3 قتلى في انفجار استهدف شاحنة للشرطة في جنوب غرب باكستان
أكد خبراء في العلاقات الدولية أن الخطط الدفاعية الجديدة للاتحاد الأوروبي بمثابة خطة تاريخية للردع وكذلك توجه رسالة تحدٍ مزدوجة إلى روسيا والولايات المتحدة.
وذكر الخبراء لـ"إرم نيوز" أن الخطط التي تستهدف تعزيز الصناعات الدفاعية وزيادة القدرات العسكرية لأوروبا، سيكون لها دور كبير في إعادة بناء القدرات الأوكرانية.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت عن خطة دفاعية ستساعد بتسليم أوكرانيا معدات عسكرية فورا، مؤكدة الاستعداد الأوروبي لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الخطط الجديدة للاتحاد الأوروبي لتعزيز الصناعات الدفاعية وزيادة القدرات العسكرية في أوروبا، قد تجمع ما يقرب من 800 مليار يورو (841.4 مليار دولار).
واستبعد الباحث في العلاقات الدولية، هاشم سليمان، أن تغير هذه الخطط المتعلقة بما يجهز من تمويل أوروبي ضخم المعادلة إلى النقيض، وقال إنها من الممكن أن تحقق نوعا من الردع.
وأشار إلى أن تغير الكفة لصالح كييف حتى في حال مضاعفة المخصصات الأوروبية لها أمر صعب بالوقائع القائمة التي منها أنه عندما كانت أوروبا وراء أوكرانيا بحضور الدعم الأمريكي المادي والعسكري والسياسي في عهد الرئيس السابق جو بايدن، كانت المتغيرات لصالح روسيا بشكل أكبر.
وأوضح سليمان أن كل ما تحتاجه أوكرانيا في الوقت الراهن، أن يكون هناك قدرة أو دعم عسكري يحد من مضي موسكو في خطط السيطرة العسكرية على مناطق استراتيجية أخرى خلال الفترة المقبلة، وذلك تحت مظلة التنسيق الذي يتم من جانب واشنطن وموسكو عبر قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين المنتظرة.
وأشار سليمان إلى أن الخطط الجديدة للاتحاد الأوروبي سيكون لها دور أكبر في حال التوصل إلى هدنة أو تفاهم مؤقت في أوكرانيا مع روسيا، بالعمل على إعادة بناء القدرات الأوكرانية وتدبير الدعم التسليحي وأطر حديثة من التكنولوجيا العسكرية المطلوبة، باعتبار أوكرانيا حائط الصد الأول ضد تهديدات موسكو تجاه أوروبا.
وأردف سليمان أن هذا النوع من الدعم هو بمثابة رسالة تحدٍ لروسيا والولايات المتحدة بأن أوروبا حاضرة في الحفاظ على أمنها وسيادتها وأنها ستعتمد بشكل كامل على نفسها في الردع العسكري بعد أن خرجت الولايات المتحدة عن المواثيق التي تجمع ضفتي الأطلسي.
ويرى الخبير في الشؤون الأوروبية، فتحي ياسين، أن الخطط المتعلقة بتجميع هذا التمويل، هدفها إطلاق نظام الدفاع الأوروبي العسكري الذي سيحمل الاعتماد على إمكانيات الدول الأوروبية تسليحيا والدخول في شراكات ومشروعات تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المعدات والأسلحة المتطورة بكافة أنواعها.
وبحسب ياسين، يتشكل بذلك غلاف دفاعي لأوروبا أمام روسيا، وفي الوقت نفسه، يتم توفير جميع الإمكانيات العسكرية لأوكرانيا التي هي بمثابة العمق الاستراتيجي الأوروبي، أمام أي مخططات مستقبلية تستهدف بها روسيا، بجانب التحرر من مقايضات أمريكا الخاصة بالدفاع عن أمن أوروبا.
وأضاف ياسين أن هناك أهمية تتعلق بكيفية توجيه هذه المخصصات، لاسيما أن هناك بنودا تحمل جدلا كبيرا ومن ورائها عمليات فساد بشأن أموال أوروبية تم إنفاقها خلال الـ 3 سنوات الماضية، ولم يكن لها تأثير على الأرض في تغيير شكل المعارك لصالح الجانب الأوكراني أو تحقيق مواجهة حقيقة مع الروس.
وأكد ياسين أن عدم توجيه مخصصات من هذا المبلغ الذي سيتم تجميعه بشكل مباشر في منظومة الناتو وتحديده لتكوين نظام دفاعي خاص، يحمل رسالة مباشرة لأمريكا بأن الأوروبيين سيستكملون نظامهم الدفاعي في الناتو بعد تحقيق الولايات المتحدة لما تهدد به بالخروج عن هذا الارتباط الذي تتلاعب به إدارة ترامب إلى أبعد حد.
