logo
أخبار

هل يبدد أوباما مخاوف دول الخليج؟

هل يبدد أوباما مخاوف دول الخليج؟
19 أبريل 2016، 5:34 ص

الرياض - يتوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية، يوم الأربعاء، حاملاً رسالة مألوفة فحواها أن "الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها في منطقة الخليج في صراعهم مع إيران والقوة الإقليمية التي يخشون أنها تسعى لضعضعة أمنهم".

وربما لا تكون الرياض وعواصم أخرى في منطقة الخليج على استعداد لتقبل كلمات فحسب في هذا الصدد، بعد ما شهدته من تقلص الالتزام تجاه حلفاء قدامى للولايات المتحدة، وبعد أن أزعجتها تعليقات عنها أدلى بها أوباما في مقابلة مع إحدى المجلات الشهر الماضي ولإدراكها أن رئيسا جديدا سيحل في البيت الأبيض في شهر يناير / كانون الثاني المقبل.

وقال مسؤول خليجي رفيع مطلع على الاستعدادات التي تجري للقاء: "نريد أن نتلقى تطمينات ملموسة منهم".

وبعد أن قوبلت فكرة إبرام معاهدة دفاعية رسمية بالرفض قبل قمة سابقة بين الجانبين تأمل الرياض وحلفاؤها الخروج من الاجتماع بأنظمة صواريخ دفاعية جديدة. ويريد أوباما إيجاد وسيلة تتوصل بها دول الخليج العربية وإيران إلى "سلام بارد" يطفئ نار التوترات الطائفية في المنطقة ويحد من انتشار التطرف الإسلامي.

ومن المرجح ألا يحصل أي من الطرفين سوى على تلبية جزئية لمطلبه.

ومن الأسباب التي جعلت العلاقات بين واشنطن ودول المنطقة تمر بأصعب فتراتها منذ عشرات السنين خلافات حول تقييم ما تصفها دول الخليج والولايات المتحدة بأنها أنشطة تعمل على زعزعة استقرار الشرق الأوسط من جانب إيران وكيفية معالجتها.

وترى الرياض بصفة خاصة في الدعم الإيراني للرئيس السوري بشار الأسد وجماعة حزب الله اللبنانية والفصائل الشيعية العراقية وجماعة الحوثي في اليمن، جزءاً من صراع على مستقبل الشرق الأوسط.

ومن جانبهم، كان المسؤولون الأمريكيون يرون أن احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي وتوسع الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم داعش هما أكبر خطر على دول الخليج نفسها وعلى المصالح الأمريكية.

وقال روب مالي، مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط، مشيراً إلى عمق العلاقات التي تربط واشنطن بدول الخليج العربية مقارنة بجهودها للتصدي للنشاط الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة "لا أعتقد أن من الممكن وجود حيرة أو غموض فيما يتعلق بمن هو شريكنا في المنطقة ومن ليس شريكا لنا".

برودة

وفي ظل خلافات أخرى يعقد الرئيس أوباما اجتماعه مع الملك سلمان عاهل السعودية يوم الأربعاء والقمة المشتركة في اليوم التالي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم أيضا الكويت والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان.

من جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة إن الحكومة السعودية هددت ببيع أصول أمريكية بمئات المليارات من الدولارات إذا ما أقر الكونجرس الأمريكي مشروع قانون من شأنه أن يحمل المملكة مسؤولية القيام بأي دور في هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

ورغم أن المسؤولين الأمريكيين والخليجيين يبذلون جهدا كبيرا لإظهار استمرار قوة العلاقات على مستويات كثيرة فربما كانت التوترات برهانا على اتجاهات أبعد مدى - مثل زيادة الإنتاج المحلي الأمريكي من النفط - مما قد يغير نظرة واشنطن للمنطقة.

وقالت إلين ليبسون من مركز ستيمسون للابحاث في واشنطن "الجهاز البيروقراطي بدأ يعمل على ترسيخ هذه الفكرة - أن الشرق الأوسط أصبح أقل أهمية لنا مما كان من قبل".



 تعهد بالدفاع

سبق أن تعهد أوباما بالدفاع عن حلفائه من دول الخليج في مواجهة أي "هجوم خارجي" وقد سمح دور الدعم العسكري الأمريكي للسعودية بمواصلة الحملة التي يشنها تحالف عربي بقيادتها على الحوثيين في اليمن.

لكن المحادثات بشأن تطمينات ملموسة بدرجة أكبر التي يطالب بها المسؤولون الخليجيون تتركز في الوقت الحالي على تعزيز نظم الدفاعات الصاروخية وهو أمر قيد البحث منذ فترة طويلة غير أنه ازداد أهمية بعد الاختبارات الصاروخية التي أجرتها إيران في الآونة الأخيرة.

وقال المسؤول الخليجي المطلع على الاستعدادات الجارية للمحادثات إن على الأمريكيين "أن يقدموا شيئا".

وقال مالي للصحفيين إن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر سيبحث التعاون الأمريكي الخليجي مع نظرائه في اليوم السابق للقمة لكن مالي لم يقدم أي تفاصيل عن تطمينات أمريكية محددة.

وقال المسؤول الخليجي "من المهم للأمريكيين أن يفهموا أننا غير راضين عن المبادرات التي أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديمها لإيران على حسابنا".

ومع ذلك فإذا أمكن للقمة التي تعقد هذا الأسبوع أن تعمل على زيادة التعاون في مجال الأمن والاستخبارات بما يعزز وضع دول الخليج في نهاية الأمر في مواجهة إيران فربما تعتبر هذه الدول ذلك مكسبا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC