اشتداد الحريق المندلع جراء انفجار في ميناء بجنوب إيران
تشهد الساحة السورية تحولات دراماتيكية بعد سقوط مدينة حماة بيد فصائل المعارضة المسلحة، ما يثير تساؤلات حول الخطوات القادمة لهذه الفصائل وما ينتظر العاصمة دمشق في ضوء هذا التقدم.
وفقًا لمراقبين ومصادر ميدانية مطلعة، فإن السيطرة على حماة ليست إلا محطة في إستراتيجية أوسع للمعارضة المسلحة.
ويرى مراقبون أن سقوط حماة، التي شهدت اقتحامًا واسعًا من قبل فصائل المعارضة، ظهر الخميس، لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى انهيار معنويات الجيش السوري ونقص الموارد البشرية في صفوفه.
وبحسب تقارير ميدانية، فإن التوجه القادم للمعارضة سيكون نحو مدينة حمص، البوابة الشمالية للعاصمة دمشق.
وتقع على الطريق نحو حمص مدن مثل الرستن وتلبيسة التي خرجت عن سيطرة الحكومة، مما يسهل تقدم المعارضة في هذه المنطقة.
وتشير المصادر إلى أن سقوط حمص سيضع المعارضة في موقع أفضل للتقدم نحو دمشق، خاصة أن دفاعات الجيش السوري في هذه المنطقة تعاني من إنهاك واضح.
تحتل حمص أهمية إستراتيجية كبيرة في الصراع السوري بفضل موقعها الجغرافي وأهميتها العسكرية والاقتصادية.
وتقع حمص في قلب سوريا، ما يجعلها حلقة وصل بين الشمال والجنوب وبين الساحل والداخل، كما تشكل البوابة الشمالية لدمشق.
السيطرة عليها تعني قطع طرق الإمداد الرئيسة للجيش السوري، مثل الأوتوستراد الدولي الذي يربط دمشق بحلب، والطريق المؤدي إلى الساحل السوري.
من الناحية العسكرية، تضم حمص قواعد ومراكز حيوية، أبرزها قاعدة الشعيرات الجوية، وفقدانها سيضعف عمليات الجيش السوري. كما أنها قريبة من خطوط التماس مع المعارضة، ما يجعلها نقطة انطلاق لأي تحرك عسكري مستقبلي.
واقتصاديًا، تُعد حمص مركزًا هامًا لوجود منشآت حيوية مثل مصفاة حمص ومناطق زراعية غنية توفر الغذاء والإمدادات.
علاوة على ذلك، تحمل حمص رمزية خاصة منذ اندلاع الأزمة السورية، إذ كانت من أوائل المدن التي شهدت احتجاجات واسعة، مما يضيف بعدًا سياسيًا واجتماعيًا إلى أهميتها في الصراع.
يرى محللون أن التطورات الأخيرة قد تشجع تحركات معارضة داخل المناطق التي تشكل حاضنة تقليدية للحكومة السورية، خاصة في الساحل السوري.
الحكومة السورية تعاني من وضع داخلي هش وضغوط متزايدة، مما يجعل أي تحرك جديد للمعارضة تهديدًا حقيقيًا.
دمشق بدورها ستكون هدفًا إستراتيجيًا محتملاً للمعارضة بعد حمص.
وبحسب مراقبين فإن السيطرة على العاصمة قد تصبح ممكنة إذا تمكنت المعارضة من تأمين طريقها عبر حمص.