار، تستند إلى ملاحظات سرية من 3 مكالمات منفصلة حصلت عليها، إضافة إلى مقابلات مع اثنين من مسؤولي الدفاع على اطلاع مباشر على المكالمات.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان، إن "هذه القصة تستند إلى الكشف غير القانوني عن معلومات سرية ومداولات داخلية ذات طبيعة حساسة، بمجرد علمنا بالمواد التي تم الكشف عنها للمراسل، قمنا بالتواصل مع بوليتيكو على أعلى المستويات لمنع نشر المعلومات التي من شأنها أن تعرض قواتنا وعملياتنا في المطار لخطر أكبر، ندين الكشف غير القانوني عن معلومات سرية ونعارض نشر قصة مبنية عليها أثناء استمرار عملية خطيرة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي ثانٍ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إنه تم نقل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديد الأمني في مطار كابول والمفصلة في المكالمات إلى أعلى وأسفل في التسلسل القيادي، فيما ذكر المسؤول أن البيت الأبيض أخذ التهديدات على محمل الجد ودعم القادة في اتخاذ الإجراءات التي يرونها مناسبة.
وقال المسؤول للصحيفة إن إجراءات تفادي هجوم وشيك تضمنت إغلاق بوابتين في المطار بشكل دائم، وإخطار نقاط التفتيش التابعة لطالبان بالتهديد المحتمل، ومطالبتهم بتعليل ذلك في إجراءات الفحص، والحد من حركة السير والمركبات عبر عدد من البوابات، وإصدار تنبيهات للمواطنين الأمريكيين من تهديدات على مواقع محددة.