وزير خارجية إيران: التزامنا بعدم امتلاك سلاح نووي ما زال قائما
قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن الغرب يصر على هزيمة روسيا في أوكرانيا، لكن الحقائق في أرض المعركة "لا تشير إلى أن كييف ستحقق الانتصار العسكري".
ولفتت المجلة في تقرير نشرته، الأحد، إلى أن التقارير التي أفادت برفض القوات الأوكرانية القتال والاستسلام الجماعي، والتي كانت مقتصرة في السابق على التلفزيون الرسمي الروسي، "شقت طريقها أخيرا إلى وسائل الإعلام الغربية".
وفي مقطع فيديو تم تحميله على شبكة "تلغرام" في 24 من الشهر الجاري، أعلن أعضاء من الكتيبة الثالثة من اللواء 115 الأوكراني، ومقرها في مدينة "سيفيرودونتسك"، أنهم "لن يقاتلوا بعد الآن بسبب نقص المعدات العسكرية والقيادة المناسبة".
وقال أحد المتطوعين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "إننا نُرسل إلى موت محقق.. لسنا وحدنا هكذا، نحن كثيرون".
رفع الروح المعنوية
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي أبقت إلى حد كبير أعداد الضحايا الأوكرانيين سرًا؛ في محاولة لرفع الروح المعنوية، وبدلًا من ذلك ركزت الانتباه الدولي على الخسائر التي تكبدتها روسيا خلال الغزو.
ولفتت إلى بيان لوزارة الدفاع الروسية، الأسبوع الماضي، قالت فيه، إن كييف تشطب الجنود الأوكرانيين الذين فقدوا في القتال على أنهم "هاربون"، وهي حيلة محاسبية تُستخدم لإبقاء الأرقام الرسمية للضحايا منخفضة.
وقال الضابط الأوكراني سيرهي لابكو، لصحيفة واشنطن بوست: "نرى في التلفزيون الأوكراني أنه لا توجد خسائر.. هذه ليست الحقيقة".
وأضافت "ناشيونال إنترست" في تقريرها: "بات من الواضح أن صورة كييف المصقولة بعناية عن المناعة العسكرية تتعارض مع حقائق ساحة المعركة القاسية"، مشيرة إلى أن "القوات الروسية الغازية، مدعومة بقائمة من المزايا اللوجيستية والعددية والنوعية، تمضي قدمًا في استراتيجيتها لتطويق جيوب القوات الأوكرانية، بينما تخنق المدن الكبرى التي تسيطر عليها أوكرانيا من الإمدادات والتعزيزات"، موضحة أن عدد القوات الروسية يفوق عدد نظرائهم الأوكرانيين سبعة إلى واحد في جبهة الحرب الشرقية.
نصر حاسم
وتابعت المجلة الأمريكية تقول، إنه "نظرًا لأن الواقع على الأرض يبدو أنه يتحول ببطء بعيدًا عن احتمالية تحقيق نصر أوكراني حاسم، فإن بعض الأصوات البارزة تدعو القادة الغربيين إلى مراجعة سياسة الضغط الأقصى تجاه موسكو".
ولفتت إلى تصريحات أخيرة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في دافوس قال فيها، إن الحملة الغربية "لإلحاق هزيمة ساحقة" بموسكو تشكل مخاطر قاتلة على الاستقرار الأوروبي والعالمي، وأنه "يجب استئناف المفاوضات فورا".
وأثارت تعليقات كيسنجر انتقادات حادة من كييف، التي رفضت رفضًا قاطعًا أي تسوية سلمية محتملة تنطوي على تنازلات إقليمية.
خسارة بوتين
لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن - التي استثمرت 53 مليار دولار كمساعدات لضمان انتصار أوكرانيا - والحكومات الغربية ذات التفكير المماثل تبدو عازمة على الاستمرار في المسار، بحسب المجلة التي أشارت إلى تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، الخميس، قالت فيها: "نحن بحاجة للتأكد من أن فلاديمير بوتين سيخسر في أوكرانيا، وأن العدوان الروسي لن يُسمح له مرة أخرى بتهديد السلام في أوروبا".
وخلصت المجلة إلى القول: "لا يزال صانعو السياسة الغربيون يصورون الحرب في أوكرانيا إلى حد كبير على أنها صراع بين الخير والشر، وأنها حرب صليبية عالمية ضد الديكتاتورية والأوتوقراطية التي تم تجنيد العالم الحر بأكمله فيها.. لكن ما يجب فعله هو أن علينا تعبئة كل مواردنا لإنهاء الحرب في وقت مبكر".