رشقة صواريخ من لبنان تجاه خليج حيفا ومنطقة "الكريوت"
طالبت جامعات هولندية جميع العاملين فيها، بإبلاغها بشكل مسبق، عن أي اتصال أو تعاون مع كيانات إسرائيلية، تشمل مؤسسات وشركات ومنظمات، ما تسبب في انتقادات حادة واتهامات أطلقتها أوساط يهودية هناك، وفق ما أكدته صحيفة "إسرائيل اليوم".
وأشارت الصحيفة، الجمعة، إلى أن أكثر من 12 جامعة هولندية، أصدرت تعميما لموظفيها من كل المستويات، يحتم عليهم تسجيل تفاصيل أية علاقة أو اتصال مع منظمات يهودية أو إسرائيلية بشكل خاص.
وزعمت أن التعليمات الصادرة عن مجالس هذه الجامعات جاءت بناء على توجيهات منظمة موالية للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل، وصفتها بأنها "تعادي السامية"، واستنادا إلى قانون الشفافية المتبع بالبلاد.
وتابعت أنه على الصعيد الفني، جاء القرار بعد طلب تم إرساله الشهر الماضي من قبل مجموعة موالية للفلسطينيين تسمى منتدى الحقوق "The Rights Forum"، إلى مجالس إدارات الجامعات.
ولفتت إلى أن الموقع الخاص بهذه المجموعة نشر مجموعة من الوثائق، من بينها تقرير لمنظمة "امنستي انترناشيونال"، يقول إن إسرائيل "دولة فصل عنصري ترتكب جرائم ضد الإنسانية"، وكذلك تقرير يوضح أن موقع "يوتيوب يقيد الولوج إلى مقطع فيديو خاص بها يوضح حقيقة الفصل العنصري – الأبرتهايد الذي تمارسه إسرائيل".
وجاء في الطلب الذي أرسله مدير المنظمة جيرالد يونكمان، إلى الجامعات الهولندية: "التمس الحصول على وثائق أو معلومات بشأن علاقات مؤسسية مع جامعات أو مؤسسات أو شركات إسرائيلية، أو مع المنظمات التي تؤيد دولة إسرائيل".
ونبهت الصحيفة العبرية إلى أن الحديث يجري عن سلسلة من المؤسسات والشركات الإسرائيلية، التي يستهدفها الخطاب، من بينها شركة "إل-بيت" للأنظمة العسكرية المتقدمة، ومنظمة "ماغين دافيد أدوم" الطبية، ومنظمة "تغليت" التعليمية.
كما يستهدف منظمة "بني بريت" الدولية الخدمية، ومركز "شيمعون فيزنتال" الحقوقي، ورابطة مكافحة التشهير، ومنظمة "مسيحيون من أجل إسرائيل"، والفرع الهولندي لمنظمة "stand with us" الأمريكية، و"المنظمة الهولندية للدفاع والأمن"، وغيرهم.
ونقلت "إسرائيل اليوم" عن الحاخام الهولندي الأول، بنيامين يعكوبس، الذي يترأس ما تسمى "لجنة مكافحة معاداة السامية" التابعة لرابطة المنظمات اليهودية الأوروبية (EJA)، قوله إن الحديث "يجري عن طلب تنبعث منه رائحة سيئة من معاداة السامية، وتذكر بطلب رؤساء البلديات في هولندا إبان الهولوكوست، بتسليم معلومات للمحتلين الألمان حول اليهود"، على حد قوله.
وتابع أن مجموعة "منتدى الحقوق"، معروفة بالنسبة إليه جيدا، وأنه من المهم أن يكون واضحا أنهم "يريدون وسم كل إسرائيلي أو يهودي في جامعات هولندا من أجل تمرير الفكرة المشوهة التي تدعي أن بداخل الجامعات الهولندية هناك مجموعة صهيونية/ يهودية مشبوهة".
ومضى قائلا: "هذا الأمر العفن من أنواع معاداة السامية، لكنه لم يكن مفاجأة لو وضعت بالاعتبار سمعة المجموعة التي تقف خلفه".
وأعرب عن بالغ قلقه بسبب عدد الجامعات التي انضمت للخطوة، وزعم أن "معظم رؤساء المدن في هولندا تعاونوا مع الاحتلال النازي وسلموا أسماء اليهود إلى النازيين".
وقال: "خيط دقيق جدا يفصل بين معاداة الصهيونية وبين معاداة السامية، طوال حياتي في هولندا لم أذكر سوى مرات نادرة مثل هذه الأجواء المسمومة تجاه اليهود، إننا أمام إذعان لمطالب مجموعة تعادي إسرائيل علنا، لأنه البلد اليهودي الوحيد في العالم".
كما تحدثت الصحيفة مع حانا لودان، مديرة مركز المعلومات والتوثيق بشأن إسرائيل (CIDI)، والذي يظهر ضمن قائمة الكيانات المطلوب الإبلاغ عن أي تعاون معها أو اتصال بها، أنه "وفق المعمول به في هولندا فإن الطلب مشروع".
واستطردت أنه "لو وضع بالاعتبار الخطاب الذي تم إرساله وما به من رائحة سيئة، فإننا نشعر بالصدمة والإحباط من موقف رؤساء الجامعات الهولندية الذين لم ينظروا إلى الإشكالية المتعلقة بالخلط المتعمد ما بين اليهود وإسرائيل".
وأوضحت أن "النتيجة هي عملية تخويف للعاملين بالجامعات أنفسهم، وإثنائهم عن الاتصال بنا أو الإبلاغ عن مشكلة، وهذا يسبب شعورا بغياب الأمن وعدم الثقة بشأن الإعراب حتى عن عدم الارتياح داخل الجامعات نفسها".
وختمت بأن المشكلة الكبرى هي "ما يبدو أن الجامعات تلقفت الخطاب وقبلته، وهذا يثير القلق".
