إعلام حوثي: الطيران الأمريكي ينفذ 3 غارات شرق صعدة
أثارت تطمينات قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، للدول الغربية، موجة من التكهنات والتساؤلات حول دلالات تلك التصريحات، وكيفية تعامل الغرب معها، لاسيما أنها تصنف الهيئة بـ"إلإرهابية".
وقال الجولاني، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز"، إنه "لا داعي لمخاوف الدول الأجنبية في سوريا"، لافتًا إلى أن "الخوف كان من وجود النظام السابق، والبلد يتجه نحو التنمية والإعمار، ويتجه نحو الاستقرار، ستتم إعادة بناء البلاد".
وشدد على أن الوضع الحالي لن يسمح بالعودة إلى الذعر، لافتًا إلى أن الشعب السوري "منهك" جراء أعوام النزاع، وأن البلاد لن تشهد حربًا أخرى.
وفي هذا الصدد، أكد خبراء سياسيون ومختصون في العلاقات الدولية، أن رسائل التطمين الصادرة عن الجولاني إلى الدول الغربية، تأتي رغبة برفع الولايات المتحدة، ودول أوروبية، "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، وتخفيف العقوبات الدولية على سوريا، لتتمكن الحكومة التي شكلها محمد البشير، من ممارسة عملها، والقيام بالدور الذي يساعدها على تحقيق الأهداف المرجوة منها أمام المجتمع الدولي والإقليمي.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الغرب سيتعامل مع هذه التطمينات بترقب، وعلى ضوء قدرة الجولاني بتحويل الأقوال إلى أفعال.
وبينوا أن أهم المؤشرات التي سيعتمدها الغرب في تقييم أداء الجولاني، تلك التي تتعلق بتحقيق استقرار داخلي في سوريا، وعدم تهديد الجوار والمجتمع الدولي، واتفاق كافة المكونات السورية، المختلفة دينيًا وسياسيًا في الأساس، وحماية كافة الأقليات واحترام حقوق الإنسان.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أمجد شهاب، إن قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، الملقب بـ"الجولاني"، ليس الوحيد على الساحة السياسية السورية، لافتًا إلى وجود شكوك في قدرته على السيطرة، لاسيما في ظل سيطرة الأكراد على جزء كبير من سوريا.
وأضاف شهاب، لـ"إرم نيوز"، أنه إلى جانب الأكراد، هناك "الدروز" الذين تحاول إسرائيل السيطرة على تحركاتهم، لاسيما في محافظة السويداء، إضافة إلى وجود فلول النظام السوري السابق، واحتمالية تنظيم أنفسهم لمواجهة بطش الجولاني، وسط ما يجري من مطاردات، وتخصيص مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن أماكن قادة في الجيش والمخابرات السورية.
وأوضح أن هناك فصائل أخرى لم تدخل حتى الآن في توافق فيما بينها، خاصة مع تعدد التيارات السياسية والدينية داخل المعارضة السورية، مما يجعل الساحة مرشحة إلى انقسامات كبيرة.
واستبعد شهاب أن تكون لدى "الجولاني" قدرة على التحكم بالأوضاع في قادم الأيام، رغم السيطرة على جميع الأراضي التي كان يحكمها نظام بشار الأسد.
وقال إن "الجولاني" سيحظى بفرصة من الغرب، عقب رسائل الطمأنة التي وجهها إليهم، خاصة أن هدف قائد هيئة تحرير الشام، يتمثل في القضاء على النفوذ الإيراني داخل سوريا.
ووفق شهاب، ربما يساهم النفوذ التركي في غياب الانشقاقات بين الفصائل المعارضة، وتلافي خطر اندلاع حرب أهلية في سوريا.
ولفت إلى أن كافة الانطباعات الأمريكية الظاهرة، تتمثل بالاعتراف بحكومة الشرع في حال تحقيقها القبول الداخلي، والذهاب إلى حياة طبيعية، وعمل مؤسسات الدولة، وإيجاد ثقة بين المنظومة الجديدة وكافة المكونات، عبر دستور جديد.
بدوره، يرى المحلل السياسي، أحمد حاميش، أن أغلب الدول تتعامل مع ما يصدر عن الجولاني، في سياق أن الأقوال جيدة، ولكن ننتظر الأفعال، وأنه من المبكر الحديث عن رفع "الهيئة" من قائمة الإرهاب الدولي، ورفع العقوبات عن سوريا.
وقال حاميش، لـ"إرم نيوز"، إن بريطانيا تفكر في دراسة رفع الهيئة من قائمة الإرهاب، ونفس الحال بالنسبة لدول غربية، منها: ألمانيا، وفرنسا، والسويد، لكن ذلك يتزامن مع مراقبة تلك البلدان لأفعال هيئة تحرير الشام، وأعمالها في الميدان، وما ستقوم به الحكومة المؤقتة لتسيير الأعمال.
وأضاف أن العالم يتابع جيدًا كيفية إدارة الهيئة لسوريا، وتعاملها مع الظروف الراهنة، ومدى قدرتها على إنتاج حكومة ديمقراطية وطنية، وبناءً على ذلك سيقيّم الغرب الوضع، وسيتخذ القرار بشأن هيئة تحرير الشام من جهة، والحكومة السورية التي جاءت بها من جهة ثانية.
وأشار حاميش إلى أن الحكومة الجديدة التي جاءت بعد الإطاحة بنظام الأسد، وجهت رسائل طمأنينة دولية، وإقليمية، وإلى الداخل السوري، تؤكد على أن الدولة الجديدة لن تقوم بأي أعمال انتقامية، ولن تسعى إلى استخدام السلاح ضد أي دولة، وأن سوريا الجديدة ستكون دولة سلام في المنطقة.
وتابع: "استقبلت جميع الدول تلك الرسائل، مع التحفظ على إبداء رأي مباشر بشأنها، لاسيما أن الهيئة مصنفة كمنظمة إرهابية في أغلب الدول الغربية".
وأكد حاميش أن الغرب مازال يراقب بحذر مدى تحويل أقوال الجولاني إلى أفعال، بما فيها احترام حقوق الإنسان، وحماية الأقليات في سوريا، وكيفية تعامل الحكومة الجديدة مع دول الجوار، وتعاطيها مع إيران وحزب الله، في ظل ما وجهته إسرائيل، مؤخرًا، من تحذير لهذه الحكومة، حول عدم السماح بمرور المقاتلين والأسلحة من إيران إلى لبنان.