إسرائيل تصادق على بناء أكبر حي استيطاني في مدينة القدس

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن مصادقة بلدية القدس التابعة للحكومة الإسرائيلية على مخطط لبناء أكبر حي استيطاني في مدينة القدس.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس صادقت على الترويج لمخطط بناء حي يهودي جديد في منطقة المطار المهجور شمال القدس، ويضم حوالي 9000 وحدة سكنية وهو المخطط الاستيطاني الأكبر من نوعه".

وأكدت الصحيفة العبرية أن "الحي الاستيطاني يقع في منطقة كان من المقرر تسليمها للسلطة الفلسطينية وفق محادثات السلام السابقة مع الفلسطينيين".

وأوضحت أنه "من المقرر أن يكون الحي الجديد أكبر حي لليهود شرق القدس، وسيحتوي على حوالي 9000 وحدة استيطانية على مساحة 1243 دونمًا".

ووفق الصحيفة، يشمل المخطط الاستيطاني بناء فنادق، ومرافق وحدائق عامة، ومناطق صناعية، شمال مدينة القدس، كما يشمل المخطط إقامة مجمعات تجارية بمحاذاة شارع رقم 45، وتحويل الصالة الرئيسة في مطار القدس المهجور إلى "مرفق سياحي".

وتابعت الصحيفة، أن "الخطة التي أطلقتها وزارة الإسكان الإسرائيلية ووافقت عليها اللجنة المحلية تشمل الحفاظ على مبنى المطار التاريخي وترميمه، وستكون حوله مجموعة من المسارات، والأماكن العامة".

وبينت الصحيفة، أن "المطار تم ضمه إلى إسرائيل في نهاية حرب الأيام الستة، ورغم أن قيادة إسرائيل كانت تأمل بجعله مطارًا دوليًا في القدس، لم توافق أي شركة طيران دولية على الهبوط والإقلاع آنذاك، ثم تم استخدامه للرحلات الداخلية حتى العام 2000، وبعدها تم إغلاقه إبان الانتفاضة الثانية، وتم التخلي عنه منذ ذلك الحين".

وأضافت الصحيفة، أن "المضي قدمًا في تنفيذ المخطط الاستيطاني يحتاج إلى "موافقة سياسية لمواصلة عمليات المصادقة على المخطط المقترح"، مشيرة إلى "وجود معارضة أمريكية متوقعة من قِبل إدارة الرئيس جو بايدن".

وأشارت إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، كانت الحكومة الإسرائيلية تروج للعديد من خطط البناء المثيرة للجدل والتي كانت عالقة لسنوات عديدة خلال فترة الحكومة السابقة في عهد بنيامين نتنياهو.

كما بدأت أعمال البنية التحتية في منطقة جفعات هاماتوس جنوب القدس، الترويج لخطط مستوطنة جديدة في منطقة E-1.

وفي السياق ذاته، عارضت ممثلة حزب "ميرتس" لورا وارتون الخطة الاستيطانية قائلة إنه "كان يجب تخصيص المنطقة لحي فلسطيني"، مشيرة إلى أنه منذ أكثر من 50 عامًا، لم يتم بناء أي حي للفلسطينيين الذين يشكلون 38% من سكان مدينة القدس.

وعلى صعيد متصل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه الخطوة، مضيفة أنها "ترى أن هذا المخطط الاستيطاني يهدف إلى استكمال فصل القدس عن محيطها الفلسطيني من جهة الشمال، كجزء لا يتجزأ من عملية أسرلتها وتهويدها وضمها، وتغيير واقعها التاريخي، والقانوني، والديمغرافي، ومحاولة إخراجها من أية مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين".

وطالبت الوزارة في بيان لها، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري والعاجل لوقف تنفيذ هذه المشاريع والمخططات التي تؤدي لحسم مستقبل قضايا المفاوضات النهائية من جانب واحد وبقوة الاحتلال، وفق قولها.