عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
أخبار

صحف عالمية: "جائزة كبيرة" لروسيا.. و"ضغوط هائلة" على بوتين

صحف عالمية: "جائزة كبيرة" لروسيا.. و"ضغوط هائلة" على بوتين
04 يوليو 2022، 2:47 ص

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الإثنين، آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعدما حققت موسكو اختراقا عسكريا في شرق البلاد عندما استولت على مدينة "ليسيتشانسك"، آخر معقل أوكراني في إقليم لوغانسك.

وسلطت صحف الضوء على "سلاح إستراتيجي جديد" لروسيا، إذ قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستخدم "الغذاء" لتهديد العالم، للحصول على تنازلات غربية مقابل السماح للموانئ الأوكرانية بتصدير الحبوب.

"جائزة كبيرة"

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن سقوط مدينة "ليسيتشانسك" شرقي أوكرانيا بيد موسكو، بمثابة "جائزة كبيرة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن سيطرة موسكو الكاملة على المدينة وانسحاب القوات الأوكرانية منها "كانت نتيجة مفروغا منها".

وتحت عنوان "الأعلام السوفيتية ترفرف في وسط المدينة"، ذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن موسكو "تتفاخر بالنصر، إذ يمنح الاستيلاء عليها لروسيا انتصارًا رئيسًا في سعي الأخيرة للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها في شرق أوكرانيا".

وقالت الصحيفة "أغرقت روسيا ليسيتشانسك بنيران المدفعية وخنقت خطوط الإمداد الخاصة بها، وتحت أشهر القصف وقتال الشوارع، اضطر المدافعون الأوكرانيون إلى التراجع".

ورأت الصحيفة أن "المرحلة التالية من الحرب، بالنسبة للغرب، ستكون اختبارا ليس فقط للوجستيات العسكرية ولكن للتضامن"، مشيرة إلى أنه "مع استمرار الصراع، يشعر مواطنو هذه الدول بالألم الاقتصادي، وقد يكون من الصعب الحفاظ على الوحدة بين الحلفاء".

وأوضحت أن دونباس، التي تضم أراضي لوغانسك ودونيتسك، هي "الجائزة الكبرى" للرئيس الروسي "بعد فشله في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية في كييف" في بداية الحرب؛ ما دفعه لإعادة تركيز حملته العسكرية على المنطقة الشرقية، والتي تشكل نحو 9% من أراضي أوكرانيا ولكنها تحمل أهمية بالنسبة للصناعة والموقع والإمكانات كورقة مساومة لموسكو.

وقالت الصحيفة إنه "للسيطرة الكاملة على لوغانسك، كرست روسيا قوتها الكاملة أولا في سيفيرودونتسك، عبر نهر دونباس مباشرة من شقيقتها ليسيتشانسك"، مشيرة إلى أنه "بعد قصف مكثف على تلك المدينة والسيطرة عليها في النهاية في الـ24 من يونيو الماضي، وضعت القوات الروسية أنظارها على ليسيتشانسك".

وتابعت "كانت المدينتان التوأمتان آخر المراكز السكانية الرئيسة في مقاطعة لوغانسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.. والآن مع سقوطهما، تسيطر روسيا بشكل فعال على كل المنطقة الغنية بالموارد".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن "السيطرة هذه في الشرق تعني أن روسيا يمكن أن تضع قواتها لشن هجمات على مدن في الجنوب الغربي، ولا سيما سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت أو أرتيموفسك".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أوكرانيين اعتقادهم أن الهجوم القادم سيأتي من اتجاه بوباسنا، في الشرق باتجاه باخموت.

واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول "هذا أمر بالغ الأهمية والخطورة أيضا، حيث يمكن لبوتين، أن يدّعي انتصارا عسكريا ملموسا وأن يستخدم المنطقة كوسيلة ضغط في أي مفاوضات سلام مستقبلية مع أوكرانيا.. وسيؤدي احتلال دونباس أيضا إلى توسيع الجسر البري لموسكو الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم".

محادثات السلام

نقلت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية عن جنرال بريطاني كبير، قوله، إن الزعيم الروسي قد يوافق فقط على إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، إذا دخلت الحرب في "حالة جمود تام".

ووفقا للصحيفة، رأى الجنرال البريطاني السابق، لورد دانات، أن "حملة دونباس قد تمثل نهاية الطموح الروسي في الحرب، وقد تدخل الحرب في حالة جمود تجبر بوتين، على الجلوس على طاولة المفاوضات".

وأضاف "بعد أن سيطروا على لوغانسك، سيحولون أنظارهم لمحاولة السيطرة على دونيتسك. وفي تلك المرحلة، أعتقد أن الروس سيكونون منهكين".

وتابع "لن ينتصروا في الحرب، لكنهم سيحققون بعض ما أرادوا، أي الحصول على مقاطعتي دونباس.. الأوكرانيون سيكونون مرهقين أيضًا، لذلك لن يفوز الروس، ولن يخسر الأوكرانيون.. وفي تلك المرحلة، أعتقد أن الحرب ستدخل فعليا في حالة جمود عميق.. عندها يجب أن تبدأ مفاوضات السلام".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن محلل سياسي أمريكي قوله، إن "الرئيس الروسي يتعرض لضغوط هائلة مع تزايد تأثير العقوبات الغربية؛ ما ينذر بنشوب بعض الاضطرابات في موسكو"، معتبرا أن "أيام بوتين، في السلطة باتت معدودة".

