تحذير أممي: توقيف رياك مشار يضع جنوب السودان "على شفا نزاع"
تقترب مؤشرات التدخل العراقي في سوريا، على وقع التقدم الحاصل لفصائل المعارضة، خاصة بعد السيطرة على محافظة حماة.
وحصل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، على تفويض من مجلس النواب بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن القومي العراقي، ورغم عدم الإشارة إلى التدخل الخارجي، فإن مختصين يضعون هذا السيناريو كأحد الاحتمالات القائمة.
وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية، إن "التدخل العسكري موضوع على لائحة الخيارات، وهناك خطة متكاملة بشأن آلية التدخل، إذ تم التواصل أخيرًا مع قوات سوريا الديمقراطية والأطراف الحليفة، فضلًا عن تكثيف التواصل مع قوات التحالف الدولي".
وأضاف المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن "الموقف الدولي من تدخل العراق عسكريًا لا يزال غامضًا، وهناك إشارات ترفض ذلك، خاصة من قبل تركيا والولايات المتحدة، وحينها لا يمكن للعراق تجاوز هذين البلدين، لجملة اعتبارات، فضلًا عن وجود تحفظ داخلي من أطراف سياسية".
ولفت إلى أن "التدخل لو حصل ربما يكون عبر القوة الجوية في بادئ الأمر، لحين استكشاف المواقف، وفهم طبيعة الأوضاع بشكل أفضل".
وبدوره، قال قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني إن "المخاوف التي أبدتها بعض الأوساط السياسية العراقية بشأن امتداد الأحداث في سوريا إلى العراق، هي مخاوف مبالغ فيها وغير واقعية".
وأضاف، في مقطع مرئي نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "كما نجح العراق بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في النأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية، مثل الحرب بين إيران والمنطقة، ندعو السوداني إلى اتخاذ موقف مشابه من الأحداث الجارية في سوريا، وعدم الزج بالعراق في صراعات جديدة".
وتابع أن "(الثورة) تطمح إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع العراق بعد زوال هذا النظام، نأمل من الساسة العراقيين، وعلى رأسهم السيد السوداني، أن يمنعوا تدخل الحشد الشعبي في دعم هذا النظام الزائل".
وأثار سقوط مدينة حماة بيد قوات المعارضة حالة من القلق الشعبي الواسع في العراق، وسط مخاوف من امتداد تداعيات الأزمة السورية إلى الداخل العراقي، ما دفع الأوساط السياسية إلى الدعوة لمراجعة الموقف الرسمي وتكثيف الإجراءات الأمنية على الحدود المشتركة مع سوريا، تحسبًا لأي تداعيات محتملة قد تؤثر في استقرار البلاد.
ومنذ أيام، يواصل العراق تعزيز حدوده المشتركة وتحصينها، إلى جانب رفع جاهزية قواته؛ إذ يبلغ طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا نحو 610 كيلومترات، منها 25 كيلومترًا مع نينوى و325 كيلومترًا مع الأنبار، في حين يبلغ عدد المخافر والملاحق الحدودية العراقية 211.
ونشر العراق العشرات من الدبابات والعجلات العسكرية، عبر الفوج الآلي، فضلًا عن تعزيز الحدود ببنى تحتية متطورة، مثل الكاميرات الحرارية، والمناظير الليلية المتطورة وغير ذلك.
ويرى الخبير في الشأن العسكري، حميد العبيدي، أن "التدخل العراقي في سوريا يلوح في الأفق، لكن الأمر مرهون أيضًا بالتوافقات الدولية، خاصة وأن المزاج السياسي، خاصة الشيعي، ربما لا يعارض هذه الخطوة، لكنه قلق من تداعياتها، ولديه خشية أيضًا من ترك نظام الأسد في مواجهة فصائل المعارضة".
وأوضح العبيدي، لـ"إرم نيوز"، أن "التحديات المحدقة بالعراق كبيرة، والدخول في أتون الوضع السوري يعني الخروج عن قواعد الاشتباك والاستعداد للمفاجآت"، مشيرًا إلى أن "تنظيم داعش ربما يستغل هذه الظروف للنهوض مجددًا".