عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم العربي

بطرق اتصال بدائية.. "حزب الله" يتجنب تكنولوجيا إسرائيل المتطورة

بطرق اتصال بدائية.. "حزب الله" يتجنب تكنولوجيا إسرائيل المتطورة
اعتراضات الصواريخ التي أطلقت من لبنان إلى إسرائيل المصدر: رويترز
10 يوليو 2024، 9:21 ص

كشف تقرير لوكالة "رويترز"، أن ميليشيا حزب الله لجأت إلى استخدام تقنيات اتصال بدائية للتهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، وذلك بعد سلسلة اغتيالات طالت عددًا من قادة الحزب.

واضطرت الميليشيا إلى استخدام بعض التقنيات القديمة، مثل استخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة "البيجر" في محاولة للتهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بحسب ما نقلت الوكالة عن مصادر مطلعة.

وبدأ "حزب الله" أيضًا باستخدام التكنولوجيا الخاصة به، منها الطائرات المسيّرة، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية، فيما وصفه الأمين العام لـ"حزب الله" بأنه إستراتيجية "إعماء العدو وصمّ آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد".

ومع تزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب هجمات "حزب الله"، سلّط الجيش الإسرائيلي الضوء على قدرته على ضرب عناصر الحزب عبر الحدود.

وفي جولة على القيادة الشمالية لإسرائيل، أشار وزير الدفاع يوآف غالانت إلى صور من قال إنهم قادة "حزب الله القتلى"، وقال إن 320 "إرهابيًّا" قتلوا حتى 29 أيار/ مايو، منهم عناصر بارزة.

وتؤدي تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورًا حيويًا في هذه الهجمات، وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات مراقبة أمنية، وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها "حزب الله"، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيّرة عبر الحدود للتجسّس.

ويعتبر التنصّت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، ومنه اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، على نطاق واسع، من بين أكثر العمليات تطوّرًا في العالم.

ونقلت "رويترز" عن 6 مصادر وصفتها بأنها مطلعة، وطلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن "حزب الله" تعلّم من خسائره، وعدل تكتيكاته ردًّا على ذلك.

وأفاد مصدران بأن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبّع موقع المستخدم، حُظِرَت من ساحة المعركة، واستُبدِلَت بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة البيجر والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهيًا.

وكشفت 3 مصادر أن "حزب الله" يستخدم أيضًا شبكة اتصالات أرضية خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأفاد مصدر آخر مطلع بأنّه في حالة سماع المحادثات، تُسْتَخْدَم كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات. وقال المصدر إن الكلمات المشفرة يتم تحديثها يوميًا تقريبًا وتسليمها إلى الوحدات عن طريق سعاة ينقلون الرسائل.

أخبار ذات علاقة

"حزب الله" ينشر صورًا دقيقة لمنشآت عسكرية إسرائيلية حساسة (فيديو)

 تقنيات قديمة فعالة

ويقول خبراء أمنيّون إن بعض الإجراءات المضادة التي تستخدم فيها تقنيات قديمة يمكن أن تكون فعّالة للغاية ضد قدرات التجسّس بتقنية عالية. فإحدى الطرق التي أفلت بها زعيم "تنظيم القاعدة"، أسامة بن لادن، من الاعتقال لما يقرب من عقد من الزمن، كانت من خلال قطع الاتصال بخدمات الإنترنت والهاتف، واستخدام السعاة بدلاً من ذلك.

وقالت المحلّلة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، إيميلي هاردينغ، والتي تعمل الآن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن "مجرد استخدام شبكة خاصة افتراضية (في.بي.إن)، أو أفضل من ذلك، كعدم استخدام الهاتف المحمول إطلاقًا، يمكن أن يزيد من صعوبة العثور على الهدف وإصلاحه".

وأوضحت: "ولكن هذه الإجراءات المضادّة تجعل قيادة "حزب الله" أقل فاعليّة بكثير في التواصل بسرعة مع قواتها".

وتعتقد ميليشيا "حزب الله" ومسؤولون أمنيون لبنانيّون أن إسرائيل تقوم أيضًا بتجنيد مخبرين داخل لبنان في أثناء قيامها بمراقبة الأهداف. 

وقالت 3 مصادر إن الأزمة الاقتصادية في لبنان خلقت فرصًا لعملاء إسرائيل لتجنيد أفراد في البلاد، ولكن ليس جميع المخبرين يدركون مع مَن يتحدثون.

وفي 22 تشرين الثاني/ أكتوبر، تلقّت امرأة من جنوب لبنان مكالمة على هاتفها المحمول من شخص يدعي أنه مسؤول محلي، وفقًا لمصدرين على علم مباشر بالواقعة. 

وقالت المصادر إن المتصل كان يتحدث بلغة عربية قوية، وسأل عما إذا كانت الأسرة في المنزل. أجابت المرأة: لا، موضحة بأنهم سافروا إلى شرق لبنان.

وأضافت المصادر أنه بعد دقائق، ضرب صاروخ منزل المرأة في قرية بيت ياحون، ما أسفر عن مقتل 5 من مقاتلي "حزب الله"، من بينهم عباس رعد، نجل النائب محمد رعد والعضو في وحدة الرضوان.

وكشف الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، أنه قصف عددًا من أهداف الحزب، منها "خليّة إرهابيّة".

وفي خلال أسابيع، كانت ميليشيا حزب الله تحذر أنصارها علنًا عبر أثير محطة "إذاعة النور" التابعة لها من عدم الثقة بالمتصلين الذين يزعمون أنهم مسؤولون محليون أو عمال إغاثة، وقالت إن الإسرائيليين ينتحلون شخصياتهم للتعرف على المنازل التي يستخدمها الحزب.

