عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
أخبار

تونس.. فنانون في قفص الاتهام بسبب مواقفهم السياسية

تونس.. فنانون في قفص الاتهام بسبب مواقفهم السياسية
09 أغسطس 2022، 7:52 ص

وضع إيقاف قيادات أمنية لعرض المسرحي لطفي العبدلي في مهرجان صفاقس الدولي الفنان التونسي تحت المجهر؛ إذ يجد نفسه في قفص الاتهام سواء لمواقفه السياسية أو بسبب الفكر المحافظ الذي لا يزال مهيمنًا بشكل كبير على تونس.

وقبل العبدلي، تم إلغاء عرض للفنان المسرحي مقداد السهيلي في محافظة المنستير الساحلية، بحجة إساءته في وقت سابق للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي يتحدر من المحافظة.

كما واجهت الفنانة وجيهة الجندوبي انتقادات لاذعة بسبب عرض انتقدت فيه مجلس النواب المنحل الذي شهد جولات من الفوضى وحتى الصدامات أحيانا.

وأعلن مغني الراب دي جي كوستا أمس الاثنين في مقطع فيديو نشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن إلغاء حفله في منطقة الهوارية بمحافظة نابل، بسبب امتناع الأمن عن تأمينه.

وقال كوستا "إلغاء عرض الهوارية لأسباب أمنية كالعادة، وشكرا لمن قام باتصالاته لمنع هذا الحفل والحمد لله أن هناك نقابات تحركت حتى تمنعني وهذا دليل أنني خدشت حياءكم وكبرياءكم، وعند الله تلتقي الخصوم".

وعلق الصحفي المختص في الشأن الثقافي صابر الميساوي قائلا "إن الفنان في تونس اليوم ضحية مواقفه السياسية، وأيضا محاولة إعادة ما وصفها بـ"الوصاية الأخلاقية".

وفسر الميساوي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" قائلا: إن "تقييم الفن من منظور أخلاقي من بين أبرز الإشكاليات التي طفت على سطح الأحداث أخيرًا، لتتحوّل النقاشات عقب  العروض الفنية وفي وسائل التواصل إلى محاكم من قبل غالبيّة تمارس الوصاية على الفن وتمتهن حراسة منظومة الأخلاق والقيم من الانهيار، في مجتمع ينتقد الفن".

وبين أن "المتفرّج _العامي والمثقف على حد سواء_ تحول إلى مختص في تقييم محتوى العروض وفق آراء عاطفية في مجملها تحتكم لمعايير أخلاقية قد لا يستقيم توجيهها نحو خشبات المسارح، وهو ما سرّع بتحول الفنان التونسي إلى متهم بالزندقة ويالتهريج وبالشذوذ، ليتحول الأمن المكلف بتأمين السهرات الفنية للمهرجانات رقيبا أخلاقيا وشرطة آداب، مثلما حصل في مسرح صفاقس مثلا".

وأكد الميساوي أن "إدارة مهرجان المنستير تحولت إلى حارس للأخلاق ومنعت المسرحي مقداد السهيلي من العرض بسبب ما اعتبرته يمسّ شخصية الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، دون أن ننسى حملات السحل الإلكترونية للمسرحي الأمين النهدي لما اعتبره جزءٌ من جمهوره فشلا في  الإضحاك ونهاية لمسيرة مسرحية تجاوزت ربع قرن".

وختم بالقول إن "هذا زمن ركوب أمواج الترند حتى صار الكل منتقدا للكل، والكل يدلي بدلوه في كل المسائل".

ومن جانبها، قالت الإعلامية التونسية المتخصصة في الشأن الثقافي أماني بولعراس إن "واقع الفنان التونسي مزر في ظل انعدام سياسة ثقافية واضحة للدولة وإستراتيجية عمل فاعلة".

وأوضحت بولعراس، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، لذلك يبقى الفنان التونسي بين مطرقة السياسي الذي يؤلب عليه الشعب كل مرة حسب الأسباب أخلاقية حينًا وسياسية حينًا آخر، وللأسف تسهم بعض وسائل الإعلام في ذلك وخاصة عندما يكون الذي يدّعي أنه إعلامي جاهلا بخلفيات المواضيع وليس له مرجعيات أو وعي بها".

وختمت بولعراس بالقول إنه " واقع الفنان السيئ يضطره إلى التنازل حتى يعيش، وفي كل الحالات واقع الفنان واقع مهين له ولذاته ولكل مواطن في بلده".

ويأتي ذلك في وقت قادت فيه هذه الحملات إلى إلغاء عدة عروض سواء كانت خاصة بلطفي العبدلي أو بعرض الزيارة، وهو عرض صوفي في تونس؛ ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل المهرجانات الصيفية التي تعتبر متنفسًا للتونسيين الذين سئموا الخلافات السياسية.

في المقابل، أوضح مدير مهرجان المنستير الدولي يافت بن حميدة، أن إلغاء مسرحية مقداد السهيلي "حسين في بكين"، جاء إثر ورود عديد التشكّيات على إدراة المهرجان حول العرض المذكور، إذ عبّر العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لبرمجة هذا العرض ضمن برمجة المهرجان.

وأكّد يافت بن حميدة، في تصريحات لإذاعة "موزاييك"، أنّ جزءًا من الرأي العام في محافظة المنستير ضد تصريح أدلى به مقداد السهيلي خلال برنامج "وحش الشاشة" على قناة التاسعة الخاصة في وقت سابق، ولذا رأت إدارة المهرجان أنه من مصلحة جميع الأطراف تجنب الصدام الممكن وقوعه وإلغاء العرض، وفق قول بن حميدة.

وأقر المسؤول التونسي بأن إلغاء عرض مقداد السهيلي جاء بسبب ما قال إنها حساسيات، مشيرًا إلى أنه "لا علاقة للقرار بمحتوى مسرحية "حسين في بكين".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC