مقتل 6 أشخاص جراء تحطم مروحية في نهر "هدسون" بنيويورك
أعاد اعتقال أجهزة الأمن السورية متورّط جديد في مجزرة التضامن الشهيرة، التذكير ببقاء متورطين رئيسيين ما زالوا طلقاء، وسط مطالبات ذوي الضحايا بسرعة القبض على مرتكبي المجزرة المروعة التي حظيت باهتمام إعلامي كبير في الغرب.
وكانت قوات الأمن العام السورية أعلنت الاثنين القبض على كامل شريف العباس، الذي وصفته في بيانها بأنه "أحد مرتكبي مجزرة التضامن" التي وقعت في جنوب دمشق 2013، وتم الكشف في أبريل/ نيسان 2022، عن مقطع فيديو وثق جانبًا من المجزرة الكبيرة التي ذهب ضحيتها 500 مدني سوري وفلسطيني.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الثاني 2024، نظّم أهالي الضحايا ونشطاء حملات إعلامية لتسريع القبض على مرتكبي الجريمة، فيما كشفت الإدارة الجديدة للبلاد عن القبض على 4 متورّطين فقط حتى الآن، إذ سبق الإعلان عن القبض على "منذر أحمد الجزائري" في فبراير/ شباط الماضي.
كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف في يناير/ كانون الثاني الماضي عن اعتقال سومر محمد المحمود وعماد محمد المحمود، مشيرًا إلى اعترافهما بتورطهما بارتكاب انتهاكات وتصفيات في حي التضامن الذي يقطنه فلسطينيون وسوريون.
ومع عدم كشف السلطات الأمنية السورية الجديدة عن نتائج التحقيقات مع المتورطين الذين تم القبض عليهم، يظل العدد الحقيقي لمرتكبي المجزرة مجهولًا، ومحدودًا بما كشفت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن المنفذين "عدة أشخاص" بينهم عناصر وقادة أمن النظام السابق وما يعرف بـ "الدفاع الوطني".
إلاّ أن تقرير "الغارديان" الذي كان أول من كشف عن المجزرة المروعة 2022، قدّم شخصًا يدعى "أمجد يوسف" على أنه "المنفّذ الرئيس"، وهو ضابط في الفرع 227، بينما ذكر المرصد السوري أنه بالإضافة إلى أمجد هناك نجيب حلبي وبسام الحسن وفادي القصر، وجمعهم طلقاء حتى الآن.
أين أمجد يوسف؟
فور انتشار الفيديو الوحيد الذي يوثق جانبًا صغيرًا من المجزرة، تم التركيز إعلاميًا على "أمجد يوسف" بوصفه المنفذ الرئيس، لاسيما وأنه ظهر أكثر وضوحًا في المقطع الذي قاد فيه 41 شخصًا إلى حفرة قبل قتلهم بالرصاص.
اختفى "أمجد يوسف"، الذي فرضت عليه واشنطن ولندن عقوبات، من على منصات التواصل التي كان نشطًا عليها، فور الكشف عن تفاصيل المجزرة، وذلك قبل عامين من سقوط النظام في 2024.
وبعد الثامن من ديسمبر، أظهرت وثيقة مسربة أن "أمجد يوسف"، قد استلم راتبه في يوليو/ تموز 2024 من فرع 227 التابع لأجهزة المخابرات السورية، حيث بلغ راتبه الشهري 861,550 ليرة. وتشير الوثيقة إلى أن يوسف استمر في أداء عمله ضمن هذا الفرع حتى وقت قريب، قبل سقوط النظام المخلوع، وأنه متواجد في البلاد.
وبعد يومين فقط من سقوط النظام، دشّن نشاط عبر منصة "إكس" حملة تبرعات لجمع 100 ألف دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات موثوقة حول مكان "أمجد يوسف" المولود في العام 1986.
ولم تسفر الحملات الأمنية عن أي معلومات حتى الآن عن مكان تواجد "أمجد يوسف"، إلا أن الترجيحات تشير إلى اختفائه مع المئات من عناصر النظام السابق الذين فروا إلى الساحل السوري، محتمين بتضاريسه الصعبة، مع عدم استبعاد مغادرته إلى لبنان عبر المنافذ غير الشرعية.
تفاصيل مروعة
وكانت مجزرة التضامن قد أثارت سخطًا كبيًر ضد نظام الأسد، بعد ظهور عناصر تابعين له بلباس عسكري يأمرون أشخاصًا عصبت أعينهم وربطت أيديهم بالركض، وحين يبدأون بالركض يتم إطلاق النار عليهم ويقعون في حفرة تكومت فيها جثث أخرى، وبعد قتل 41 رجلًا، جرى إحراق الجثث.
وبحسب الفيديو، كان الضحايا يُخرجون معصوبي العينين من سيّارة بيضاء صغيرة مخصصة للنقل الجماعي، ثم يقتادونهم إلى حفرة كبيرة مفروشة بالكامل بإطارات السيارات، ليقوم جندي ثاني يتبعُ القوات المسلّحة السوريّة بإطلاق النار من خلال بندقية حربية.