لافروف: يجري حاليا إطلاع بوتين وترامب على نتائج المحادثات بالسعودية
في وقت متزامن مع مراسم تنصيب دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة، مساء أمس الاثنين، أعلن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، مقتل اثنين من قياداته، أحدهما يعدّ من أبرز رجالات التنظيم في اليمن، في هجوم جوي أمريكي، جنوبي البلاد.
ونعت "القاعدة" القياديين، محمد بن صالح المغي، المعروف بـ"أبي علي الديسي"، ورفيقه عمار بن صالح العولقي، المكنى بـ"أبي صالح الديولي"، اللذين قتِلا في غارة أمريكية شنتها طائرة دون طيار، في محافظة شبوة.
عملية كبيرة
وقالت مصادر مطلعة لـ"إرم نيوز"، إن الهجوم الجوي الأمريكي وقع أواخر الأسبوع الماضي، مستهدفًا سيارة كانت تقلّ القياديين ومعهما 3 عناصر أخرى من أعضاء التنظيم، قرب منطقة "خورة" بمديرية مرخة السفلي، غربي شبوة، التي تربطها حدود جغرافية مشتركة مع محافظتي أبين الواقعة تحت نطاق سيطرة القوات الحكومية، والبيضاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
وبحسب المصادر، فإن عملية استهداف القيادي "أبو علي الديسي"، تعد أكبر عملية اغتيال تنفذها واشنطن ضد قيادات "القاعدة"، منذ مقتل زعيم التنظيم في جزيرة العرب، قاسم الريمي، في غارة جوية بمحافظة مأرب، في آخر أعوام الولاية السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان ترامب افتتح ولايته الأولى، أواخر يناير/ كانون الثاني من العام 2017، بالمصادقة على عملية إنزال أمريكية ضد تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، أدت إلى مقتل قرابة 40 شخصًا بينهم نساء وأطفال، ومن ضمنهم نحو 14 قياديًّا وعنصرًا في التنظيم، إضافة إلى مصرع جندي أمريكي وإصابة 3 آخرين.
الأولوية للقادة
وذكر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية، محمد بن فيصل، أن "الديسي" يعدّ الرجل الثالث حاليًّا في القاعدة، "وهو أحد أخطر الشخصيات القيادية والرجل الثاني عسكريًّا في التنظيم، وبيده الملف العسكري".
وقال بن فيصل في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "أبو علي الديسي" كان كثير التنقل في الفترة الأخيرة بين محافظتي شبوة ومأرب، لكن الغارة الجوية رصدته على نحو دقيق، رغم حذره الدائم.
ويرى أن سياسة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، لا تركز في الوقت الحالي على استهداف قدرات القاعدة العسكرية أو مواقعها، "بل تعطي كل الأولوية لاستهداف القادة الفاعلين، المحركين لعجلة التنظيم، سواء كانوا قيادات تنظيمية أو خبراء ونحوه، خاصة المتورطين منهم في عمليات خارجية".
وأشار بن فيصل إلى أن الضربات الأمريكية ضد التنظيم، كانت مستمرة خلال الفترة الماضية، "وإحداها حدثت في أغسطس/ آب من العام الماضي في مأرب، مستهدفة القيادي عثمان النجدي الذي نجا منها، وغارة أخرى وقعت في مستهل العام 2023، قتل فيها القيادي الخطير حمد التميمي، الذي سبق له أن أدار عمليات خارجية ضد المصالح الأمريكية".
وأثارت عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تساؤلات حول إمكانية تبني الولايات المتحدة استراتيجيات أكثر صرامة في مكافحة الإرهاب، في ظل حالة التقارب "الواضحة" بين تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي، وأهدافهما المشتركة ضد الخصوم المحلية والخارجية ذاتهم.
وشهدت الأعوام الأخيرة، تراجعًا في حدة العمليات الأمريكية على تنظيم القاعدة في اليمن، وسط استمرار الصراع الداخلي بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، وميليشيا الحوثي.
خصوم تقليديون
ويقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، إن استخدام الولايات المتحدة للطائرات المسيّرة، باتت استراتيجية معتمدة، باعتبارها "الأسلوب الأمثل في التعامل مع تنظيم القاعدة، خاصة أنها حققت وما زالت تحقق نجاحات في استهداف قياداته وأفراده، وهو ما يفسر استمرارها دون أدنى اكتراث لسيادة الأراضي اليمنية".
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هذه العمليات التي تنفذها واشنطن عن بعد، تكشف أن لديها عيونًا عاملة في الأرض، والمعلومات الاستخبارية الكافية، كما أنها تظهر من جهة أخرى، أن تنظيم القاعدة لا يزال حيًّا، ويواصل التشبث بمعاقله التقليدية منذ نشأته، في كل من أبين والبيضاء ومأرب، وشبوة بدرجة أقل.
ورجّح الجمحي، أن توثّق الضربات الأمريكية المتواصلة، العلاقة بين تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي وتعززها، في ظل عدائهما المشترك مع الولايات المتحدة، التي باتت ترى في الحوثيين هدفًا استراتيجيًّا بعد تعاظم دورهم الإقليمي وهجماتهم البحرية وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، إلى جانب "القاعدة" كهدف قديم.
وأشار إلى أن دور تدعيم علاقات الطرفين بصفتها ضرورة وحاجة مشتركة، "سيوكل إلى بعض قيادات القاعدة الموجودة في إيران".
واختتم بالقول إن الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، سيكون مسرورًا بتحقيق نجاحات كبيرة تُضاف إلى سجل إنجازاته، في ضرب خصوم الولايات المتحدة التقليديين، الممثلين بتنظيم القاعدة وإيران.