وقال المساعد الخاص السابق للرئاسة الأمريكية، وليام كورتني، إن "الاقتصاد الروسي يتعرض لضربة كبيرة وسط ضغط العقوبات الاقتصادية، التي فرضتها الدول الغربية على موسكو".

وأضاف "بينما يبدو أن الكرملين يتجاهل ويتغاضى عن الواقع الاقتصادي الروسي، فإن الشعب الروسي يتحمل وطأة العقوبات، ونتيجة لذلك، بدأ الواقع الاقتصادي القاسي في إثارة الاضطرابات في البلاد".

وتابع "لقد عانى الاقتصاد وسيعاني أكثر.. وسيكون لهذا تأثير مباشر على مستويات معيشة الروس، إذ يمكن أن تنخفض كثيرا، وهي بالفعل أقل مما كانت عليه قبل العدوان الروسي في 2014 عندما عارض الغرب العقوبات في المرة الأولى".

وقال كورتني "من المرجح أن يحدث تغيير في النظام.. وإذا حدث ذلك، فإن مجموعة من العوامل العسكرية والإحباطات في أوكرانيا والعوامل الاقتصادية يمكن أن تؤدي لاضطرابات اجتماعية وسياسية في روسيا".

"سلاح إستراتيجي جديد"

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "الغذاء أصبح سلاح بوتين، الإستراتيجي الجديد"، مشيرة إلى أنه "مع قدرة قواته على السيطرة على صادرات الحبوب الأوكرانية، وجد الزعيم الروسي طريقة جديدة لممارسة نفوذه في جميع أنحاء العالم".

وقالت الصحيفة "بالرغم من أن "الغزو وحّد الغرب لدعم أوكرانيا، استخدمت روسيا نفوذها على الصادرات الغذائية لتقسيم المجتمع الدولي؛ ما أدى لتوسيع نفوذها على الاقتصادات النامية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا؛ ما أسفر عن تقسيم العالم بطرق لم نشهدها منذ الحرب الباردة".

ونقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين غربيين قولهم، إن "أهداف الكرملين هي استخدام المخاوف الغذائية كوسيلة لتخفيف العقوبات والحصول على تنازلات من مفاوضات وقف إطلاق النار، وبناء النفوذ التجاري".

وأضافت الصحيفة "لأعوام استخدم الرئيس الروسي الطاقة كسلاح، مستخدما النفط والغاز الطبيعي لاستعادة النفوذ الذي فقده مع انهيار الاتحاد السوفيتي.. والآن مع الطعام، تضيف روسيا سهما آخر لجعبتها الإستراتيجية. ولم يتورع المسؤولون الروس عن التباهي بقوتهم المتنامية في هذا المجال، حتى لو أنكروا استخدامها ضد دول أخرى".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في الآونة الأخيرة، قال بوتين، إن عملاء الحبوب المنتظمين سيحصلون على إمداداتهم وإن أوكرانيا لها حرية تصدير المنتجات الغذائية، حيث أبلغ نظيره الإندونيسي، جوكو ويدودو، بأنه لا أحد يمنع الأوكرانيين من إزالة الألغام والسماح للسفن المحملة بالحبوب بالمغادرة من تلك الموانئ. نحن نضمن لهم الأمن".

في المقابل، قالت الصحيفة الأمريكية إنه مع ذلك، يجادل مسؤولون غربيون بأن روسيا حاصرت فعليًا موانئ أوكرانيا وعومت ألغامها في البحر الأسود وفرضت قيودا صارمة على صادرات الحبوب في كلا البلدين.

وأضافت الصحيفة "يخشى دبلوماسيون أمريكيون من أن الإستراتيجية الجيوسياسية الروسية تعمل، حيث أكد رؤساء الكتل الأفريقية والشرق أوسطية على العلاقات الوثيقة مع روسيا في الأسابيع الأخيرة، في تحول عن الأيام التي تلت الغزو مباشرة".

ونقلت الصحيفة عن المسؤولة السابقة المتخصصة في الغذاء في وزارة الخارجية الأمريكية، كيتلين ويلش، قولها "من المحتمل أن تعتمد دول في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على روسيا إذا لم تتمكن من الحصول عليها من أوكرانيا، لأنها ببساطة تريد الاستقرار السياسي والاجتماعي لديها".

وتابعت "يشك المسؤولون الغربيون في نوايا بوتين، قائلين إن موسكو لا تنوي السماح لأوكرانيا بالعودة إلى سوق الحبوب الدولية".

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين وأدميرالات سابقين، إنه في حال فشلت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في إخراج محصول الحبوب هذا الصيف من أوكرانيا، فستزداد الدعوات للسفن من منظمة حلف شمال الأطلسي لفتح ممر بحري آمن في البحر الأسود.

وأضافت أنه حتى الآن لم تتبن واشنطن هذا الخيار، لأنه سيثير مخاطر مماثلة لمنطقة حظر الطيران المقترحة في أوكرانيا؛ ما يخاطر بمواجهات مع الألغام ومناوشات محتملة مع أي سفن روسية تنتهك المنطقة المحمية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC