أكسيوس: ترامب سيزور السعودية منتصف مايو في أول زيارة خارجية
أشار مراقبون للشأن السياسي اللبناني إلى بوادر انفراج في الأزمة بين لبنان ودول الخليج، مرجحين إمكانية عودة العلاقات إلى سابق عهدها، بعدما كسرت القطيعة الدبلوماسية، زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إلى بيروت. إذ التقى شخصيات لبنانية رفيعة المستوى، مؤخرا.
والتقى الوزير الكويتي كلا من الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقدم للسلطات اللبنانية قائمة بإجراءات مقترحة يتعين اتخاذها لتخفيف حدة التوتر الدبلوماسي مع دول الخليج.
وشملت المقترحات الالتزام باتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وإجراء الانتخابات في موعدها، وتشديد الرقابة على الصادرات للخليج، لمنع تهريب المخدرات، والتعاون بين الأجهزة الأمنية.
وبدوره، أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون الوزير الكويتي "ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقا من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية"، وفقا لقوله.
نقطتان جوهريتان
وفي الوقت الذي رفضت كل من كتلتي "حزب الله" و"حركة أمل" التعليق لـ"إرم نيوز" بشأن المبادرة الكويتية لحل الأزمة اللبنانية مع الخليج، قال النائب في الحزب التقدمي الاشتراكي بلال العبد الله، لـ"إرم نيوز"، إنه يرى "في المعطى السياسي نقطتين جوهريتين في المبادرة الكويتية باسم مجلس التعاون الخليجي".
وأوضح أن "النقطة الأولى هي ألا يكون لبنان منصة للاعتداءات أو الصراعات الموجهة ضد دول الخليج، بما معناه ألا يكون لبنان منصة إيرانية ضمن ما يسمى محور الممانعة في التورط في الحروب والنزاعات المرتبطة بدول الخليج".
وأضاف بلال العبد الله: "النقطة الثانية هي أن يد الخليج ممدودة إلى لبنان، والصداقة والتعاون والعلاقات التقليدية والعمق العربي للبنان يستمر بناءً على قرارات الحكومة اللبنانية بألّا يكون لبنان ممرا لترويج المخدرات والكبتاغون نحو الخليج، مع تعاون أمني استخباراتي للجم عمل المافيات المشتركة".
لبنان الطبيعي
من جهته، قال الصحفي والمستشار الإعلامي والسياسي للواء أشرف ريفي، أسعد بشارة، لـ"إرم نيوز"، إن زيارة وزير الخارجية الكويتي تشكل مع ورقة البنود التي طرحها وجهة نظر خليجية صارمة تجاه لبنان لاستعادة دوره الطبيعي كدولة مستقلة قادرة على السيطرة على سياستها الخارجية وعلى سيادتها".
وأوضح أن "ما طرحه وزير الخارجية الكويتي، يستبق اجتماع وزراء خارجية العرب في الكويت.. والمطلوب من لبنان أن يجيب بطريقة رسمية على هذه المطالب"، واصفا المبادرة بأنها "تقدم فرصة لكي يستعيد لبنان علاقاته الطبيعية مع العالم والعربي ومع العالم أجمع".
وحول ما سيكون عليه رد الدولة اللبنانية بعد دراسة الورقة الكويتية، أضاف بشارة: "يبدو أن سيطرة حزب الله على قرار لبنان واضح. فمن المتوقع أن يدبج المسؤولون في لبنان ردودا أقرب للضبابية، لا تُغني ولا تثمن عن جوع. واستمرار هذا الوضع هو انعكاس لسيطرة حزب الله على قرار لبنان ولسيطرته على الحكومة ورئاسة الجمهورية".
موقف القوات اللبنانية
وقال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، لـ"إرم نيوز"، إن "وزير الخارجية الكويتي كان شديد الوضوح لأن الرسالة التي حملها هي رسالة عربية خليجية دولية، وبالتالي هو يعكس في هذه الرسالة موقف الأسرة الدولية في القضية اللبنانية".
واعتبر جبور أن "هذا موقف ورسالة تعبر عن المجتمعين العربي والدولي، وهي تؤكد في مضامينها ضرورة التزام لبنان باتفاق الطائف أولا، وبقرارات الشرعية العربية والجامعة العربية ثانيا، ومقررات الشرعية الدولية ثالثا، وفي طليعتها القرار ١٥٥٩ بما يفرض حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وضبط الحدود والنأي بلبنان".
وأضاف جبور: "هذه الرسالة تأتي بعد بيان قمة سعودية - فرنسية وبعد بيانات ثنائية صدرت على إثر زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للدول الخليجية، وبالتالي هي جزء لا يتجزأ من هذا المسار الذي بدأته المملكة العربية السعودية لضرورة وضع حد للأذرع الإيرانية في المنطقة".
وبشأن كيفية معالجة الدولة اللبنانية المسألة المتصلة بتطبيق القرار ١٥٥٩ المطلوبة في الورقة، أوضح جبور: "الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية مخطوفة من قبل حزب الله ولن تتمكن من معالجة هذه المسألة، وكل ما يتصل بتغييب الدولة في لبنان".