البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاق مع الصين

logo
أخبار

صحف عالمية: استعدوا لـ"الأسوأ" في أوكرانيا

صحف عالمية: استعدوا لـ"الأسوأ" في أوكرانيا
07 يونيو 2022، 2:57 ص

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الثلاثاء، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن "صراع طويل الأمد" بسبب "التطلعات" الروسية التي تهدف إلى الاستيلاء على مناطق أخرى أبعد من السيطرة فقط على منطقة دونباس الشرقية.

وناقشت الصحف تقارير أخرى ترى أن الأسلحة الغربية المتطورة التي يمد بها الغرب كييف، تشكل تحديا كبيرا للقوات الأوكرانية التي تفتقر إلى التدريب على مثل هذه الآليات، ما يجعلها "بلا قيمة" في مواجهة التقدم الروسي.

تطلعات روسية.. وصراع طويل الأمد
رأت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أنه بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يبدو أن موسكو تتطلع إلى ما هو أبعد من السيطرة على منطقة دونباس الشرقية، حيث يتركز القتال هناك الآن، مشيرة إلى أن النوايا الروسية ظهرت جليا في تكثيف هجماتها على مناطق متفرقة في جميع أنحاء أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية.

وتحت عنوان "الأسوأ لم يأت بعد"، دعت المجلة في تحليل لها، إلى الاستعداد لصراع طويل الأمد غير متوقعة نتائجه.

وانتقدت المجلة مقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأخير في صحيفة "نيويورك تايمز" والذي اعتبر أن "هدف واشنطن واضح ومباشر بشأن رؤية أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة ومزدهرة ولديها الوسائل للدفاع عن نفسها وردع المزيد من العدوان".

وقالت المجلة إنه "في الواقع، لا يقدر مقال بايدن تماما الموقف المتطرف الذي تتخذه الحكومة الأوكرانية، حيث شدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وكبار المسؤولين لديه مرارا وتكرارا في الأشهر الأخيرة أنهم لن يقبلوا بأي شيء أقل من تحقيق نصر عسكري حاسم على روسيا، وأنه لا يمكن أن تبدأ محادثات سلام هادفة إلا بمجرد تحقيق ذلك".

واستشهدت "ناشيونال إنترست" في تحليلها بتصريحات أدلى بها زيلينسكي في مايو الماضي قال فيها إنه "يرى استعادة حدود ما قبل الـ24 من فبراير كشرط مسبق لأي مفاوضات جوهرية مع روسيا".

واعتبرت المجلة، في المقابل، أن "هذه الشروط هي والعدم سواء، لأن القوات الروسية لم تظهر أي استعداد للتخلي عن أيّ من الأراضي التي استولت عليها في شرق أوكرانيا".

وقالت "تشير الدلائل أيضا إلى أن موسكو تخطط لتعزيز سيطرتها طويلة المدى في منطقتي دونباس وخيرسون، إذ ألمح مسؤولون روس إلى رغبتهم في جعل المنطقتين جزءا من روسيا، بينما قال مسؤولون محليون إن خيرسون بدأت بالفعل في إرسال الحبوب وسلع أخرى إلى الأراضي الروسية".

ولفتت إلى أن "أحدث خرائط الصراع تشير إلى أن ما لا يقل عن 20% من الأراضي الأوكرانية تخضع للسيطرة الروسية".

وأضافت "هناك أنباء عن أن القوات الروسية تسيطر الآن على جميع مدينة سيفيرودونتسك تقريبًا، آخر معقل أوكراني رئيس في منطقة لوهانسك الشرقية، وتتقدم نحو مدينة ليسيتشانسك المجاورة في محاولة لإكمال تطويقها لأي قوات أوكرانية لم تنسحب بعد من سيفيرودونتسك".

وتابعت "أصبح من الواضح بشكل متزايد أن القوات الروسية الغازية لن تعود إلى حدود ما قبل الحرب ما لم تُجبر على القيام بذلك بقوة السلاح، على الرغم من أن النطاق الكامل لأهداف الحرب الروسية لا يزال مجهولا".

