الجيش الإسرائيلي يعلن أنه استهدف مقاتلين من حزب الله في مسجد بجنوب لبنان

logo
العالم العربي

لا يخرج عن "مربع خامنئي".. مَن يتخذ قرار التصعيد الإيراني مع إسرائيل؟

لا يخرج عن "مربع خامنئي".. مَن يتخذ قرار التصعيد الإيراني مع إسرائيل؟
أحد الصواريخ الباليستية الإيرانيةالمصدر: رويترز
04 أكتوبر 2024، 1:07 م

تسود حالة من الترقب اليوم المشهد السياسي في الشرق الأوسط، مع انتظار الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الإيرانية، الذي بات محسومًا، وكما لإسرائيل حساباتها القائمة، فإن لإيران حساباتها إزاء الرد الإسرائيلي، ومسار التصعيد المفتوح مع تل أبيب.

وعلى حين توعدت إيران إسرائيل بأن أي رد منها سيقابله رد أقوى، فإن المسألة لا تبدو بهذه السهولة، إذ تخضع لحسابات متعددة لدى إيران تتعلق بمصالحها الإستراتيجية وبرنامجها النووي وعلاقتها مع الغرب وأذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، قبل اتخاذ أي قرار.

وأفادت وكالة "نسيم" الأمنية" في تقرير لها، حذف في وقت لاحق، نقلًا عن مصادر عسكرية أن "الفريق الحكومي برئاسة مسعود بزشكيان كان يخالف التصويت على قرار الضربة العسكرية ضد إسرائيل، ولكن الجهات العسكرية في الحرس الثوري والجيش هي التي اتخذت القرار بشن الهجوم".

وقبل ذلك أفادت تقارير بوجود انقسام داخل إيران حول كيفية الرد على إسرائيل، بين من يرغب بالتصعيد، ومن يرغب بالتهدئة وعدم الدفع باتجاه حرب شاملة، فيما تلقي هذه الأنباء الضوء على مراكز صناعة القرار في إيران، وتأثير خلافاتها إن وجدت، على السياسة العامة في البلاد.

وكان بزشكيان قد أثار جدلًا واسعًا عندما وجه رسالة سلام الشهر الماضي خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما أكد أن بلاده مستعدة لإلقاء السلاح جانبًا إذا ما فعلت إسرائيل ذلك.

 نفوذ المرشد الأعلى

وقال الدكتور محمد الجروان إنه رغم تعدد مراكز صنع القرار في إيران، فإن المرشد الأعلى علي خامنئي هو الذي يحدد السياسة العامة للبلاد، التي يجب أن تدور في فلكها مؤسسات صنع القرار كافة من مختلف المستويات التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية.

وتابع الجروان في حديث مع "إرم نيوز" أن نفوذ المرشد الأعلى يصل إلى هذه المؤسسات كافة، وهو الذي يحدد بطرق مباشرة أو غير مباشرة أعضاءها من خلال عدد من المجالس الدستورية كمجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس صيانة الدستور ومجلس الأمن القومي.

وعليه، بحسب الجروان، فإن تعدد مراكز صنع القرار مسألة شكلية، إذ لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تخرج عن سياسة المرشد وتوجيهاته العامة.

أخبار ذات علاقة

لماذا تعد إسرائيل الهجوم الإيراني "تجاوزاً" للخطوط الحمراء؟

وأشار الجروان إلى أنه رغم التباين بين المسؤولين الايرانيين في المدة الماضية، خاصة بعد اغتيال حسن نصر الله والهجوم الإيراني الصاروخي على إسرائيل، فإن التعامل مع هذين الحدثين تم بشكل رئيس من مجلس الأمن القومي الإيراني بدعوة من المرشد الأعلى، إذ جرى التعامل مع عملية اغتيال حسن  نصر الله بوصفها قضية أمن قومي.

