عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
أخبار

فولوديمير زيلينسكي.. من ممثل كوميدي إلى "بطل حرب"

فولوديمير زيلينسكي.. من ممثل كوميدي إلى "بطل حرب"
27 فبراير 2022، 5:09 ص

عندما نشأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في جنوب شرق أوكرانيا، كانت عائلته اليهودية تتحدث الروسية وقرر والده ذات يوم منعه من السفر إلى الخارج للدراسة في إسرائيل.

وبدلا من ذلك، درس زيلينسكي القانون في أوكرانيا، وعند التخرج وجد موطنا جديدا في التمثيل السينمائي والكوميديا، إذ صعد نجمه عام 2010 ليصبح أحد أفضل الفنانين في أوكرانيا من خلال المسلسل التلفزيوني الشهير "خادم الشعب" الذي أدى فيه دور أستاذ في مدرسة يكره السياسيين الفاسدين، ثم يصبح رئيسا بالصدفة.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير عن الرئيس الأوكراني يوم السبت: "بعد بضع سنوات فقط، أصبح زيلينسكي رئيس أوكرانيا الحقيقي".

وأضافت "في بعض الأوقات في الفترة التي سبقت الغزو الروسي، بدا الممثل الكوميدي _الذي تحول إلى رجل دولة_ غير متسق، بتوبيخه الغرب لإثارة الخوف يوما ما، وعدم القيام بما يكفي في اليوم التالي، لكن شجاعته ورفضه المغادرة بسبب تساقط الصواريخ على العاصمة جعلته _أيضا_ بطلا غير متوقَّع بالنسبة للكثيرين في جميع أنحاء العالم".

الشجاعة والفكاهة
وتابعت الوكالة "مع الشجاعة والفكاهة تحت النيران التي حشدت شعبه، بقي الممثل السابق ذو الشعر الداكن البالغ من العمر 44 عامًا في بلاده، على الرغم من أنه يقول إنه الهدف الرئيس للغزاة الروس".

وبعد عرض من الولايات المتحدة لنقله خارج أوكرانيا، رد زيلينسكي أمس السبت "أنا بحاجة إلى ذخيرة، وليس نزهة".

وتطوق القوات الروسية كييف في اليوم الرابع من الحرب، فيما يقول المراقبون العسكريون إن الهدف الرئيس هو الوصول إلى العاصمة للإطاحة بزيلينسكي وحكومته وتنصيب شخص أكثر امتثالا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

السيادة الأوكرانية
ورأت الوكالة أنه "ربما لم تكن جرأة موقف زيلينسكي من أجل السيادة الأوكرانية متوقعة من رجل كانت كبرى مسؤوليته السياسية لسنوات عديدة هي الشعور بأنه كان أكثر استعدادا للسعي إلى حل وسط مع موسكو".

وأشارت إلى أن زيلينسكي "استخدم تاريخه الشخصي لإثبات أن بلده هو بلد حقيقي وليس نظام الحكم المليء بالكراهية في خيال بوتين".

انتخابات ديمقراطية
وأضافت الوكالة "مثل شخصيته التلفزيونية، وصل زيلينسكي إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية ساحقة، وهزم رجل أعمال مليارديرا، ووعد بكسر سلطة الأوليغارشية الفاسدين الذين سيطروا عشوائيا على أوكرانيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي".

وتابعت أن "كون هذا المبتدِئ الجديد، الذي يقوم بحملته الانتخابية في المقام الأول على وسائل التواصل الاجتماعي يأتي من العدم للمطالبة بأن المنصب الأعلى في البلاد من الطبيعي أن يكون مزعجا لبوتين، الذي قام ببطء بترويض معارضته السياسية في روسيا".

ولفتت الوكالة إلى أنه "تم تسميم المنافس السياسي الرئيس لبوتين، أليكسي نافالني، وهو أيضًا كوميدي مناهض للفساد، من قبل المخابرات الروسية في عام 2020 بغاز الأعصاب الذي تم وضعه على ملابسه الداخلية".

زيلينسكي ونافالني
وندد نافالني الموجود الآن في سجن روسي، بعملية بوتين العسكرية في أوكرانيا، بحسب "أسوشيتد برس"، التي قالت إنه "يبدو أن كلّا من زيلينسكي ونافالني يشتركان في وجهة نظر مفادها أنه يجب عليهما مواجهة عواقب معتقداتهما، بغض النظر عن السبب".

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، الجمعة "إنها تجربة مخيفة عندما تأتي لزيارة رئيس دولة مجاورة وهو زميلك، لدعمه في موقف صعب، وتسمع منه أنك قد لا تقابله مرة أخرى أبدا لأنه سيبقى هناك وسيدافع عن بلاده".

وقضى دودا بعض الوقت مع زيلينسكي يوم الأربعاء قبل بدء القتال مباشرة، وكان أحد القادة السياسيين العديدين الذين التقوا بالرئيس الأوكراني خلال الشهر الماضي، بمن في ذلك نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.

لفت انتباه الأمريكيين
وأوضحت الوكالة أن زيلينسكي لفت انتباه العديد من الأمريكيين للمرة الأولى خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي استند إليه في مكالمة هاتفية في عام 2019 للبحث في اتهامات فساد عن المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن وابنه هانتر؛ ما قد يساعد في حملة إعادة انتخاب ترامب.

ولفتت الوكالة إلى أن تلك المكالمة الهاتفية "المثالية" مع زيلينسكي، كما سمّاها ترامب لاحقا، أدت إلى مساءلة ترامب من قبل مجلس النواب بتهمة استخدام مكتبه، والتهديد بحجب 400 مليون دولار من الدعم العسكري المصرح به لأوكرانيا، لتحقيق مكاسب سياسية شخصية.

لست من مثيري الحروب

وبدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي وصفته موسكو بـ"عملية عسكرية خاصة"، في ساعة مبكرة من يوم الخميس الماضي.

وبرر فلاديمير بوتين الهجوم بالقول إنه كان للدفاع عن منطقتين منفصلتين في شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية".

ومع تقديم وسائل الإعلام الروسية لمثل هذه الصورة لبلده، سجل زيلينسكي رسالة إلى الشعب الروسي لدحض فكرة أن أوكرانيا هي المعتدي وأنه من مثيري الحروب.

وقال في رسالته "لقد أخبروكم أنني أمرت بشن هجوم على دونباس، لإطلاق النار، والقصف، ليس هناك شك في ذلك... لكن هناك أسئلة، وأسئلة بسيطة للغاية... لإطلاق النار على من؟، لتفجير ماذا.... دونيتسك؟".

وبحديثه عن زياراته العديدة وأصدقائه في المنطقة قال زيلينسكي "رأيت الوجوه والأعين.. إنها أرضنا، إنها تاريخنا، على ماذا سنقاتل؟، ومع من؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC