وزير الدفاع الأمريكي: الضربات على الحوثيين ستستمر لحين وقف إطلاق النار على السفن والأصول البحرية
تتصاعد المخاوف في العراق من تحركات تنظيم "داعش"، في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، خاصة بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت آمر فوج القائم الأول في محافظة الأنبار.
ويتزامن ذلك مع عمليات نقل مستمرة لعائلات عناصر "داعش" من مخيم الهول السوري إلى محافظة نينوى، ضمن برنامج إعادة التأهيل الذي تنفذه الحكومة العراقية، وسط تزايد التحذيرات من المخاطر الأمنية المرتبطة بعودة هذه العائلات.
وانفجرت عبوة ناسفة، يوم أمس الأربعاء، بمركبة آمر فوج القائم الأول في محافظة الأنبار، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، إلى جانب أحد منتسبي الحشد العشائري.
ووقع الهجوم في أثناء مرور المركبة في أحد شوارع القضاء، فقد تم لصق العبوة أسفلها قبل تفجيرها، ما تسبب في أضرار جسيمة وتحويل المركبة إلى كتلة نار، وسط تصاعد الدخان من موقع الاستهداف.
وأعادت تلك الحادثة التحذيرات من تنامي تنظيم "داعش" وتحريك خلاياه النائمة، مستفيدًا من المتغيرات الإقليمية والتغيير الحاصل في سوريا، وحصول فراغ أمني يمكن أن يعيد للتنظيم القدرة على إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات جديدة داخل العراق.
بدوره، قال المستشار العسكري السابق صفاء الأعسم إن "تنظيم داعش لم ينتهِ في العراق حتى الآن، فالجميع يعلم أن التنظيم لا يزال موجودًا، رغم العمليات العسكرية التي استهدفت خلاياه النائمة".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الخطوات التي حصلت على الجانب السوري، خاصة فيما يتعلق بمخيم الهول، سيكون لها تأثير مباشر في الوضع الأمني في العراق، إذ إن هناك إمكانية لاختراق داعش للحدود العراقية عبر هذا المعسكر".
وأشار المستشار الأعسم إلى أن "قرار نقل 17 ألفًا من عائلات داعش إلى العراق يمثل تهديدًا حقيقيًا، فهذه العوائل تعد قنابل موقوتة داخل البلاد، وليس من المنطقي أن يكون معسكر الجدعة قادرًا على استيعاب هذه الأعداد وتأهيلها".
ويأتي ذلك بالتزامن مع عمليات عسكرية مستمرة، فقد نفذت القوات العراقية ضربات جوية استهدفت عناصر التنظيم في عدة مناطق، أبرزها كركوك وراوه.
كما نفذت طائرات التحالف الدولي والقوات الجوية العراقية غارات جوية مركزة، أخيرًا، استهدفت مواقع تابعة لتنظيم داعش في محيط كركوك وقضاء راوه بمحافظة الأنبار، ما أسفر عن قتل عدد من عناصر التنظيم وتدمير مضافاتهم، وفق بيانات رسمية.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، أخيرًا، حذّر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، من قدرة تنظيم "داعش" على مواصلة أنشطته وتكييف أسلوب عمله.
وأكد أن الوضع المتقلب في سوريا يمثل مصدر قلق بالغ، في ظل مخاوف من وقوع مخزونات من الأسلحة المتقدمة في أيدي التنظيم الإرهابي، مشيرًا إلى أن منطقة البادية السورية لا تزال تمثل مركزًا للتخطيط العملياتي الخارجي لداعش ومنطقة حيوية لأنشطته.
وأضاف فورونكوف أن عدم الاستقرار في سوريا يؤثر مباشر في المعسكرات ومراكز الاحتجاز، حيث لا يزال 42,500 فرد محتجزين في شمال شرقي البلاد، من بينهم 17,700 مواطن عراقي و16,200 مواطن سوري، فضلًا عن 8,600 شخص من جنسيات أخرى.
بدوره، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إن "الأجهزة الاستخبارية العراقية، خصوصًا مديرية الاستخبارات العسكرية، نجحت خلال الأيام الماضية، في توجيه ضربات دقيقة وملاحقة تنظيم داعش في معاقله، لا سيما في المناطق الوعرة بين محافظتي صلاح الدين وكركوك، وتحديدًا في وديان الزغيتون، والشاي".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "التنظيم معروف بنهجه الانتهازي، إذ يسعى لاستغلال الأحداث الإقليمية مثل تطورات لبنان وأوضاع غزة، فضلًا عن الأوضاع السياسية داخل العراق، لتنفيذ هجمات إرهابية في العمق العراقي".
وأشار أبو رغيف إلى أن "الأجهزة الأمنية تملك الجهوزية الكاملة لإحباط أي محاولة لإعادة نشاطه، ومنعه من استعادة وجوده السابق، إذ لم يعد بإمكانه السيطرة على الأرض كما فعل في 2014 عندما استولى على 43% من مساحة العراق".
وأكد أن "داعش اليوم يمر بأضعف مراحله، لكن ترك بعض الخلايا النائمة دون ملاحقة قد يمنحه فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، لذا فإن الاستراتيجية الأمنية الحالية تعتمد على توجيه ضربات استباقية مستمرة لضمان عدم عودته إلى المشهد مجددًا".
