تقرير: فرنسا تحاول إعادة التموقع بقوة في المشهد الليبي

اعتبرت مجلة "جون أفريك" أن باريس تسعى لإعادة التموقع بقوة في المشهد الليبي، من خلال الزج بالمجموعات الاقتصادية الفرنسية الكبيرة في السوق الليبية، ولعب دور سياسي ذي ثقل في المرحلة المقبلة.

وجاء في تقرير نشرته المجلة، أن "مظاهر الاهتمام الفرنسي كبيرة بهذا البلد قبل المؤتمر الدولي المرتقب حول ليبيا، الذي سيقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ من المنتظر أن يلتقي وفد من أرباب العمل الفرنسيين بوزراء ليبيين، الأحد، في طرابلس.

وأضاف التقرير: "بعيدا عن العقود التي تستهدفها كبرى الشركات الفرنسية في ليبيا، فإن الهدف من تلك اللقاءات هو إعادة تأكيد الاهتمام الفرنسي بهذا البلد، الذي عانى كثيرا خلال السنوات الماضية".

ويضم وفد من أرباب العمل الفرنسيين الذي سيزور طرابلس ممثلين عن شركة النفط العملاقة "توتال"، والمجمع الصحي "دينوس هيلث مانجمنت"، إضافة إلى فيليب غوتييه، وهو الرئيس التنفيذي لمجمع الشركات الفرنسية، وفيليب تافيرنييه مدير أفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة "فينشي للمشاريع الكبرى"، وجيروم بارث رئيس الغرفة التجارية الفرنسية الليبية.

ويخطط أعضاء الوفد للقاء وزراء الاقتصاد والصحة والشؤون الخارجية والنفط والنقل في الحكومة الليبية، ومن المقرر أن يلتقي الوفد أيضا برئيس الغرف التجارية الليبية محمد رائد.

وبحسب التقرير، "من المفترض أن تسمح هذه الاجتماعات للمجموعات الاستثمارية الفرنسية بإعادة الاتصال بطرابلس، للحصول على عقود جديدة، في قطاعات البناء والصحة والمياه والطاقة".

ورغم أن إعمار ليبيا يتطلب 111 مليار دولار، بحسب بعض التقديرات، إلا أن الوضع السياسي غير المستقر يخيف المستثمرين، لذلك تعمل طرابلس على التواصل مع غرف التجارة، والمنتديات الاقتصادية؛ لإحياء اهتمام المجموعات الأجنبية بالبلاد.

ولفت التقرير إلى أن عودة الاستثمارات الفرنسية إلى ليبيا عطّلتها التوترات بين باريس وطرابلس خلال فترة حكومة فايز السراج السابقة، ثم قرب رئيس الوزراء الحالي عبدالحميد الدبيبة من تركيا.

وخلص التقرير إلى أنّ توقيت زيارة الوفد إلى طرابلس محدد بعناية من الدبلوماسية الفرنسية، حيث يأتي قبل المؤتمر الدولي حول ليبيا، والذي سترعاه فرنسا في 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.