logo
أخبار

ما دلالات إنشاء المغرب منطقة عسكرية على الحدود مع الجزائر؟

ما دلالات إنشاء المغرب منطقة عسكرية على الحدود مع الجزائر؟
22 فبراير 2022، 5:28 ص

في خطوة تحمل الكثير من الدلالات، استحدث المغرب منطقة عسكرية في شرق المملكة على الحدود مع الجزائر، بحسب ما أوردت مجلة القوات المسلحة الملكية في عددها الأخير.

وهذه المرة الأولى التي يتوجه فيها المغرب شرقاً لإنشاء منطقة عسكرية، وذلك في خضم تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الرباط والجزائر، الذي وصل إلى حد قطع العلاقات بينهما العام الماضي، حيثُ كانت تتمركز القوات المسلحة المغربية منظمة وفق منطقتين شمالية وجنوبية.

وبأمر من العاهل المغربي الملك محمد السادس، سيقود هذه المنطقة العسكرية ومقرها مدينة الراشيدية الجنرال محمد مقداد، أحد قادة القوات المسلحة الملكية (الجيش المغربي)، المعروف بإنجازاته العسكرية بالصحراء.

وستساهم هذه المنطقة العسكرية الجديدة في "الحدّ من الجريمة العابرة للحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، وكذلك تعزيز القدرات الدفاعية، وضمان سلامة وأمن البلاد".

وأوضحت مجلة القوات المسلحة الملكية أن إحداث المنطقة الجديدة يهدف إلى "ضمان انسجام القيادة والتحكم والدعم للوحدات لتحقيق قدر أكبر من المرونة وحرية الحركة الضروريتين لإنجاز مختلف المهام الموكولة إليها".

وحيال ذلك، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون عبدالرحمن مكاوي، العسكرية والاستراتيجية، إن إنشاء هذه القاعدة العسكرية جاء لتلبية حاجيات أمنية وعسكرية ملحّة في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية توتراً كبيراً.

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الخطوة المغربية جاءت أيضاً للرد على الانتشار العسكري الجزائري الواسع، والتهديدات التي تطلقها الجزائر من حين لآخر، مبيناً أن المنطقة العسكرية ستقوم أيضاً بأدوار طلائعية في محاربة التهريب بجميع أشكاله، خاصة الجريمة المنظمة التي تنتعش في المنطقة الشرقية.

ورأى الخبير العسكري المغربي أن الجارة الشرقية أرسلت قبل ذلك رسائل مُبطّنة إلى المغرب من خلال القيام بمناورات عسكرية بالمنطقة الحدودية استعملت فيها أسلحة متطورة، وكان لازما التقاط تلك الرسائل والعمل على الرد عليها لضمان أمن وسلامة البلاد من أي خطر محتمل.

وأشار المكاوي إلى أن الجزائر قامت خلال السنوات الأخيرة ببناء قواعد عسكرية عديدة، كما عمل الجيش الجزائري على تكثيف تواجده بالقرب من الحدود مع المملكة، لافتاً إلى أن جل الأسلحة المتطورة التي اقتنتها الجارة الشرقية من روسيا يتم توظيفها في تلك القواعد.

واعتبر أن الحدود المغربية الجزائرية باتت مثقلة بالأسلحة المتطورة من الجانبين وأي فتيل قد يشعل المنطقة، مؤكدًا أن المغرب لا ينوي شراً بالجارة الشرقية، حيثُ إن الملك محمد السادس سبق أن أكد في خطاب أن بلاده لن تكون مصدرًا للشر تجاه الجزائر.

وشدد المكاوي على أن استحداث المغرب قاعدة عسكرية بالقرب من الجزائر يبقى في النهاية عملاً سيادياً يدخل في إطار تحصين الأمن القومي للبلاد، والرد على كل تهديد منتظر خاصة أن المنطقة مشتعلة.

من جهتها، تعتبر الجزائر نفسها مستهدفة خصوصاً بعد توقيع المغرب وإسرائيل مذكرة تفاهم في مجال الدفاع، تشمل تبادل التجارب والخبرات، ونقل التكنولوجيا، وكذلك التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.

والعلاقات بين المغرب والجزائر متوترة منذ عقود لأسباب أهمها قضية الصحراء الغربية والحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، وتدهورت العلاقات المغربية الجزائرية بشكل كبير عندما أعلنت الجزائر في آب/أغسطس 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متهمة المملكة بارتكاب "أعمال عدائية" ضدها.

وردت المملكة حينها معربة عن أسفها لهذا القرار ورفضها "مبرراته الزائفة"، كما اتهمت الرئاسة الجزائرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 المغرب بقصف شاحنتين جزائريتين وقتل ثلاثة من مواطنيها في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة "البوليساريو".

والتزم المغرب حينها الصمت إزاء الموضوع، ولم يصدر أي بيان عن السلطات المغربية على اتهامات الرئاسة الجزائرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC