ترامب: ربما نشهد قرارا ممتازا للغاية مع إيران وسينقذ ذلك أرواحا كثيرة
تستهدف ميليشيا الحوثي مناطق بحرية استراتيجية تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تأمين الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون عشرات الهجمات على حركة الملاحة الدولية منذُ شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2023، وردًا على ذلك تشن القوات الأمريكية عمليات عسكرية جوية واسعة النطاق قد تستمر لأيام وربما لأسابيع.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأمريكية 174 مرة، في حين هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.
ومن أهم الممرات هو مضيق باب المندب، الذي يعد نقطة عبور استراتيجية تربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
ويقع مضيق باب المندب بين اليمن في الشمال الغربي وجيبوتي وإريتريا في الجنوب الشرقي، ويفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن.
ويربط مضيق باب المندب بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، ما يجعله مسارا أساسيا للسفن القادمة من آسيا والمتجهة إلى أوروبا.
ويمر عبره نحو 15% من حجم التجارة العالمية، ما يجعله ذا أهمية قصوى لحركة الملاحة الدولية.
وتستهدف ميليشيا الحوثي السفن التي تمر في البحر الأحمر أيضا، الذي يربط مضيق باب المندب جنوبا وقناة السويس شمالا.
ويعد البحر الأحمر شريانا حيويا لنقل البضائع، وتمر عبره آلاف السفن التجارية سنويا.
ويعد مسارا مختصرا للسفن المتجهة من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط، بدلا من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
وتأثرت أيضا قناة السويس المصرية التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط بهجمات الحوثيين.
وكان يمر عبر قناة السويس قبل هجمات الحوثيين نحو 12% من التجارة العالمية، خاصة ناقلات النفط والغاز الطبيعي.
وأجبرت الهجمات شركات شحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى مسار رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا، ما أثر في سير حركة التجارة العالمية بتأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف.
وتشير أحدث البيانات المتاحة إلى أن الإيرادات السنوية لقناة السويس تراجعت بنحو الربع في السنة المالية المنتهية في شهر حزيران/يونيو الماضي، إذ سجلت 7.2 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024 من 9.4 مليار دولار في 2022-2023.
ومنذُ شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2023، صعّد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، ما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، وقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة.
وخلفت أعمال "قطع الطريق" بالبحر الأحمر خسائر مالية كبيرة، إذ أدت إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنوياً قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60%، حسب البيت الأبيض.
وأجبرت الهجمات "نحو 75% من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة على إعادة توجيه مساراتها" حول قارة أفريقيا بدلاً من عبور البحر الأحمر.
وأدى ذلك إلى إضافة نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة.
كما تسببت الهجمات، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن، بزيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7% عام 2024، وفقاً لبيان من البيت الأبيض.
كما تضررت التجارة بين أوروبا وآسيا خاصة من هذه الأزمة، فقد كان نحو 95% من السفن المتجهة بين القارتين تمر عبر البحر الأحمر في الظروف الطبيعية.
ومن بين أكبر 10 دول مستوردة من حيث القيمة للتجارة عبر البحر الأحمر 5 دول من الاتحاد الأوروبي.
كما تأثرت موانئ في المنطقة بشكل متفاوت جراء إعادة توجيه مسارات السفن، فقد شهدت الموانئ السعودية مثل جدة وميناء الملك عبد الله انخفاضاً حادا في حركة الشحن.
وتسببت الهجمات بإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للموانئ اليمنية، إذ انخفضت عمليات ميناء الحديدة، وهو ميناء حيوي لواردات المساعدات، إلى نحو 25% من طاقته التشغيلية، بعد تعرضه لضربات جوية أدت إلى غرق 4 من 5 قاطرات بحرية أساسية وتضرر الخامسة.
وفي شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2023، شكلت الولايات المتحدة تحالفا بحريا دوليا أطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، لتأمين هذه الممرات البحرية.
وسعى التحالف إلى تسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن، لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين.
وضم التحالف عدة دول، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وكندا وأستراليا والبحرين، إضافة إلى دول أخرى أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات.
ونفذت سفن التحالف عمليات اعتراض لصواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه السفن التجارية، لكنّ الحوثيين استمروا في استهداف السفن، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا في شهر كانون الثاني يناير من عام 2024، إلى شن ضربات جوية مباشرة على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.
وتبعتها هجمات متتالية استهدفت منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، قبل أن تصل الأمور إلى الهجمات الواسعة التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم أمس السبت.