logo
أخبار

إزالة عوامات النيل.. ما علاقتها بالحرب العالمية الثانية والجاسوسية؟

إزالة عوامات النيل.. ما علاقتها بالحرب العالمية الثانية والجاسوسية؟
02 يوليو 2022، 4:04 م

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إصرار السلطات المصرية على إزالة العوامات المطلة على نهر النيل في القاهرة الكبرى يقضي على جزء مهم من تراث أكبر مدينة في القارة الأفريقية، ويمثل نهاية لذكريات لا تزال محفورة في أذهان قاطنيها، إضافة إلى التاريخ المثير الذي شهدته تلك المنازل العائمة الواقعة على ضفاف النيل.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته يوم السبت، على موقعها الإلكتروني: "القاهرة، أكبر مدينة في أفريقيا، والتي كانت مليئة بالمباني التاريخية، أكثر من أي مدينة أخرى، أصبحت الآن تواجه رغبة جامحة من جانب القائمين على إدارتها لتغييرها كلياً، وتحديثها، حتى ولو كان ذلك على حساب كنوزها القديمة".

وأضافت بقولها: "يتم اقتلاع الأشجار، ويجري العمل على إزالة الأماكن العامة، وهدم الأحياء القديمة، في محاولة لتحديث القاهرة، على نفس الطريقة التي تتلألأ بها مدن الخليج".

وأشارت إلى أن "العوامات المطلة على نهر النيل كانت دائماً جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الدولة، حيث كانت سكناً للراقصات والفنانين والمفكرين، وحتى الدبلوماسيين الأمريكيين والجواسيس الألمان، الذين كانوا دوماً يسعون إلى واحة هادئة في صخب القاهرة الشديد".

وتابعت: "مع النسيم القأرض كان أيضاً أحد أسباب سقوطها، حيث كان يضطر مالكوها إلى استرضاء مؤسسات الدولة، مثل مؤسسات الري والزراعة وغيرها".





وأردفت: "تصاعدت الضغوط على مالكي العوامات في القاهرة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، مع الإعلان عن أنها إما أن يتم سحبها بعيداً أو هدمها، بداية من يوم 27 يوليو. تمت إزالة نصف المراكب البالغ عددها 32، ومن المتوقع أن يختفي الباقي بحلول الرابع من يوليو الجاري".

ونقلت عن أيمن أنور، رئيس هيئة حماية النيل، الذي وصفته بالوجه الحكومي للدفاع عن القرارات الخاصة بالعوامات المطلة على النهر، قوله إن السلطات وجهت الكثير من التحذيرات لمالكي العوامات، إلا أنهم فشلوا في تجديد التراخيص، وتراكمت عليهم الرسوم المالية، وأن وضعهم الحالي مخالف للقانون.

إلا أن سكان العوامات يحتجون بشدة على تلك التصريحات، ويؤكدون أن الحملة ضدهم بدأت منذ عام 2016، في ظل الرسوم المرتفعة والضرائب المفروضة عليهم من المؤسسات الحكومية.

وقالت "واشنطن بوست" إنه حتى مع تعويم أو هدم تلك العوامات، فإن السلطات أبلغت سكانها أنهم لن يحصلوا على أي تعويض مالي، بل إنهم مدينون بمئات الآلاف من الجنيهات لصالح الحكومة.

واستطردت: "كانت هناك تقارير تشير إلى وجود هذه العوامات منذ القرن التاسع عشر، ولكن يبدو أنها وصلت إلى ذروة شهرتها في القرن العشرين، خاصة إبان الحرب العالمية الثانية، حيث صوّر الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل، بطل ثلاثيته الأدبية الشهيرة وهو يلتقي عشيقته الراقصة في إحدى العوامات".

وأشارت إلى أن السفير الأمريكي في مصر خلال الحرب العالمية الثانية ألكسندر كيرك كان يسكن إحدى هذه العوامات، بالإضافة إلى اثنين من الجواسيس الألمان اللذين عملا مع راقصة على نقل تحركات القوات البريطانية إلى الجنرال الألماني روميل خلال الحرب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC