وسائل إعلام يمنية: قصف أمريكي استهدف بـ 12 غارة منطقة الحفا في مديرية السبعين بصنعاء

logo
العالم العربي

هل تخلق فصائل المعارضة واقعاً جديداً في سوريا؟

هل تخلق فصائل المعارضة واقعاً جديداً في سوريا؟
من هجوم الفصائل على حلبالمصدر: (أ ف ب)
01 ديسمبر 2024، 6:05 ص

أثار دخول المعارضة السورية إلى مدينة حلب مؤخرًا، وسط ما تم تداوله من وثائق انسحاب صادرة عن القيادة العامة للجيش السوري، تساؤلات حول مدى قدرة تلك الفصائل على خلق واقع جديد في سوريا.

وقال خبراء في العلاقات الدولية متخصصون بالشأن السوري، إن قدرة فصائل المعارضة على خلق واقع جديد في سوريا، لاسيما بعد ما جرى في حلب مؤخرًا، يرتبط بوجود اتفاق دولي على إتمام ذلك من عدمه، في ظل ما شهدته الخريطة السورية من تغيرات متناقضة منذ العام 2011.

ورجح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، وجود برنامج دولي لخلق واقع جديد يقوم على التوافق مع إسرائيل في ظل مواجهتها الإقليمية مع إيران، ومحاولة حلف الناتو على تغيير الواقع السوري لفك ارتباطات متشابكة لروسيا.

أخبار ذات علاقة

7 كيلومترات تفصل المعارضة السورية عن ضواحي حلب الغربية (فيديو إرم)

وحول ما تم تداوله من وثائق انسحاب، قال الخبراء إنها تدل على وجود صفقة بانسحاب القوات السورية الحكومية، لاسيما من حلب، عبر أوامر من القيادة العامة للجيش، مع نقل جميع الوثائق من الدوائر الحكومية، وإخراج الضباط وعائلاتهم من حلب، والانسحاب من القطاع الغربي بشكل تدريجي، ما مهد الطريق لدخول الفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب خلال يومين من بداية تلك العملية.
 
وبرهنوا على ذلك، بمقارنة بين سيطرة تلك الجماعات على حلب في 48 ساعة، في حين أن قوات "الجيش الحر" التي كانت تمتلك قادة عسكريين ذوي خبرات تكتيكية وآليات وأسلحة ذات أفضلية، فشلوا في دخول حلب بعد حصار للمدينة في عام 2014، استمر لمدة 3 سنوات.

خلط للأوراق

وبهذا الصدد، تقول الكاتبة والباحثة السياسية السورية، مزن مرشد، إن قدرة فصائل المعارضة على خلق واقع جديد في سوريا بعدما جرى في حلب مؤخرًا، يتعلق بوجود رغبة واتفاق دوليين على إتمام ذلك من عدمه، والدليل على ذلك أن المعارضة استطاعت تغيير الخريطة وأخرجت 75% من سوريا من تحت سيطرة مؤسسات الدولة، ثم تغير الحال عندما تدخلت روسيا والميليشيات الإيرانية، وفي صدارتها ميليشيا حزب الله، ليقابل ذلك وقتئذٍ، بصرف النظر دوليًا عن جرائم ارتكبت بحق الشعب السوري.

وأوضحت مرشد، لـ"إرم نيوز"، أن الأمور معقدة وغير مفهومة الأبعاد، إذ اختلطت الأوراق، ووصل الأمر إلى حد استغراب قادة من "الجيش الحر" من هذه المعركة غير المتوقعة، في ظل نظريات مختلفة.

وأضافت أن بعض هذه النظريات يقول إن رفض الرئيس السوري بشار الأسد إجراء تطبيع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، دفع الأخير لتحريك الفصائل المسلحة في الشمال السوري بهدف الضغط على دمشق، فيما تقول نظريات أخرى إن صفقة تلوح بالأفق هي وراء ما يحدث.
 
وأبدت مرشد استغرابها مما جرى في اليومين الماضيين، بالتزامن مع خروج مستندات تفيد أن القيادة العامة للجيش السوري، وجهت أوامر لقواتها بالخروج من حلب، ونقل جميع الوثائق وتفريغ الدوائر الحكومية من المستندات، ونقل الضباط وعائلاتهم خارج المدينة، والانسحاب من القطاع الغربي بشكل تدريجي، الأمر الذي يفسر وجود اتفاق على دخول هذه الفصائل إلى حلب.
 
وتابعت بأن الفصائل المسلحة دخلت حلب دون أي مقاومة، في حين أن الجيش الحر أقام حصارًا لمدة 3 سنوات على المدينة في عام 2014، ولم يستطع الدخول إليها، رغم وجود ضباط مخضرمين في قيادته، وامتلاكهم آليات عسكرية ليست بحوزة عناصر تلك الفصائل التي دخلت حلب في 48 ساعة.

برنامج دولي

ومن جانبه، يرى الخبير في العلاقات الدولية، راجح عفيفي، أن الأمر بات أبعد من أن أردوغان يضغط على الأسد، بهدف إجراء لقاء حول التطبيع بين تركيا وسوريا، في ظل عناد دمشق ورغبتها في عدم إتمام ذلك.
 
ورجح عفيفي، لـ"إرم نيوز"، وجود برنامج دولي لخلق واقع جديد يقوم على التوافق مع إسرائيل على مواجهتها الإقليمية مع إيران، ومحاولة الناتو تغيير الوضع السوري القائم، في هذا الإطار، لفك ارتباطات متشابكة تتعلق بموسكو.

أخبار ذات علاقة

وسط حالة من الصدمة.. حلب "تزلزل" المشهد السوري (فيديو إرم)

وتابع: "حراك الفصائل المسلحة في الشمال السوري لا يعني فتح المجال لقوى الإسلام السياسي هناك للسيطرة على مناطق كبيرة في سوريا، لكن يبدو أن هناك ترتيبات دولية واقليمية لإجراء تصفية متبادلة بين فصائل مسلحة من جبهة النصرة وميليشيات إيرانية، تأخذ مساحة تواجد، ولها جانب من القرار في الداخل السوري، تحت لواء الحرس الثوري الإيراني، ومعهم فرق من حزب الله".
 
وأشار عفيفي إلى أن الضعف الذي تعرض له "حزب الله" بشكل عام، بعدما جرى له في لبنان، وأن استدعاءه في الوقت نفسه لجانب من قواته من سوريا، خلق فراغًا كبيرًا داخل الميليشيات الإيرانية التي كان لها عمل ميداني في مناطق أبرزها حلب.

وأكد أنه "رغم هذا الفراغ، فإن المؤسسات السورية لا تمتلك القدرة والمقومات في السيطرة بمفردها على مناطق إستراتيجية بالداخل، بعد أن كانت هذه المهمة موكلة إلى ميليشيات إيرانية في صدارتها حزب الله".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات