logo
العالم العربي

أبعد من حزب الله.. ما هي أهداف إسرائيل الاستراتيجية في جنوب لبنان؟

أبعد من حزب الله.. ما هي أهداف إسرائيل الاستراتيجية في جنوب لبنان؟
غارات إسرائيلية على جنوب لبنانالمصدر: (أ ف ب)
23 مارس 2025، 10:45 م

رأى خبراء في الشؤون السياسية أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لمتابعة هجماتها على ميليشيا حزب الله، حتى بعد توقف النشاط العسكري للحزب، حيث يشيرون إلى أن المشروع الإسرائيلي-الأمريكي في المنطقة يظل متقدماً.

وأوضحوا أن إسرائيل تسعى إلى استمرار توسعها في المنطقة ضمن رؤية "إسرائيل الكبرى"، والتي قد تتضمن ضم الضفة الغربية وغزة، وهو ما يفسر استمرار الهجمات الإسرائيلية على المواقع الخمسة في لبنان رغم التوقف العسكري لحزب الله.

ويشير الخبراء إلى أن هذه الهجمات، التي تشمل قصفاً متكرراً لقرى وبلدات جنوبية، لا تقتصر على استهداف الحزب فحسب، بل تهدف إلى تصفية الحسابات القديمة، خاصة بعد الخسارة العسكرية لإسرائيل في حرب 2006 مع حزب الله.

وعلى الرغم من توقف العمل العسكري لحزب الله، يرى البعض أن إسرائيل تجد في الظروف الراهنة، التي تشهد تداعيات على الوضع في غزة والشمال الفلسطيني، فرصة لتقويض قدرة حزب الله العسكرية والسياسية عبر استهداف القيادات والمنشآت.

بالإضافة إلى ذلك، يشير الخبراء إلى الدعم الأمريكي اللامحدود الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل، والذي يعزز من قدرتها على المضي قدماً في خططها العسكرية.

وتحت تأثير هذا الدعم، يبدو أن إسرائيل ماضية في تنفيذ رؤيتها الإقليمية الجديدة، ما يضع عبئاً على القوى العربية في المنطقة لإعادة تقييم استراتيجياتها المستقبلية بما يتماشى مع هذه التغيرات السياسية والقدرة العسكرية لإسرائيل.

في هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي سركيس أبو زيد إنه بعيداً عن نشاط حزب الله وعن الذريعة التي يمكن أن تستغلها إسرائيل، من الواضح أن هناك مشروعاً إسرائيلياً-أمريكياً تم التعبير عنه بشكل صريح ومعلن.

أخبار ذات علاقة

كيف منح "حزب الله" تبريراً لإسرائيل لشن هجوم على لبنان؟

 وأضاف لـ "إرم نيوز" أن الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة، لديها مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الذي بدأ مع غزو العراق، ويهدف إلى تقسيم المنطقة وإبعاد الأطراف الدولية الأخرى عنها، وفي ظل هذا المشروع، تطرح إسرائيل مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة، وحظي بتشجيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح أن نتيجة لهذا المشروع التوسعي، فإن إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار وستستمر في حربها ضد لبنان، موسعة عملياتها العسكرية حتى في سوريا، رغم التغيرات الحاصلة في المنطقة، كما أن إسرائيل تسعى لتحقيق هدفين رئيسين، هما ضم غزة والضفة الغربية إلى إسرائيل، إضافة إلى تمددها الإقليمي الذي يهدد أيضاً الأردن ويثير مخاوف مصر.

وأشار أبو زيد إلى أن الظرف العام ساعد إسرائيل على التمدد، وهو ما يفرض على جميع الأطراف، بما في ذلك حزب الله، إجراء نقد ذاتي جاد وإعادة تقييم حساباتها في ظل هذه التطورات، وفي ضوء تحول الولايات المتحدة إلى قوة عالمية غير قابلة للمنافسة، فإن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع لتنفيذ خططها في لبنان أو غيره.

وأضاف أن الدور الأكبر الآن يقع على عاتق الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والقوى في العالم العربي والمشرق، لتطوير رؤية للمستقبل مستفيدة من الأخطاء والتجارب الماضية.

أخبار ذات علاقة

"صواريخ بلا هوية".. حزب الله يعلق على استهداف المطلة

 من جانبه، يرى الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، د. منصور أبو كريم، أن إسرائيل تحاول من خلال استخدام الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان تصفية ما تبقى من حسابات مع حزب الله.

وأوضح في حديثه لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل تعتبر الوضع القائم في غزة وشمال فلسطين فرصة سانحة لتصفية الحسابات مع حزب الله وحركة حماس، من خلال تقويض ما تبقى من قدرات عسكرية لهذه الفصائل.

وأضاف أن تاريخ المواجهات بين إسرائيل وحزب الله يمتد طويلاً، حيث كانت الحرب في عام 2006 نقطة فارقة، إذ خرجت إسرائيل مهزومة، ومنذ ذلك الحين، تحاول إسرائيل استهداف القيادات العسكرية والسياسية لحزب الله، وتقويض بنيته التحتية.

أخبار ذات علاقة

مصادر: إطلاق الصواريخ من لبنان "مفتعل" لمنح إسرائيل مبرر عدم الانسحاب

 وأشار إلى أن إسرائيل تعتمد في هذه السياسة على الدعم الأمريكي المتواصل، ورغبة القوى اللبنانية السياسية والحكومة ورئيس لبنان في تجنب العودة للقتال.

وخلص إلى أن هذه السياسة الإسرائيلية تستند إلى رؤية لتغيير الشرق الأوسط كلياً من خلال القوة العسكرية، سواء في مواجهة حزب الله في لبنان، أو الفصائل في سوريا، أو الحوثيين في اليمن، مدعومة بالدعم الأمريكي اللامحدود.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات