قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

مصدر لـ"إرم نيوز": حزب الله فقد ثلث قدراته ومصيره مرهون بـ"القيادات البديلة"

مصدر لـ"إرم نيوز": حزب الله فقد ثلث قدراته ومصيره مرهون بـ"القيادات البديلة"
عناصر من حزب الله المصدر: متداولة
07 أكتوبر 2024، 1:52 م

قال مصدر عسكري على صلة بميليشيا حزب الله في سوريا، إن مهمة إسرائيل في أي عملية برية لجنوب لبنان لن تكون سهلة، بالنظر إلى أن القدرة العسكرية للحزب ما زالت كافية لمنع عملية توغل كبيرة للقوات الإسرائيلية، لافتا إلى أن ذلك سيتوقف على مدى كفاءة القيادات الميدانية البديلة، على تأدية المهمة بنفس الصيغة التي كانت قبل اغتيال قيادات الحزب.

وقدّر المصدر أن الحزب فقد نحو ثلث قدراته العسكرية (أكثر من 30 %) خلال الهجمات الإسرائيلية على مواقعه ومخابئه في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية.

هجوم بري جديد

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ، مساء أمس الأحد، عمليات برية "محدودة ومحددة الهدف" في جنوب لبنان، حسبما ذكر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، الإثنين. 

وكتب أدرعي عبر صفحته على "إكس": "فرقة الجليل 91 بدأت أمس عملية برية محدودة ومحددة الهدف في جنوب لبنان". 

 المصدر العسكري قال، لـ "إرم نيوز"، إن مسألة الاجتياح البري لجنوب لبنان مسألة صعبة للغاية، مشيرا إلى أنه على الرغم مما تعرض له حزب الله في الفترة الأخيرة من ضربات قاسية واستهداف لقادته ومخازن سلاحه، فإن قوة المشاة التابعة له، لا زالت فاعلة ومؤثرة.

وتتوزع هذه القوة، وفقا للمصدر، على طول الجبهة مع إسرائيل، عبر خمس وحدات قتالية نخبوية، هي وحدة الرضوان، ووحدة النصر، ووحدة عزيز، ووحدة بدر، ووحدة حيدر، وهي بالأساس أشبه بقيادة عمليات تتولى مهمة تأمين الحدود مع إسرائيل، إلى جانب ما تتمتع به من أسلحة ومعدات.

وأوضح المصدر أن الهدف الإستراتيجي العسكري الإسرائيلي حيال حزب الله، بني بالأساس على مرحلتين، تمثلت الأولى بتدمير منظومة القيادة والسيطرة، عبر تحييد القيادات السياسية والميدانية للحزب، وكذلك احتواء منظومة الحزب الصاروخية عبر ضربها أو تعطيلها، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من الانتقال نحو المرحلة الثانية، وهي العمليات البرية.

ورأى المصدر أن المرحلة الثانية تمثل قمة ما تطمح إليه إسرائيل الآن، وهي بالأساس كانت تعكس مطالب إسرائيلية مستمرة بإبعاد قوات حزب الله عن الحدود الشمالية؛ لأن وجود قوات الحزب تمثل تهديدا مستمرا لعودة المستوطنين إلى المناطق الشمالية، كما تقول إسرائيل.

ويضيف أن إسرائيل تدّعي بأن مطالباتها المستمرة بإبعاد قوات الحزب عن الحدود، مستندة بالأساس لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، والقاضي بانتشار قوات الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، وأن يتم تسليم سلاح كل القوات غير النظامية المنتشرة هناك لقوات الجيش اللبناني، وهو ما يرفضه الحزب أساساً.

أخبار ذات علاقة

"محدودة ومحددة الهدف".. إسرائيل تنفذ عملية برية في جنوب لبنان (فيديو)

 

لكن الهدف الحقيقي لإسرائيل، وفقا للمصدر، هو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والقاضي بانسحاب قوات حزب الله من الحدود إلى شمال نهر الليطاني، بعمق 30 كم عن الحدود، وهو ما يعتبره الحزب ضربة قوية له؛ لأن هذا الانسحاب سيعزل الحزب عن سهل البقاع والحدود السورية، وبالتالي تتمكن إسرائيل من عزل الحزب وقطع موارده تماماً.

من هنا - والكلام للمصدر - ونظراً لصعوبة تنفيذ القرارات الأممية وفق الرؤية الإسرائيلية، فإن إسرائيل تعتبر أن اللحظة الراهنة فرصة لا تعوض، في ظل الظرف الصعب الذي يعيشه الحزب اليوم، وعدم وجود قيادة سياسية وميدانية فاعلة، حيث تحاول إسرائيل فرض واقع جغرافي جديد على الحزب، ومن ثم إنتاج شروط جديدة للتفاوض.

مستقبل الحزب على المحك

يعتقد المصدر العسكري أن ما تقوم به إسرائيل الآن، وحسب ما يتم تداوله عن تقدم للقوات الإسرائيلية على الحدود، لا يعني أنها في طور تنفيذ إجتياح بري، بل إزالة نقاط عسكرية للحزب على الحدود، وقد يتطور الهدف الإسرائيلي بتنفيذ توغلات برية حتى عمق 30 كم، أي حتى نهر الليطاني، وليس اجتياح الجنوب بالكامل؛ لأن مثل هذه الرغبة قد تعني تحول الحرب مع الحزب، من حرب محدودة إلى حرب وجود بالنسبة له.

بالمقابل، يكشف المصدر أن التحدي الأبرز الذي يواجه الحزب يتمثل باستمرار الخروقات الاستخبارية على مستوى بنية الحزب، وفيما إذا كانت إسرائيل قد تمكنت من الوصول إليهم، عندها سيكون مستقبل الحزب على المحك، وقد يتكرر سيناريو الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ومع ذلك فإن العديد من التقييمات الاستخبارية تستبعد وصول الحزب إلى هذه النقطة من الضعف.

ويلفت المصدر أخيراً، إلى عامل غاية في الأهمية مرتبط بالمتغيرات الإقليمية والدولية، مثل الدور الإيراني والأمريكي، والتي قد تفرض نفسها في سياق مدى اتساع الأهداف الإسرائيلية في جنوب لبنان، وفي مدى فاعلية الحزب على مواجهة الطموحات الإسرائيلية في الوقت الحاضر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC