إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يخطط لاستدعاء مزيد من جنود الاحتياط في الأيام القليلة المقبلة
تتخوف أوروبا من الاتفاق الذي وقع مؤخرا بين الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، وفق خبراء في العلاقات الدولية والشأن السوري.
وقال الخبراء إنه رغم التوافق مع الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب عبر التحالف الدولي، الذي تشارك به دول أبرزها بريطانيا وفرنسا، إلا أن هناك تفاوتا في وجهات النظر حول بعض نقاط الاتفاق، ومخاوف أوروبية تجاه آثار قريبة المدى لذلك.
وبحسب الخبراء، فإن أوروبا تتخوف من وضع جميع الأدوات في يد واحدة، في إشارة إلى منظومة الحكم التي يقودها الشرع في دمشق، والتي لم تقدم حتى الآن الوعود المطلوبة منها، سواء تجاه المجتمع السوري الداخلي ومكوناته، أو تجاه الالتزامات المقدمة للمجتمع الدولي.
كما تتخوف أوروبا من مصير مقاتلي تنظيم داعش الواقعين في سجون "قسد"، وإمكانية حدوث صفقات حولهم في المستقبل القريب، وأن تتمسك بهم فصائل تابعة أو متحالفة مع النظام "هيئة تحرير الشام"، لا سيما في ظل ما هو معروف من تاريخ وارتباط هذه الفصائل والجماعات بالتنظيم المتشدد.
ويقضي الاتفاق الذي وقع مؤخرا بين الشرع و"قسد"، بـ"دمج" جميع المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
وتضمنت أبرز بنود الاتفاق، الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية، وضمان حقوقه في المواطنة والحقوق الدستورية، وضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة في العملية السياسية وجميع مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة، دون تمييز ديني أو عرقي، ووقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية لإنهاء النزاع المسلح.
وشملت البنود أيضا، دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، وتأمين عودة جميع المهجرين السوريين إلى مدنهم وقراهم، وضمان حمايتهم من قبل الدولة السورية، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفرقة بين مكونات المجتمع السوري كافة.
وتعمل وتسعى اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.
وفي هذا السياق، يقول مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، إن الاتفاق تم برعاية أمريكية بطبيعة الحال، وسط اتفاق ضمني بين أوروبا والولايات المتحدة حول هذا الأمر وأبعاده، في ظل موقف فرنسي إيجابي تجاه مساندة "قسد"، يتفوق على الدعم الأمريكي.
وأوضح كابان، لـ"إرم نيوز"، أن الاتفاق يتعاطى مع الوضع السوري والحكومة الجديدة في دمشق، ويضع الخطوط العريضة بين دمشق و"قسد"، برعاية أمريكية أوروبية مشتركة، مؤكدا أن الجميع يريد دعم هذا المسار، لاسيما في هذا التوقيت.
وأشار إلى مخاوف في أوروبا تتعلق بالاتفاق، إذ ينتمي الشرع لتيارات متشددة في الأساس، مما يحمل نوعا من التخبط في الرؤى حول تعامل دمشق مع مستقبل الفصائل القائمة، والتي يظهر وجودها بشكل واضح، فضلا عمّا يتعلق بنظام الحكم في الفترة المقبلة.
وأوضح كابان أن اتفاق دمشق والقامشلي الموقع بين الشرع وعبدي، رسم من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والمقصود هنا الحضور الأمريكي الفرنسي البريطاني، ومن ثم فإن الاتفاق برعاية أوروبية أمريكية مشتركة، وإن كان هناك تفاوت في وجهات النظر حول بعض النقاط.
من جانبه، يرى الباحث السياسي، نواف خليل، أن الجانب الأمريكي كان له الدور الأكبر في تهيئة الأجواء وتمهيد الأرضية للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي بين الشرع وعبدي.
وأضاف خليل، لـ"إرم نيوز"، أن الجانب الأوروبي رحب بالاتفاق عبر المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ووصف الخطوة بـ"الرائعة"، في دلالة على توافق أمريكي أوروبي لدعم هذا الاتفاق بهدف حلحلة جميع القضايا العالقة في سوريا.
وبحسب خليل، فإن سوريا تؤثر على دول المنطقة بأكملها، وفي ظل استمرار نشاط تنظيم داعش يجب مواصلة الحرب عليه من ناحية، ومن ناحية أخرى، ضرورة التعامل مع الهجمات التي تشنها الفصائل الموالية لتركيا.
وقال إن على الفصائل التركية وقف بعض السياسات المتبعة حتى يحرز هذا الاتفاق ما هو مطلوب منه فيما يتعلق بوحدة وسيادة سوريا.
بدوره، يؤكد المحلل السياسي السوري، بسام ريحان، أن هناك قلقا أوروبيا من مستقبل هذا الاتفاق، لاسيما أنه يضع الأدوات كافة في يد واحدة، لم تقدم حتى الآن الوعود المطلوبة منها سواء تجاه المجتمع السوري الداخلي ومكوناته، أو تجاه الالتزامات المقدمة للمجتمع الدولي.
وأضاف ريحان، لـ"إرم نيوز"، أن هناك قلقا كبيرا من الجانب الأوروبي حول مصير مقاتلي تنظيم داعش الواقعين في سجون قوات سوريا الديمقراطية، وإمكانية حدوث صفقات حولهم في المستقبل القريب، وأن تتمسك بهم فصائل تابعة أو متحالفة مع النظام في دمشق "هيئة تحرير الشام"، لا سيما في ظل ما هو معروف من تاريخ وارتباط لهذه الفصائل والجماعات مع التنظيم المتشدد.