رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا
النهار لكم والليل لنا .. لا تهدأ "الأخبار العاجلة" التي تروي محنة مدينة حلب السورية ولا تتوقف الصور الصادمة القادمة من المدينة التي دخلتها المجموعات المسلحة من كل حدبٍ وصوب.
الغموض هو سيد الموقف هناك وسط ازدحام التساؤلات، فماذا يحدث في حلب الشهباء؟.
لأول مرة في تاريخ سوريا مدينة حلب بنسبة كبيرة منها خارج سيطرة حكومة دمشق بعد انسحاب قوات الجيش السوري من مواقعها وفقاً لوسائل الإعلام التي وثّقت تواجد عناصر هيئة تحرير الشام في عدة مواقع رئيسة وسط المدينة.
من جهته علق الجيش السوري على "الانسحاب التكتيكي" كما وصفه وكشف أنه يستعدّ لتنفيذ "هجوم مضاد" على الفصائل المسلحة التي استولت على مدينتي حلب وإدلب، وقال بيان الجيش: "إن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود".
لكن ثمّة من يتساءل من أعطى الضوء الأخضر لعملية "ردع العدوان" كما سمّتها هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" والجماعات المسلحة الأخرى التي التزمت الهدوء منذ إتمام اتفاق "بوتين-أردوغان" عام 2020 للقيام بهذا العمل العسكري الضخم؟.
للمشهد السوري خصوصية استثنائية خاصة في الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة وبالتالي فإن أصابع الاتهام تتجه لعدّة جهات وربما تكون الموافقة بالإجماع على تحريك الملف السوري بما يتناسب مع تطورات المرحلة.
يقول خبراء ومحللون .. أصابع الاتهام تتجه للجارة الشمالية تركيا التي سعت خلال الفترة الماضية للتقارب والتفاوض مع دمشق لكن لم تلق آذاناً صاغية رغم المحاولات المتكررة على مدى أكثر من عام بسبب الشروط السورية بالانسحاب الكامل من الأراضي التي تسيطر عليها أنقرة في الداخل السوري.. ما دفع تركيا لإطلاق يد الفصائل المعارضة التابعة لها في إدلب باتجاه مدينة حلب الإستراتيجية والتي تعتبر بالغة الأهمية لمن يضع يده عليها في أي فرصة للتفاوض.
ومن وجهة نظر أخرى يرى محللون أنه لا بدّ من ربط العملية العسكرية في حلب بما يحدث في جبهة لبنان، فالهجوم بدأ بعد ساعات من بدء سريان الهدنة بين إسرائيل ولبنان ولا ننسى تهديدات نتنياهو قبل أيام للرئيس السوري بشار الأسد فيما يخصّ التواجد الإيراني في سوريا والتي لا يمكن إلا أن تصبّ في الرؤية الجديدة للمنطقة بنظر إسرائيل وحليفتها واشنطن بإنهاء التواجد الإيراني في المنطقة أو إضعافه قدر الإمكان.. وبالتالي فإن العملية العسكرية في حلب لا بدّ أن تلقى مباركة من تل أبيب وواشنطن.
أما عن الحليف الروسي الوثيق لسوريا، فتصدّرت إشارات الاستفهام لتأخر رد الفعل من الكرملين حيال ما يجري في حلب حتى خرج المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف مصرحاً أن موسكو تعتبر الهجوم انتهاكا لسيادة سوريا وتريد من السلطات سرعة التحرك لاستعادة السيطرة هناك.
فيما أكدت مصادر عسكرية من دمشق تلقيها وعوداً روسية بمساعدات عسكرية ضخمة خلال الأيام القادمة لصد الهجوم على مدينة حلب.
بالمحصلة يمكن القول إن الوضع الراكد في سوريا لم يعد مقبولاً، وإن ما يحدث هو جزء من عملية كبرى ليست محصورة هناك وإنما تتعلق بترتيب المنطقة تمهيداً للتعاطي مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.