وقالت المجلة في تحليلها إنه "على الرغم من حقيقة أن موسكو صورت الحرب منذ بدايتها على أنها عملية عسكرية خاصة من أجل الدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين الانفصاليتين، يبدو من غير المرجح أن يكون الكرملين مستعدا لوقف الأعمال العدائية بمجرد السيطرة على دونباس".

وأوضحت المجلة أن "هذه التكهنات تأتي بعد أن أشارت مجموعة متزايدة من السياسيين الروس، والمطلعين في الكرملين، والخبراء العسكريين أخيرا إلى أن الجيش الروسي سيشن هجوما جنوبيا مكثفا في اتجاه أوديسا".

واعتبرت المجلة أن "خسارة أوديسا ستكمل تحول أوكرانيا إلى دولة غير ساحلية ومعطلة اقتصاديا".

واختتمت "ناشيونال إنترست" تحليلها بالقول "لن تؤدي السيطرة على الساحل الأوكراني على البحر الأسود إلى مضاعفة نفوذ موسكو على طرق الشحن البحري الرئيسة فحسب، بل ستزود الجيش الروسي بنقطة انطلاق أمامية يمكن من خلالها تهديد الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)".

الأسلحة الغربية.. وأزمة التدريبات
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الأسلحة الغربية المتطورة التي يتم تسليمها إلى كييف من حين لآخر، "تشكل تحديا خطيرا للقوات الأوكرانية التي تعاني من نقص التدريبات اللازمة –أو حتى انعدامها- بشأن التعامل مع مثل هذه الآليات المتطورة تكنولوجيًّا، وكيفية استخدامها".

وذكرت الصحيفة في تحليل لها أنه "منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، طورت دول الناتو ترسانة كييف بأدوات متطورة بشكل متزايد، خاصة مع أنظمة الصواريخ المتطورة متعددة الإطلاق التي تعهدت بها الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن تدريب الجنود الأوكرانيين على كيفية استخدام المعدات أصبح عقبة كبيرة ومتنامية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الأسلحة الغربية الجديدة الأكثر تقدما في أوكرانيا تتركز في منطقة دونباس الشرقية، حيث احتدمت أعنف المعارك في ظل مساعي القوات الروسية التي تقترب من الشرق والشمال والجنوب، من سحق جيب من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا".

وقالت الصحيفة إنه "بعد مزاعم أوكرانية بهجوم مضاد استعادت قواتها من خلاله بعض الأراضي في مدينة سيفيرودونتسك، أجبِر الأوكرانيون على العودة مرة أخرى أمس الإثنين، مع تكثيف الجيش الروسي لهجومه المدفعي المكثف بالفعل، وذلك وفقًا لمسؤولين أوكرانيين".

وأضافت الصحيفة "يطالب قادة أوكرانيا في كثير من الأحيان بأسلحة ومعدات غربية متطورة، ويعلقون آمال النصر على طلبات الحصول على صواريخ موجهة جديدة مضادة للدبابات ومدافع هاوتزر وصواريخ موجهة بالأقمار الصناعية".

وتابعت "لكن فوق الحاجة إلى أدوات الحرب، تحتاج القوات الأوكرانية إلى معرفة كيفية استخدامها. ودون تدريب مناسب، ستصبح الأسلحة بلا فائدة وستشكل معضلة لأفراد الجيش".

واستطردت بالقول "يقول محللون إن ذلك قد يعكس نهج الولايات المتحدة الفاشل في تزويد الجيش الأفغاني بالمعدات التي لا يمكن الحفاظ عليها في ظل غياب الدعم اللوجستي الهائل".

وأردفت الصحيفة "قدمت الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى تدريبات مكثفة للجيش الأوكراني في السنوات التي سبقت الحرب، ولكن ليس على بعض الأسلحة المتقدمة التي ترسلها الآن".

وأضافت "يقول مسؤولون عسكريون أمريكيون إنه من عام 2015 إلى أوائل العام الجاري، قام الخبراء الأمريكيون بتدريب أكثر من 27 ألف جندي أوكراني في مركز يافوريف للتدريب القتالي بالقرب من لفيف. وكان هناك أكثر من 150 مستشارا عسكريا أمريكيا في أوكرانيا عندما غزت روسيا في فبراير، لكن تم سحبهم".