 وقال الجروان إن ذلك جاء ذلك في ضوء وجود وجهتي نظر داخل إيران بين المؤسسات السياسية والأمنية؛ وجهة نظر هجومية تطالب برد قوى وواسع ومباشر على إسرائيل، ووجهة نظر عقلانية لا تريد أن تكون إيران مبادرة وسببًا لحرب إقليمية شاملة ومباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتابع الجروان: "لعل هذا ما يفسر تناقض التصريحات حول الأحداث والمجريات في المنطقة، خاصة تلك التي أعقبت الهجوم الإيراني الصاروخي بين تصريح رئيس الحرس الثوري الايراني الذي أشار إلى موجة ثانية من الصواريخ على إسرائيل، ثم ظهرت بعد وقت قصير جدًّا تصريحات إيرانية أخرى حاولت تخفيف حدة هذا التصريح وأكدت أن العملية قد انتهت".

أوراق للمساومة

ويرى الجروان أن وجهتي النظر الهجومية والعقلانية التي لا تمس السياسة العامة والمصالح العليا لإيران بدت أكثر وضوحًا على مستوى المؤسسات العليا، فالتصريحات والتهديدات التي كررها خامنئي والمؤسسات الأمنية على الرد الاسرائيلي المرتقب، كررها بازشكيان بشكل مبطن خلال زيارته للدوحة، وإن ترافقت مع رؤية للأمن والسلام في المنطقة، فهذا لا يعدُّ تحولًا بقدر ما هو تنسيق وإعادة تموضع، وهذا يدل على أن إيران تستثمر هذه التناقضات للحصول على أكبر قدر من المكاسب، وأوراق مساومة لها في أي عملية حوار أو مفاوضات قادمة مع الغرب، وسيشكل نفوذها وأذرعها في المنطقة أحد أقوى أوراق المساومة مع الدول الغربية، خاصة فيما يتعلق بمكانتها الإقليمية وبرنامجها النووي.

وبالعودة إلى التناقضات والقوى السياسية داخل إيران، يرى الجروان أن النظام في إيران لا يسمح لأي قوى بالخروج عن السياسة العامة التي يحددها خامنئي، وهذه القوى إن وجدت فهي غالبًا مهمشة وليست ذات تأثير.

وقال المحلل السياسي عبد الرزاق عبد الله إن هناك دولة فوق الدولة في إيران، فالرئيس والبرلمان والوزراء، مجرد منفذين لما يُملى عليهم من المرشد الأعلى.

وأضاف عبد الله في حديث مع "إرم نيوز" أن أي موقف مختلف في إيران، هو في إطار عملية توزيع الأدوار، لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات للدولة.

ويرى عبد الله أن التصعيد الإيراني المزعوم فقط تصعيد خطابي وتحفيزي ولا يتجاوز الكلام والتهديد والوعيد، مشيرًا إلى أن الموجتين من الصواريخ على إسرائيل قبل أشهر وقبل أيام، هي خطوة متفق عليها مع الولايات المتحدة.

وأضاف عبد الله: "هي صواريخ لرفع العتب، إيران لديها أتباع وميليشيات وتمسك بزمام الأمور في 4 دول أخرى على الأقل في المنطقة، فلماذا تحارب بأيدها وبنفسها؟"

وقال عبد الله: "أعتقد جازمًا أن آخر حرب لإيران كانت حربها مع العراق في الثمانينيات، إيران لم تدخل بنفسها حربًا أخرى ولن تفعلها، ما دامت تمتلك دولًا وأدوات وميليشيات تدافع عنها وتحارب بدلًا عنها، وإسرائيل وأمريكا والغرب عمومًا يعرفون هذه الحقيقة، وما دام الوضع هكذا، فإن شعوب المنطقة ودولها لن ترتاح، وستبقى تخرج من حرب لتدخل أخرى، وإيران تبقى بعيدة تقرر وتتفرج وتجني الثمار" وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC