الخارجية الروسية: العالم سئم من التهديدات التي لا تنتهي ضد إيران
أكد خبراء في العلاقات الدولية أن رؤية واشنطن تجاه مستقبل سوريا الجديدة تتعلق بسياسة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الذي يتسلم، حاليًا، العهدة من الرئيس الديمقراطي جو بايدن الشهر المقبل.
وتوقع الخبراء أن تتعامل واشنطن بشكل حاسم مع الملف السوري من جانب الإدارة الجمهورية الجديدة، وتقييم ما سيقدم خلال الفترة الانتقالية من الحكومة المؤقتة، وكيفية إدارتها للمرحلة.
ولفتوا إلى أنه وفقًا لذلك، ستحدد مسارات النظرة الأمريكية، لاسيما ما يخص رفع "هيئة تحرير الشام"، وقائدها أبو محمد الجولاني من قوائم الإرهاب.
ورؤية واشنطن حول مستقبل العملية السياسية في سوريا، مرتبط برغبة بايدن أو ترامب في تحقيق مكاسب لهما من وراء ذلك، وفق ما ذكره الخبراء لـ"إرم نيوز".
وبالنسبة لبايدن، فإنه يرغب بتحقيق مكسب سياسي يتعلق بتقديم نفسه على أنه استطاع إنجاز طريق ممهد لعملية شاملة تحترم حقوق الإنسان في سوريا، قبل مغادرة منصبه، ليحسب ذلك لصالح ولاية "الديمقراطيين".
ومن جهة أخرى، ما يراه القادم ترامب الذي يفكر بعقلية رجل الأعمال، والذي سيرى في استقرار سوريا ضرورة لتحقيق مكاسب اقتصادية يكون منها المشاركة في إعادة إعمارها، وما يحقق ذلك من أرباح لشركات أمريكية، وسط تقديرات بعملية إعمار تصل تكلفتها إلى 300 مليار دولار.
وأشار الخبراء الى المخاوف الأمريكية من عودة "داعش" مع تنوع الجماعات المسلحة، وعلاقة البعض منها بهذا التنظيم، وتهديد ذلك على مستقبل سوريا.
وكانت وسائل إعلام غربية أفادت أن إدارة بايدن تدرس، حاليًا، رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب.
وأشارت إلى أن مناقشات رفع "هيئة تحرير الشام" بمراحلها الأولى، وأن إدارة بايدن تتطلع إلى رفعها "قريبًا، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وفي وقت سابق، كشف مسؤول أمريكي رفيع، عن السياسة التي ستنتهجها الولايات المتحدة للتعامل مع "هيئة تحرير الشام"، التي تحكم سوريا، حاليًا، بعد أن قادت عملية إسقاط بشار الأسد.
وقال إنه ينبغي "التعامل بذكاء مع هيئة تحرير الشام التي نعتقد أنها قامت، أخيرًا، بأشياء صحيحة".
وبين أن واشنطن تعتزم التعامل معها "مع وضع مصالحنا بعين الاعتبار"، بعد أن أسقطت نظام الرئيس السوري بشار الأسد في غضون 11 يومًا.
ويقول الخبير المختص في العلاقات الدولية، الدكتور سعد عبد الله الحامد، إنه وفق أهداف بايدن وترامب، تظهر "رغبة واشنطن في السير على تقليص العقوبات على سوريا وسط احتمالية بعدم العمل بقانون قيصر خلال الفترة المقبلة".
وأضاف الحامد لـ"إرم نيوز" أن "سوريا تواجه تحديات بعد 54 سنة من حكم الأسد، وقد يكون هناك فرصة سانحة لإعادة اعمارها وتغير ملامحها الاقتصادية، وسط تقديرات بعملية إعمار تصل تكلفتها 300 مليار دولار، مما يتطلب دعمًا دوليًا كبير ، وسط رغبة من إدارة "ترامب" المقبلة، بقيادة هذه العملية".
