إعلام حوثي: 8 قتلى جراء قصف أمريكي استهدف ثقبان بمديرية بني الحارث بصنعاء
بعد ترقب حذِر تجاه المشهد السوري الجديد، خرج العراق عن موقفه المتريث وطرح جملة مطالب أمام دمشق، في خطوة قد تحدد مستقبل العلاقة بين البلدين.
وطالب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال مقابلة صحفية، الإدارة الجديدة في سوريا بالتخلي عن العنف والتطرف والإرهاب، واتخاذ موقف واضح ضد تنظيم داعش، إضافة إلى تحديد موقف صريح من التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.
كما أكد ضرورة التنسيق بين بغداد ودمشق بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين، مشددًا على أن العراق مستعد لتقديم الدعم في هذا الإطار.
وتساءل مراقبون عما إذا كانت هذه المطالب والشروط، وطبيعة استجابة دمشق لها، ستشكل ملامح العلاقة المقبلة بين بغداد والإدارة السورية الجديدة، ومدى تأثير ذلك على التفاعل العراقي مع الحراك العربي والإقليمي الهادف إلى إعادة ترتيب المشهد في سوريا.
ورأى الدبلوماسي العراقي السابق، غازي السكوتي، أن موقف العراق من التحول السياسي في سوريا اتسم بالمراقبة والمتابعة دون اتخاذ خطوات واضحة تجاه الإدارة الجديدة، مشيرًا إلى أن بغداد تعترف بالتغيير الحاصل، لكنها في الوقت نفسه تبقي علاقاتها الفعلية مع دمشق في حالة شبه معلقة.
وأضاف السكوتي، لـ"إرم نيوز"، أن التصريحات الرسمية العراقية تؤكد استمرار تقديم الدعم لسوريا، إلا أن المشهد الحالي في دمشق يتجه بوضوح نحو ترتيب علاقات جديدة، مبنية على التحديثات الأخيرة في خريطة التوازنات الإقليمية.
وأشار إلى أن "موقف العراق من سوريا سيظل مرهونًا بقدرة النظام الجديد على إحداث تحولات جذرية، وإجراء انتخابات ديمقراطية شفافة، تتيح للأحزاب الوطنية والمفكرين لعب دور في المشهد السياسي".
وقبل التغيير السياسي في سوريا، التزمت بغداد موقفًا متحفظًا إزاء تصاعد نفوذ فصائل المعارضة المسلحة، مدفوعة بمخاوف من انعكاسات هذا التحول على أمنها الداخلي، حيث ظلت تراقب المشهد السوري بحذر، خشية أن تمتد تداعياته إلى حدودها، وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل التوازنات في المنطقة.
وتتباين المواقف داخل العراق بشأن العلاقة مع سوريا، إذ يرى فريق ضرورة الانفتاح الكامل على دمشق وتعزيز التعاون معها في مختلف المجالات، فيما يتبنى آخر موقفًا أكثر تحفظًا، إذ لا يزال ينظر بحذر إلى التطورات هناك، خشية انعكاساتها على الوضع الداخلي.
بدوره، قال القيادي في ائتلاف النصر، أحمد الوندي، إن "العراق بحاجة إلى لعب دور فاعل في دعم الاستقرار الإقليمي، ولا سيما في ظل التطورات التي تشهدها سوريا"، مشيرًا إلى أن "الفراغ السياسي وعدم التحرك تجاه الأزمات الكبرى يفتحان المجال أمام تدخلات خارجية قد لا تخدم المصالح العراقية أو الإقليمية".
وأضاف الوندي، لـ"إرم نيوز"، أن "أي جهد عراقي لمساندة سوريا يجب أن يكون مبنيًا على رؤية واضحة، توازن بين البعد الإنساني والسياسي، بما يضمن دعم الشعب السوري من جهة، والإسهام في خلق بيئة مناسبة للتحولات الديمقراطية من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن "مثل هذه الخطوات تعزز من موقع العراق كدولة مؤثرة في المنطقة، قادرة على المبادرة بدل الاكتفاء بدور المتفرج".
وبعد سقوط نظام الأسد، وجدت الحكومة العراقية نفسها أمام واقع جديد استدعى تعديل خطابها الرسمي، إذ باتت تؤكد على "احترام خيارات الشعب السوري"، مع التشديد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، في محاولة لضبط موقفها ضمن التغيرات المتسارعة في الإقليم.