عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
أخبار

تساؤلات إسرائيلية بشأن أسباب كشف "حزب الله" عن أنظمته الدفاعية علنًا

تساؤلات إسرائيلية بشأن أسباب كشف "حزب الله" عن أنظمته الدفاعية علنًا
08 فبراير 2022، 9:13 ص

انشغل محللون عسكريون إسرائيليون، خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، بمحاولة تفسير الأسباب التي دفعت منظمة "حزب الله" اللبنانية الشيعية، لكشف أنظمة دفاع جوي، نجحت إيران في تهريبها إليها خلال السنوات الأخيرة.

وذكر موقع "نتسيف نت" العبري، المتخصص في الملفات العسكرية والاستخبارية، اليوم الثلاثاء، أن أغلب بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات التي تمتلكها المنظمة اللبنانية، وصلتها من الأراضي السورية، لا سيما قبل عام 2012.

وأشار إلى أن أغلب هذه النظم عبارة عن بطاريات لصواريخ من طرازي ""SA8 و"SA17"، فضلا عن نظم صواريخ مضادة للطائرات من طراز "بانتسير" الروسي.

تشغيل علني

ونشر موقع "واللا" الإخباري العبري تقريرا أشار خلاله المحلل العسكري الإسرائيلي، أمير بوحبوط، إلى حديثه مع مصادر عسكرية بشعبة العمليات التابعة للجيش، والتي أكدت له أن "حزب الله" بدأ تشغيل بطاريات صواريخ مضادة للطائرات بشكل علني.

ونقل عن المصادر قولها إن التقديرات السائدة داخل المؤسسة العسكرية في إسرائيل، ترجح أن هدف المنظمة هو فرض تهديد أمام مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، وتوجيه رسالة بأن الواقع في لبنان قد تغير.

ووفق المعلومات التي أوردها بوحبوط، تلقت عناصر من "حزب الله" تدريبات على تشغيل نظم الدفاع الجوي في سوريا، والأخيرة كانت منطلقا لتهريب هذه النظم إلى لبنان.

واختار الصحفي عنوانا لهذا التقرير هو: "إصبع في عين إسرائيل: حزب الله يكشف علنا نظما مضادة للطائرات لكي يحذر من أي هجوم".

الواقع تغير

وبدأت المنظمة، بحسب التقرير، كشف نظمها الدفاعية في الميدان، بعد سنوات من حرصها على عدم الكشف عنها بهذا الشكل العلني، مضيفا: "خلال نقاشات سرية داخل شعبة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة، طرحت تقديرات بأن هدف المنظمة هو تحدي إسرائيل وتهديدها بأن كل طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أصبحت هدفا".

وتابع أن الرسالة التي تريد المنظمة إيصالها لإسرائيل هي أن "الأمين العام حسن نصرالله يؤكد أن الواقع في سماء لبنان تغير".

ووفق ما أورده المحلل الإسرائيلي، "تسببت التغييرات الأمنية في هذه الساحة إلى تغيير أساليب العمل، فيما يعمل الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع على مواجهة هذه التغييرات في الساحة اللبنانية عبر وسائل تكنولوجية حديثة، وأساليب عمل خلاقة تستهدف مواصلة الحفاظ على التفوق الجوي لسلاح الجو، ومواصلة التحسب لإمكانية محاولة (حزب الله) اعتراض إحدى المقاتلات الإسرائيلية أو الطائرات العاملة من دون طيار".

ونفت مصادر تحدث معها بوحبوط أن يكون الجيش الإسرائيلي قد تخلى عن حرية العمل في سماء لبنان، أو منظومة جمع المعلومات الاستخبارية بشأن "حزب الله" وإيران في الساحة اللبنانية، لا سيما أنهما تواصلان بناء مواقع عسكرية داخل لبنان، من شأنها أن تشكل تهديدا على إسرائيل.

وأوضح بوحبوط نقلا عن المصادر العسكرية، التي لم يسمها، أنه على الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي المتردي في لبنان "يواصل حزب الله بناء قوته العسكرية بما في ذلك في مجال زيادة دقة الصواريخ، في وقت يواجه مشروع المنظمة في هذا الصدد عقبات، على رأسها الهجمات التي تنفذها إسرائيل، والتي لم توقف المشروع بشكل نهائي مع ذلك".

توتر متصاعد

وسرد بوحبوط عددا من التطورات التي شهدتها ساحة المواجهات بين الطرفين، وقال إن البداية كانت تهديدات لا تتوقف من الأمين العام للمنظمة، قبل أن تتطور إلى قيام المنظمة بإقفال رادارات خاصة بنظم دفاع جوي خلال تحليق مقاتلات إسرائيلية ووضعها في مرمى الإصابة، دون أن تسقطها.

وتطور الاحتكاك ليصل إلى استهداف طائرات إسرائيلية، مثل الواقعة التي حدثت في تشرين الأول/ أكتوبر 2009، حين اكتشف أحد مشغلي طائرة إسرائيلية من دون طيار تعرضها لوابل من الصواريخ، من دون إصابتها، وسط تقديرات بأن الهدف وقتها كان تحذيريا فقط.

وبلغ التوتر مداه في شباط/ فبراير 2021، حين أعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش كشف إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من لبنان صوب طائرة من دون طيار، كانت تجمع معلومات حول "حزب الله".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن إيران ترى في لبنان جبهة أمامية ضد إسرائيل، ومن هنا تتزايد أهمية "حزب الله" بالنسبة لها، ويمكنها استخدام هذه الورقة كلما زاد التوتر بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية أو دول سُنية بالمنطقة.

قاعدة السرية

بدوره، ذكر موقع "نتسيف نت" العبري، اليوم الثلاثاء، أن سلاح الجو الإسرائيلي يعمل منذ سنوات، واضعا بالاعتبار وجود مخاطر تتعلق بأنظمة الدفاع الجوي لدى "حزب الله"، وتزايد الحذر في السنوات الأخيرة مع ورود معلومات بأن لدى "حزب الله" حافز لنصب فخ للمقاتلات الإسرائيلية أو الطائرات من دون طيار لدى تحليقها في سماء لبنان.

وتطرق لوقائع شهدت مناوشات بين الجانبين في هذا الاتجاه، إذ تم تشغيل أنظمة دفاع جوي من قبل "حزب الله" لكن من دون إسقاط الطائرات الإسرائيلية من دون طيار، مفسرا ذلك بأن لدى المنظمة مخاوف من ردة الفعل الفورية، التي ستشمل تدمير مواقع الإطلاق، وهو ما حدث بالفعل في إحدى الحالات.

وحول خطورة أنظمة "حزب الله" الدفاعية، قدر خبراء الموقع أنها تحتم على سلاح الجو الإسرائيلي اتباع الحيطة والحذر، لكنها غير قادرة بعد على تقييد عمله في سماء لبنان.

وقدر الخبراء أن إسرائيل ستحرص على تدمير تلك الأنظمة في بداية أي حرب جديدة مع "حزب الله"، على الرغم من أن المنظمة تشغلها بشكل محكم بالتكامل مع نظم مراقبة بصرية، عوضا عن الرادارات المخصصة لكشف الأهداف وتعقبها.

وختم الموقع نقلا عن مصادره، أنه على عكس التقديرات التي تقول إن "حزب الله" يريد توجيه رسالة ردع إلى إسرائيل، عبر كشف نظمه الدفاعية علنا، لكن هناك احتمالا بألا يكون الأمر كذلك؛ لأنه يناقض قاعدة السرية التي تعمل بها المنظمة اللبنانية، لكنه رأى أن الحديث عن وجود بطارية صواريخ في إحدى القرى اللبنانية هي المعلومة الأهم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC