دعا اثنان من أقارب الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، الذي اغتيل عام 1963، إدارة الرئيس جو بايدن، إلى الإفراج عن المجموعة الأخيرة من الوثائق السرية المتعلقة بحادث اغتيال الرئيس الأسبق.
وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إنه "كان من المقرر الإفراج عن هذه السجلات المتبقية يوم الثلاثاء، لكن البيت الأبيض أعلن في وقت متأخر من ليلة الجمعة، أنه سيؤجل نشرها حتى الـ15 من ديسمبر على الأقل، وربما لفترة أطول إذا ارتأى الرئيس بايدن أنه من مصلحة الأمة الحفاظ على سريتها".
ونقلت "بوليتيكو" عن كينيدي جونيور، ابن شقيق جون كينيدي قوله "هذا أمر فادح، إنه انتهاك للديمقراطية الأمريكية، ليس من المفترض أن يكون لدينا حكومات سرية داخل الحكومة، كيف يمكن تبرير عدم الإفراج عن هذه الوثائق بعد 58 عاما؟".
فيما قال ابن عمه، النائب السابق عن ولاية رود آيلاند، باتريك كينيدي، إنه "يجب الكشف عن السجلات ليس بسبب عائلته، ولكن لأن المواطنين الأمريكيين لديهم الحق في معرفة شيء ترك ندبة في روح هذه الأمة التي لم تفقد رئيسا فقط، بل فقدت وعدا بمستقبل أكثر إشراقا".
وأضاف "أعتقد أنه من أجل مصلحة البلاد، يجب الكشف عن كل شيء هناك؛ حتى يكون لدينا فهم أكبر لتاريخنا".
موعد سابق في 2017
ويستذكر التقرير أنه كان من المقرر رفع السرية عن الوثائق في عام 2017، لكن الرئيس دونالد ترامب أجّل الإفراج لمدة أربع سنوات.
وجاء قرار الرئيس بايدن بمواصلة سياسة ترامب المتمثلة في حماية السجلات، بمثابة مفاجأة للمؤرخين والخبراء في عملية الاغتيال؛ لأن بايدن كان في مجلس الشيوخ الأمريكي عندما أقر المجلس بالإجماع عام 1992 قانون مجموعة سجلات اغتيال جون إف كينيدي.
وكان القانون صدر ردا على الأسئلة التي أثارها فيلم أوليفر ستون عام 1991 بعنوان "JFK".
وقد أنشأ القانون مجلس مراجعة مستقلا لجمع كل الملفات الحكومية التي قد يكون لها صلة بالاغتيال ونشرها على الملأ.
وتم فعلا الإفراج عن معظم السجلات بين عامي 1994 و 1998، لتبقى فقط الوثائق السرية الأكثر حساسية.
علاقة بايدن وتيد كينيدي
يشار إلى أنه تم انتخاب بايدن للمرة الأولى لعضوية مجلس الشيوخ بعد ما يقرب من عقد من الزمان من اغتيال كينيدي، وخاض حملته مع السناتور السابق تيد كينيدي، شقيق الرئيس الراحل ووالد باتريك كينيدي.
وفي إشارة إلى المذكرة الرئاسية التي صدرت في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، فقد وعد البيت الأبيض في بيان مكتوب بأن "الجمهور سيكون لديه حق الوصول إلى شريحة من السجلات المحجوبة مسبقا والمعلومات المنقحة المحتجزة في السجلات التي تم إصدارها مسبقا".
وأضاف البيان أن "إدارة بايدن تقوم بجهد حكومي كامل لضمان أقصى قدر ممكن من الإفصاح عن المعلومات بحلول نهاية عام 2022".
ووجهت المذكرة الرئاسية الأرشيف الوطني لوضع خطة لرقمنة مجموعة كاملة من الوثائق تضم أكثر من 300 ألف سجل.
دواعي الحساسية
ويشير تقرير "بوليتيكو" إلى أن متحدثا باسم ترامب رفض التعليق على سبب تأجيله للإفراج الكامل عن السجلات في عام 2017 بعد أن أشار إلى أنه ينوي نشرها.
ومن بين الأسئلة الأخرى التي لم يتم الرد عليها، ما إذا كان عميل في وكالة المخابرات المركزية يدعى بيل هارفي سافر في ظروف غامضة من روما إلى دالاس قبل الاغتيال، وكذلك دور الوكالة في مؤامرات قتل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وتقنيات المراقبة الخاصة به.
ويشير التقرير إلى أنه إذا تم فتح السجلات، فمن المحتمل ألا تكشف عن هوية القتلة المحتملين الآخرين لكينيدي.
وينقل التقرير قناعة روبرت إف كينيدي جونيور، وكذلك والده، أن جون كينيدي اغتيل كجزء من مؤامرة واسعة.
وبحسب باحثين، فإن روبرت كينيدي كان أول المؤمنين بنظرية المؤامرة التي تعتقد أن سرحان سرحان لم يكن هو قاتل جون كينيدي، وهي القناعة التي أنشأت خلافا داخل عائلة كينيدي.
ويقول تقرير "بوليتيكو" إن باتريك كينيدي رفض التعليق على ما إذا كان يصدق القصة الرسمية للاغتيال.
وقال باتريك كينيدي إنه "غير متأكد من أن الوثائق سيتم الإفراج عنها في الـ15 من ديسمبر، لكنه يأمل في النهاية أن يقوم بايدن بالشيء الصحيح ونشرها على الملأ".
وأضاف "نحن نعيش في زمن يزخر بنظريات المؤامرة، هناك نزعة لعدم الثقة في الحكومة بشكل عام حيث الكثير من التعتيم البيروقراطي، ومن حق أي وكالة تنقيح أجزاء معينة من السجلات السرية؛ ما دامت تعرف أن فيها ما يغذي نظرية المؤامرة بأكملها".