وأوضحت الصحيفة أنه "لتجنب مواجهة أكثر مباشرة مع روسيا، رفضت إدارة بايدن حتى الآن إرسال مستشارين عسكريين إلى أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية على استخدام أنظمة أسلحة جديدة، وبدلا من ذلك اعتمدت على برامج تدريب خارج البلاد".

حرب باردة ثانية
نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مقالا للرأي يحذر من أن طبول "حرب باردة ثانية" تدق في أوكرانيا "مرة أخرى"، إذ تعتبر الولايات المتحدة نفسها منخرطة في صراع عالمي مع روسيا والصين، وتقوم بتجميع تحالف من الديمقراطيات لمواجهة هذا النفوذ".

وأشار المقال إلى أنه "بالرغم من أن الكثير في جنوب الكرة الأرضية يصر على أن أوكرانيا هي نزاع إقليمي يجب ألا يُسمح له بتعطيل أو تغيير العالم بأسره، إلا أن صانعي السياسة في إدارة بايدن يؤطرون الحرب الأوكرانية بالفعل من منظور عالمي".

وجاء في المقال، الذي يحمل عنوان "أوكرانيا.. وبدء حرب باردة ثانية": "إنهم (صانعو السياسة الأمريكيون) يرون روسيا والصين كشريكين في تحدي النظام القائم على القواعد، الذي تدعمه واشنطن وحلفاؤها.. المعارك في أوكرانيا حاليا هي المسرح المركزي لهذا الصراع الأوسع".

وأضاف "بالنظر إلى واشنطن، فإن التهديدات الأمنية في أوروبا وآسيا أصبحت الآن مرتبطة ارتباطا وثيقا لدرجة أن المسؤولين ينظرون إلى القارتين على أنهما (نظام تشغيل واحد). هذا هو نمط التفكير الذي يذكرنا كثيرا بالحرب الباردة، عندما كانت أمريكا تدرك دائما أن ما حدث في فيتنام أو كوريا قد يكون له آثار في مدينة برلين المقسمة أو في شمال المحيط الأطلسي".

وأوضح المقال أن "أحد الاختلافات الكبيرة عن الحرب الباردة الأولى هو أن الأمريكيين هذه المرة يرون أن الصين، وليس روسيا، هي أخطر منافس لهم"، مضيفا "لم يتغير هذا الاعتقاد بحقيقة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو من شن الحرب".

وتابع "في الواقع، فإن تركيز إدارة بايدن على الصين يزيد من الميل إلى رؤية الحرب الأوكرانية على أنها لا تتعلق فقط بأمن أوروبا، بل تتعلق بالنظام العالمي الأوسع. ويرى المسؤولون الأمريكيون أن الصين تقف بقوة في صف روسيا".

وقال "يظل استبعاد بكين من ترجمة مشاعرها المؤيدة لروسيا إلى دعم عسكري أو اقتصادي مباشر أولوية أمريكية عليا".

وأضاف أن "حلفاء الولايات المتحدة في آسيا -ولا سيما اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا- يدركون أيضا تداعيات حرب أوكرانيا على أمنهم. وإن أسوأ السيناريوهات بالنسبة لهم هو أن الهجوم الروسي يشجع الصين ويشتت انتباه أمريكا؛ ما يؤدي إلى غزو الصين لتايوان".

وأردف المقال بالقول إن "توحيد تحالف الديمقراطيات يهدف إلى تحسين الوضع الأمني ​​للغرب في كل من أوروبا وآسيا. وتلعب دول، مثل: اليابان، دورا رمزيا وعمليا مهما في الصراع مع روسيا.. إنها ضرورية لجهود العقوبات؛ ما يجعل من الصعب على موسكو إيجاد طرق سهلة للالتفاف على العقوبات".

وتابع مقال الرأي الذي نشرته "فاينانشيال تايمز": "لكن في المقابل، يحرص الآسيويون على رؤية الدول الأوروبية تلعب دورا أمنيا أكبر في آسيا. وتم الترحيب بالزيارات البحرية الأخيرة التي قام بها البريطانيون والفرنسيون والألمان والهولنديون للمنطقة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC