وسائل إعلام إسرائيلية: اعتراض 3 صواريخ أطلقت من لبنان
أثارت اشتباكات عرفتها مدينة العجيلات التي تبعد حوالي 80 كيلومتراً عن العاصمة الليبية، طرابلس، تساؤلات بشأن ما إذا كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، فشل باحتواء خطر الميليشيات.
وتشهد مدن غرب ليبيا في كل مرة اشتباكات، وسط وعود من السلطات التي تبسط سيطرتها هناك باستعادة الأمن بشكل دائم، وأيضاً تفكيك الميليشيات أو إدماجها في وزارتي الدفاع والداخلية.
وتسعى حكومة الوحدة الوطنية إلى دمج الميليشيات داخل وزارة الدفاع أو الداخلية، في وقت تتناحر فيه تلك الجماعات على مواقع النفوذ.
لكن الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، قال إن "مدينة العجيلات، معروفة حتى من حقبة معمر القذافي أنها معقل رئيس لتجار المخدرات، وجميع شحنات المخدرات تمر وتخزن في العجيلات ثم يتم توزيعها على باقي مدن ليبيا وأيضا تهرب خارج الأراضي الليبية، سواء عبر البحر أو الحدود البرية".
وأضاف عبد الكافي، لـ"إرم نيوز"، أن "عصابات ومجموعات الجريمة المنظمة تجد في العجيلات معقلاً رئيسيًا لها، وهذه الجماعات تحاول الدفاع عن أوكارها ضد العملية العسكرية التي تقودها وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية بقيادة الفريق صلاح النمروش".
وأكد أنها "لذلك قامت بمحاولة الدفاع عن أوكارها بما لديها من أسلحة، لأن هذه العصابات تملك أسلحة خفيفة ومتوسطة ومن خلال تحركها في الأيام الماضية حاولت منع تقدم قوات وزارة الدفاع إلى داخل العجيلات، لكن بالتأكيد العملية العسكرية مستمرة وهي مدعومة بالطيران المسير الذي سيحسم الكثير من هذه المواجهات وبدأ باستهداف مواقع لعصابات الجريمة المنظمة".
وحول احتواء الجماعات المسلحة قال عبد الكافي: "بالفعل، هناك بعض التشكيلات المسلحة التي تم احتواؤها سواء في الزاوية أو الساحل الغربي، لذلك انضمت العديد من التشكيلات إلى قوات حكومة الوحدة وتمت إعادة هيكلتها وإن كان عددها ليس كبيراً".
وقال المحلل السياسي، الدكتور خالد الحجازي: "يبدو أن حكومة الدبيبة تواجه تحديات في احتواء خطر الميليشيات، ما قد يُفسر على أنه فشل جزئي أو حتى شامل في هذا الملف الحساس، وهناك مؤشرات على ذلك أولها الاشتباكات الدورية بين الميليشيات في مناطق مختلفة، وأيضا تصاعد العنف يُشير إلى أن الميليشيات ما زالت تتمتع بقوة وتأثير يفوق قدرة الدولة على الردع".
وأضاف الحجازي لـ"إرم نيوز"، أن "هناك أيضا العديد من الميليشيات المسلحة تم دمجها في المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية دون إصلاح جذري، مما جعل الدولة تعتمد على هذه الجماعات بدلًا من أن تسيطر عليها، وهذا الدمج الصوري زاد من نفوذ قادة الميليشيات بدلًا من الحد منه".
ولفت إلى أنه "رغم الدعوات المستمرة أيضاً، لم تحقق حكومة الدبيبة خطوات ملموسة في بناء جيش وطني أو جهاز شرطة مستقل قادر على مواجهة الميليشيات وفرض القانون، ناهيك عن أنها لم تقدم خطة متماسكة للتعامل مع الميليشيات، والإستراتيجية التي تتبعها حكومة الدبيبة غالبًا ما تعتمد على حلول قصيرة المدى مثل دفع الأموال أو منح المناصب لبعض قادة المجموعات المسلحة، مما يعمّق المشكلة بدلًا من حلها".
وشدد على أن "هذا الفشل الجزئي يمكن إرجاعه أيضا إلى دور المجتمع الدولي المتردد؛ حيث يعد الدعم الدولي لحكومة الوحدة الوطنية متباينًا وغير موحّد، ما يُضعف قدرة الدبيبة على مواجهة الميليشيات المدعومة أحيانًا من قوى خارجية".
وأنهى الحجازي حديثه بالقول: "قد لا يكون فشل الدبيبة نهائيًا، لكنه يعكس عجزًا واضحًا عن تحقيق تقدم ملموس. المشكلة تتجاوز شخصية الدبيبة، فهي ترتبط ببنية الدولة الليبية الممزقة، التوازنات القبلية والإقليمية، والتدخلات الخارجية".