روبيو: التوصل لاتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا "سيستغرق وقتا"
في ظل التصعيد العسكري في سوريا، يشير الخبراء إلى أن "هيئة تحرير الشام" تستخدم قوات النخبة، مثل "العصائب الحمراء"، لتثبيت مكاسبها الميدانية في إدلب وحماة وحلب، فيما يُعتبر سقوط مدينة حماة مفاجأة كبيرة تطرح تحديات خطيرة على الأرض.
ويُشير البعض إلى أن الهيئة تسعى لتحقيق أهداف أيديولوجية تشمل إسقاط مدن إستراتيجية أخرى، ما يزيد من تعقيد الوضع ويهدد الاستقرار الإقليمي.
وقال علي بكر، خبير جماعات الإسلام السياسي، بمركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، إن العصائب الحمراء لدى هيئة تحرير الشام هي بمثابة قوات النخبة أو قوات المغاوير، والبعض الآخر يطلق عليها اسم فرقة من الانغماسيين.
وأضاف أن العصائب الحمراء هي بمثابة القوة الضاربة لهيئة تحرير الشام، أما معنى الزج بها في هذه المواجهات، هذا يعني أن الهيئة لا تريد أن تتخلى عن أي من المكاسب التي حققتها مؤخراً على الأراضي السورية، في إدلب أو في حماة وحلب.
وأردف أن ما يحدث يعني أن "هيئة تحرير الشام" تنوي الدخول في معارك شديدة ستحدث دماراً وضحايا؛ لأن الهيئة لا تريد التخلي عن مكاسبها الجديدة ولن تفرط بها بسهولة.
وأوضح أنه على الرغم من أن هيئة تحرير الشام والفصائل المنضوية تحتها والضربات التي وجهتها للجيش السوري، حيث استطاعت الاستحواذ على مناطق كبيرة في البلاد، سيتطلب في هذه المرحلة أن يعيد الجيش السوري لم شتاته من جديد وتنظيم صفوفه لتوجيه ضربات قاصمة للفصائل المسلحة.
وأشار إلى أن ذلك لن يكون بالأمر السهل؛ لأنه لن يقبل ببقاء هؤلاء في الأراضي السورية، بالمقابل أن تتخلى هيئة تحرير الشام عن مكاسبها.
وأضاف بكر أن هيئة تحرير الشام لا تستطيع القيام بما حدث لولا أن هناك من يدعمها، فضلاً عن التحريض والتشجيع على ذلك، وهذا ما سيجعلها تحاول الاستحواذ على الكثير من المكاسب خلال الفترة القادمة، ومن أهمها الثبات في المناطق التي سيطرت عليها، الأمر الذي سيشكل تحدياً كبيراً للدولة السورية والجيش السوري.
عسكرياً، رأى أن معركة جبل زين العابدين، من الصعب تحديد حسمها في الوقت الحالي ولصالح مَن؛ لأن المعارك الجارية مع هيئة تحرير الشام التي تعيش نشوة الانتصار وتتطلع إلى تحقيق المزيد من المكاسب، في وقت كان يعاني فيه الجيش السوري حالة من الاسترخاء الشديد وهو الذي سمح لهذه التنظيمات بالتمدد.
وتابع قائلاً، لأجل ذلك من الصعب التكهن وحسم المعركة لصالح الجيش السوري قريباً، خاصة في ظل قوة هذه الفصائل وتسليحها الكبير، وفي المقابل، كما من الصعب أيضاً على هذه الفصائل أن تتمدد أكثر من ذلك بالنظر إلى الصعوبة البشرية التي سيصعب عليها الدفاع عن تلك المناطق يسمح لها بالبقاء لفترة طويلة.
وعن سقوط مدينة حماة، اعتبر بكر أن سقوط المدينة مفاجأة كبيرة من ضمن المفاجآت التي شهدتها الساحة السورية خلال الفترة الأخيرة، لكن السؤال اللاحق هو إلى أين ستتجه تلك التنظيمات؟ هل ستتوجه باتجاه الساحل أو حمص ومن ثم دمشق؟ وهذا هو التحدي الأخطر.
وختم بكر أن هناك أمرا إضافيا لتداعيات سقوط حماة أن تتوجه تلك التنظيمات إلى قرى وبلدات الأقليات وارتكاب مجازر لا أحد يتمناها.
ومن جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إن هيئة تحرير الشام تتعامل من منطلق رؤية إيديولوجية بهدف إسقاط حلب بشكل كامل، ومواجهة الجيش السوري، وإسقاط المدن التالية كحماة، وغيرها.
وأضاف أن الهدف العام هو إسقاط سوريا بأكملها، وهذا سيحدث باستخدام الفرق الانتحارية أو ما يسمى بـ "الانغماسين" وفرق النخبة، لإسقاط المدن تباعاً بغية تحقيق الهدف الأكبر وإعلان السيطرة الكاملة على الشمال السوري، ومن ثم التوجه نحو دمشق.
وأشار إلى أن استخدام هيئة تحرير الشام العصائب الحمراء هو أمر متوقع بهدف إسقاط تلك المدن والاحتفاظ بها والسعي وفق رؤية تحرير الشام إلى السيطرة على مدن أخرى، وهذا يؤكد أنه تم التجهيز لهذه المعركة لستة أشهر ماضية، والبداية منذ العام 2016 – 2017.