وكانت تلك بداية سلسلة من الهجمات استهدفت أعضاءً بارزين في "حزب الله"، من بينهم وسام الطويل، وطالب عبد الله، ومحمد ناصر، القادة الذين لعبوا أدوارًا أساسية في توجيه عمليات الميليشيا في الجنوب.

وقال مصدران مطّلعان ومسؤول استخباراتيّ لبنانيّ للوكالة إنّ "حزب الله" بدأ يشتبه في أن إسرائيل تستهدف مقاتليها عبر تتبع هواتفهم المحمولة وكاميرات المراقبة المثبتة على المباني في البلدات الحدودية.

وفي 28 كانون الأول/ ديسمبر، حثّ "حزب الله" سكان الجنوب في بيان نُشر على "تليغرام" على فصل أيّ كاميرا مراقبة يمتلكونها عن الاتصال بالإنترنت.

وبحلول أوائل شباط/ فبراير صدرت توجيهات أخرى لمقاتلي "حزب الله" بعدم استخدام هواتف محمولة في أيّ مكان قريب من ساحة المعركة.

وقال مصدر لبناني كبير مطلع لـ"رويترز": "اليوم، إذا وُجد أيّ هاتف مع أيّ شخص على الجبهة، فسيُطْرَد من حزب الله".

وذكر المسؤول الاستخباراتيّ اللبنانيّ أن "حزب الله" كان يُجري أحيانًا عمليات تفتيش مفاجئة على الوحدات الميدانية بحثًا عن هواتف.

وأوضح مصدران آخران بأن كبار القادة السياسيين في "حزب الله" يتجنّبون إحضار هواتف معهم إلى الاجتماعات، حتى في بيروت.

وفي خطاب في 13 شباط/ فبراير، حذّر نصر الله أنصاره من أن هواتفهم أكثر خطورة من جواسيس إسرائيل، وقال إنه يجب عليهم أن يكسروها أو يدفنوها أو يضعوها في صندوق حديديّ.

وأفاد مسؤول أمني لبناني سابق ومصدران آخران مطّلعان بأنّ الحزب اتّخذ إجراءات لتأمين خطوط التواصل الهاتفيّ الخاصة به بعد الاشتباه بخرق إسرائيلي.

وأحجمت المصادر عن تحديد زمن وكيفية الاختراق، ولكنهم قالوا إن خبراء الاتصالات في "حزب الله" يعملون على تقسيمها إلى شبكات أصغر للحدّ من الأضرار في حال اختراقها مجدّدًا.

وقال المصدر اللبناني الكبير لـ"رويترز" "كثيًرا ما نغيّر شبكات الخطوط الأرضية لدينا، ونبدلها حتى نتمكّن من تجاوز القرصنة والتسلل".

أخبار ذات علاقة

"حدث خطير"..هلع في إسرائيل بشأن قدرات حزب الله بعد فيديو "الهدهد"

 ترسانة الطائرات المسيّرة

وتتباهى ميليشيا حزب الله بقدرتها على جمع معلومات استخباراتية خاصة بها عن أهداف العدو، ومهاجمة منشآت المراقبة الإسرائيلية باستخدام ترسانتها من الطائرات المسيّرة الصغيرة محليّة الصنع.

وفي 18 يونيو/ حزيران، نشرت ميليشيا حزب الله مقطع فيديو مدته 9 دقائق قالت إنه التُقط فوق مدينة حيفا الإسرائيلية بوساطة طائرات مراقبة تابعة لها، وتضمن منشآت عسكرية وموانئ.

وذكر سلاح الجو الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي رصدت الطائرة المسيّرة، ولكن القرار اتُخذ بعدم استهدافها، لأنها لا تمتلك قدرات هجوميّة، ولأن استهدافها قد يعرّض السكّان للخطر.

وتضمّن مقطع فيديو آخر نشره "حزب الله" صورًا جويّة قال إنّها لمنطاد مراقبة إسرائيلي ضخم يُعرف باسم "سكاي ديو" في اليوم السابق لاستهدافه في هجوم بطائرة مسيّرة في 15 مايو/ أيار.

ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال وقتئذٍ إن المنطاد المستخدم لرصد التهديدات الصاروخية أُصيب في أثناء وجوده على الأرض في قاعدة عسكريّة في شمال إسرائيل.

وأشار إلى عدم وقوع إصابات جراء الهجوم، وأنه لم يؤثر على "القدرة على رصد الوضع الجوي" في المنطقة.

ويقول الحزب إنه أسقط أو سيطر على 6 من طائرات الاستطلاع الإسرائيليّة من طرازات هيرمس 450، وهيرمس 900، وسكاي لارك.

ووفقًا لمصدرين، يقوم عناصر "حزب الله" بتفكيك الطائرات المسيّرة لدراسة مكوناتها.

وأكدت إسرائيل أن 5 طائرات مسيّرة تابعة للقوات الجوية أُسقطت بصواريخ أرض-جو بينما كانت تنشط فوق لبنان.

ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن التصريحات الصادرة عن حزب الله "يتعيّن التعامل معها بحرص"، قائلاً إن المجموعة تهدف إلى بثّ الخوف في نفوس الإسرائيليين.

وقال نيكولاس بلانفورد، وهو مستشار أمني مقيم في بيروت، ومؤلف كتاب يتناول تاريخ "حزب الله"، إن "يقظة وحذر"الميليشيا من الخروقات الأمنية عند أعلى المستويات إطلاقًا.

وقال لـ"رويترز" "يتعيّن على "حزب الله" أن يشدّد إجراءاته الأمنية أكثر مما فرضت عليه الصراعات السابقة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC