تقرير: ضغط الكونغرس يبعد مناورات "الأسد الأفريقي" عن المغرب

تتجه القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) إلى نقل تدريبها العسكري القادم من الأسد الأفريقي، بناء على طلب من الكونغرس الأمريكي القلق من تطور ملف الصحراء الغربية، وفق ما كشفه تقرير لموقع "لوجورنال دولافريك".

وقال التقرير إن القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) أعلنت في يونيو/حزيران الماضي إجراء تدريبات الأسد الأفريقي 2022 في المغرب وتونس والسنغال وغانا، مضيفًا أنه من المرجح أن تنتقل التدريبات العسكرية أخيرًا، ويبدو الإعلان أيضًا شبه رسمي.

ونقل التقرير عن قائد "أفريكوم"، الجنرال تاونساند، قوله: "نحن نبحث عن أماكن أخرى ننظم فيها، جزئيًا أو كليًا، التدريبات العسكرية القادمة للأسد الأفريقي"، مشيرًا إلى أن الطلب جاء من الكونغرس الأمريكي.

وقال: "نقوم بهذا لأن الكونغرس طلب منا نقل هذه التدريبات"، مشيرًا بشكل خاص إلى التخفيضات في الموازنة، حيث تتطلب موازنة الدفاع الجديدة لعام 2022، التي اعتمدها الكونغرس "أن ننظر في تنويع التدريبات العسكرية، ومن خلال التنويع فإن الأمر يتعلق بمحاولة تحريك التدريبات أو بعض منها في أماكن أخرى في القارة"، وفق تاونساند.

وبالإضافة إلى ذلك، يشير قانون المالية الأمريكي بوضوح إلى أنه يريد "حصر الدعم للقوات العسكرية للمملكة المغربية في التدريبات متعددة الأطراف"، ومع ذلك يعد المغرب شريكًا تاريخيًا لـ "أفريكوم"، حيث وُلد الأسد الأفريقي في عام 2004، وعند اختتام مناورة 2022، أشار الجنرال تاونساند إلى تحديات التدريبات العسكرية وهي "العملية متعددة الجنسيات والمتعددة التخصصات الأكبر والأكثر تنوعًا التي أجريناها في أفريقيا، بالتعاون مع القوات المسلحة الملكية منذ عام 2004".

ووفق التقرير، فإن إعلان خروج التدريبات من المغرب ليس مرتبطًا حصريًا بقضايا الموازنة، وبحسب مصادر مقربة من "أفريكوم"، فإن المصالح الجيوسياسية هي التي أفضت إلى اتخاذ هذا الموقف من واشنطن، ولا سيما مسألة الصحراء الغربية.

ويرى الكونغرس أن المغرب ليست متعاونة بما فيه الكفاية في هذا الملف الحساس للغاية، خاصة وأن الرئيس السابق دونالد ترامب اعترف في ديسمبر/كانون الأول 2020 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

ويتابع التقرير أنه "بالنسبة للكونغرس فإن المغرب ليس مستبعدًا تمامًا من التعاون العسكري مع "أفريكوم"، ولكن سيتم نقل التدريبات العسكرية ما لم يقرر وزير الدفاع، بعد التشاور مع وزير الخارجية، أن المملكة المغربية تسعى لإيجاد حل متبادل مقبول سياسيًا في الصحراء الغربية"، مضيفًا أن الكونغرس الأمريكي يشترط الإبقاء على "الأسد الأفريقي" في المغرب بتغيير موقف الرباط إلى الصحراء الغربية ويدعو إلى "السلام"، وفق تعبيره.

ولا يزال بإمكان الجيش الأمريكي تجاوز طلب الكونغرس، وفي هذه الحالة سيكون الأمر متروكًا للرئيس جو بايدن للقيام بانقلاب على موقف سلفه، حيث تجنب الرئيس الأمريكي حتى الآن الذهاب في هذا الاتجاه، لكنه أراد أن يظل محايدًا إلى حد ما بشأن الموضوع.

كما أن هناك نقطة أخرى مهمة، وهي أن الجنرال تاونساند سينسحب من قيادة "أفريكوم" في الأسابيع المقبلة، وسيحل محله الجنرال مايكل لانجلي، وهذا يمكن أن يغير بشكل كبير النظرة إلى "الأسد الأفريقي"، وفق التقرير.