وأشار إلى أن "واشنطن لها رؤية بأن التغيير، وما يسفر عنه من العملية الانتقالية، يجب أن يُفضي إلى نظام حكم نزيه غير طائفي يشمل جميع الأطياف، بما يتوافق مع المعايير الدولية للشفافية، والمحاسبة، والنزاهة، وأيضًا القرار الأممي 2254".
ولفت إلى "بعض التلميحات التي جاءت برفع "هيئة تنظيم الشام" من قوائم الإرهاب، الأمر الذي يعد بوادر لرفع معنويات فصائل المعارضة، لإحداث تغيير في الداخل السوري بما يتوافق مع الوصول إلى عملية ديمقراطية شاملة".
وبين الحامد أنه "في ظل المخاوف الأمريكية من عودة داعش، مع تنوع الجماعات المسلحة، وعلاقة البعض منها بهذا التنظيم، وتهديد ذلك على مستقبل سوريا بالذهاب لحالة من عدم الاستقرار، قد يبرز دور أبو محمد الجولاني، في ظل وجود اتصالات مع واشنطن، بالسير في خطة تعمل على إعادة ترتيب تنظيمه والفصائل الأخرى، ويكون من أبرز أهدافها تقليص أي مخاطر مستقبلية لعودة داعش".
من جهته، يعتقد الباحث السياسي، عمران منصور، أن رؤية واشنطن تجاه مستقبل سوريا الجديدة، تتعلق بسياسة ترامب الذي يتسلم، حاليًا، العهدة من إدارة بايدن.
وتوقع منصور في تصريح لـ"إرم نيوز" أن يتعامل ترامب بشكل حاسم مع الملف السوري، مع الوقوف على ما سيقدم خلال الفترة الانتقالية من الحكومة المؤقتة، وكيفية إدارتها للمرحلة، حتى يكون هناك ضربة بداية تتعلق بمدى رفع "هيئة تحرير الشام" وقائدها "الجولاني" من عدمه ، من قوائم الإرهاب الدولي.
وأشار إلى أن التعامل مع "تحرير الشام" التي تقود المرحلة الانتقالية، يرتبط بإزالة اسمها من على قائمة الإرهاب، مما يتطلب وقتًا واجتماعات وقرارات سياسية لإتمام ذلك.
يأتي ذلك وسط تلويح أمريكي بإمكانية البدء في هذه الإجراءات، ولكن القرار في النهاية سيكون سياسيًا بنسبة 100 %، وفق الخبير.
وأضاف أن "الدول الأوروبية تتمهل أكثر في قرارها المرهون بما ستقدم عليه الحكومة الانتقالية التي يقودها "تحرير الشام" لاسيما في ملفات وضع المرأة، وحقوق الإنسان، ومدى تفشي التطرف من عدمه، من جانب الفصائل التي استلمت السلطة، مؤخرًا، في دمشق".
وأشار إلى أن إدارة بايدن التي هي أقرب إلى "البطة العرجاء" على مستوى الخطوات السياسية، بدأت في تقديم عهدتها إلى إدارة "ترامب" الجديدة التي ستتعامل بشكل حاسم مع الشرق الأوسط، في وقت تسير فيه الأمور بوتيرة سريعة، تخوفًا من قرارات تعامل "ترامب" مع الملف السوري عند استلامه السلطة في يناير المقبل.
وتابع: "الأمور معقدة، وغامضة في الوقت الحالي، ولكنها تسير كما هو مرسوم لها، ويجب الانتظار والترقب بعد هذا الكم الهائل من "ديكتاتورية" حكمت البلد لأكثر من 6 عقود، ولذلك فإن سوريا تحتاج سنوات عديدة لتعود إلى رشدها وسط توقعات بخلافات قوية بين الفصائل".
واستكمل بأن "السوريين يتطلعون في الفترة الحالية، لدور عربي فعال لمساعدتهم، لاسيما من دول مصر، والإمارات، والسعودية، في الوصول إلى إدارة جديدة تحقق تطلعات السوريين، وأن تضمن تلك الدول، إزالة أي خوف من قلب السوريين، ودعمهم في عدم تقبل أي نظام قادم متطرف أو ديكتاتوري".