قتيل وجرحى إثر قصف من مسيرة إسرائيلية على مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة
خيّمت الحرب المستمرة في قطاع غزة على تفاصيل حياة الغزيين خلال عام 2024، في تواصل لإحدى أقسى المآسي التي عاشها الشعب الفلسطيني، والتي أثرت بشكل سلبي على مختلف مناحي الحياة.
واندلعت الحرب على قطاع غزة إثر الهجوم الواسع الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لعام 2023، لكن إسرائيل ما زالت منذ ذلك الوقت تشن هجومًا عنيفًا على غزة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين، ودمار واسع.
استمرار الحرب
وارتفعت حصيلة ضحايا استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مقتل وفقدان أكثر من 57 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة لإصابة أكثر 109 آلاف فلسطيني، ممن وثقت بياناتهم وزارة الصحة.
كما أدت الحرب إلى تدمير مئات آلاف الوحدات السكنية ما بين دمار كلي وجزئي، إضافة لدمار واسع في البنى التحتية، في حين تزداد حصيلة الدمار في غزة كل يوم، مع استمرار وتيرة العمليات العسكرية.
اجتياح خان يونس
واصلت إسرائيل خلال بداية العام 2024 عملية اجتياح واسعة لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، قبل أن تنسحب من المدينة في أبريل/ نيسان، مخلفة دمارًا واسعًا في الممتلكات وتتسبب في نزوح مئات آلاف الفلسطينيين تجاه مدينة رفح.
اجتياح رفح
وفي السابع من مايو/ أيار من العام 2024 طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء أجزاء من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إيذانًا ببدء عملية اجتياح برية للمدينة، توسعت لاحقًا لتشمل كل المدينة، رغم التحذيرات الدولية من تداعيات هذه العملية، التي أثرت بشكل مباشر على نحو 1.4 مليون فلسطيني كانوا يسكنونها.
وتواصل إسرائيل عمليتها في رفح التي دمرت أجزاء واسعة منها، كما سيطرت على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، وتحول الانسحاب منه إلى إحدى العقبات الرئيسة في مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار.
إغلاق معابر رفح
وترافق مع الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، إغلاق معبري رفح لسفر الأفراد، ومعبر كرم أبو سالم التجاري الذي كانت تدخل منه شاحنات المساعدات الإنسانية؛ ما أدى لتفاقم معاناة الفلسطينيين نتيجة شح المواد الغذائية والإغاثية، فضلًا عن الحيلولة دون سفر عشرات الآلاف للعلاج في الخارج.
اجتياح شمال غزة/ خطة الجنرالات
وفي الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في شمال قطاع غزة استهدفت بشكل رئيس مخيم جباليا للاجئين، وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون.
وارتبطت أهداف العملية التي دمر خلالها الجيش الإسرائيلي غالبية المناطق التي دخلها، بتطبيق ما بات يُعرف بـ"خطة الجنرالات" التي وضعها جنرالات إسرائيليون والتي تهدف لتفريغ منطقة شمال قطاع غزة من السكان، وجعلها منطقة عازلة.
تدمير المستشفيات
وبالتزامن مع العمليات العسكرية في قطاع غزة، استهدفت إسرائيل بشكل مكثف المستشفيات ما أخرج عددًا كبيرًا منها من الخدمة بشكل كامل، وبقي من يعمل منها تحت ضغط نقص الإمكانيات ومحدودية الموارد من جهة، والدمار الجزئي ونقص الكوادر الطبية من جهة أخرى.
وتقول إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل أخرجت 34 مستشفى من الخدمة، إضافة عشرات المراكز الصحية الأخرى، في حين خلصت تقارير دولية إلى أن إسرائيل استهدفت المنظومة الصحية بغزة بشكل ممنهج بهدف تدميرها.
استهداف الصحفيين
تحولت الحرب في قطاع غزة إلى واحدة من أكبر الأحداث التي تشهد استهدافًا للصحفيين في العالم، إذ قتلت إسرائيل 196 صحفيًا فلسطينيًا خلال هذه الحرب، فضلًا عن إصابة آخرين وتدمير مقار تابعة لمؤسسات صحفية.
اغتيال محمد الضيف
وفي منتصف يوليو/تموز من العام 2024 أعلنت إسرائيل أنها اغتالت القائد العام للجناح العسكري لحماس محمد المصري المعروف باسم "محمد الضيف"، بعد استهداف مربع في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، لتؤكد اغتياله بعد سبع محاولات فاشلة لاستهدافه في وقت سابق.
والضيف هو المطلوب الأول لإسرائيل ضمن قيادة حماس، وعادت إسرائيل لتأكيد اغتياله بعد شهر من استهدافه، في حين نفت حركة حماس مقتله، دون أن تقدم أية دلائل على بقائه على قيد الحياة.
اغتيال إسماعيل هنية
وفي نهاية شهر يوليو/تموز أعلنت حماس بشكل مفاجئ اغتيال رئيس مكتبها السياسي في حينه إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يشارك في تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وتسبب اغتيال هنية في هزة سياسية أصابت حركة حماس، واتهمت طهران فورًا إسرائيل بالوقوف وراء العملية عبر إطلاق صاروخ من مكان قريب من موقع إقامته، ولم تتبنَ إسرائيل العملية، إلا بعد نحو خمسة أشهر، إذ اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ضمنًا بمسؤولية إسرائيل عن العملية.
مقتل يحيى السنوار
وبعد اغتيال هنية، أعلنت حركة حماس اختيار يحيى السنوار، في منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، خلفًا لهنية، إذ كان يُنظر إلى السنوار على أنه القائد الفعلي لحماس، وجمع بين السيطرة على جناحها السياسي والعسكري عبر نفوذه الواسع عليهما.
لكن السنوار لم يبق كثيرًا في المنصب، إذا أعلن الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتله بعد العثور عليه في منزل بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، واشتباكات أدت لمقتله ومساعديه.
وعقب اغتيال السنوار، لم تسمّ الحركة خليفة له، وأشارت ترجيحات إلى أنها شكلت مجلسًا قياديًا من قادة الحركة داخل وخارج قطاع غزة، بعد أزمة أحدثها اغتيال السنوار.
تحرير رهائن إسرائيليين
وخلال الحرب تمكنت إسرائيل أكثر من مرة من تحرير رهائن إسرائيليين، واستعادة جثث رهائن قتلوا في غزة، بدأت في مدينة رفح بعد أن تمكنت إسرائيل من تحرير اثنين من الرهائن.
وكانت عملية تحرير الرهائن الأكبر والأكثر دموية، التي حدثت في مخيم النصيرات في يونيو/حزيران من العام 2024، والتي أدت لتحرير أربعة رهائن إسرائيليين، لكن العملية تسببت بمقتل أكثر من 270 فلسطينيًا.
المجاعة
إنسانيًا تسببت الحرب في قطاع غزة في مجاعة حقيقية عاشها الفلسطينيون نتيجة ندرة المواد الغذائية بسبب إغلاق المعابر، والارتفاع الباهظ في أسعارها؛ ما أفقد غالبية الغزيين القدرة على الحصول على المواد الغذائية الأساسية.
وبات اعتماد غالبية الغزيين على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في الوقت التي تواجه فيه الأخيرة إجراءات إسرائيلية متصاعدة بهدف إنهاء دورها بشكل كامل.
تفشي شلل الأطفال
وبسبب سوء أوضاع مخيمات النزوح في قطاع غزة وانعدام مقومات النظافة، أعلنت الصحة العالمية رصد إصابات بفيروس شلل الأطفال في صفوف النازحين، لتبدأ حملة تطعيم واسعة استهدفت نحو 560 ألف طفل في كافة محافظات القطاع، لتجنب امتداد آثاره.
مفاوضات وقف الحرب (فقرة متغيرة)
ومنذ الشهر الأول على اندلاع الحرب تتواصل جولات مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب بغزة وعقد صفقة تبادل للرهائن، بوساطة قطرية مصرية أمريكية، إلا أنها لم تسفر عن انتهاء الحرب.
وخلال الشهر الأخير من العام 2024 اكتسبت المفاوضات زخمًا جديدًا، مع اتجاه إسرائيل للاتفاق بعد تحقيق مكاسب إستراتيجية تتعلق بالنجاح الإسرائيلي في ضرب قدرات ميليشيا "حزب الله"، وتدمير قدرات حركة حماس العسكرية، واغتيال رموزها السياسية.
كما ازدادت وتيرة الضغط للتوصل لاتفاق من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل مغادرة منصبه، وتحذير الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من مغبة عدم التوصل لاتفاق، قبل الوصول لمنصبه في 20 يناير/ كانون الثاني.