البعثة الأممية في ليبيا تدعو للعمل على إجراءات عاجلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي
تثار التساؤلات حول إمكانية أن تكون عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والذي ستجري مراسم تنصيبه اليوم الاثنين، مفتاحًا لاستمرار التهدئة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس أم سيُعيد التصعيد بين طرفي القتال.
وبدأت حماس وإسرائيل بتنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، وهو الاتفاق الذي جرى التوصل إليه إثر ضغط أمريكي من إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها، والإدارة المقرر تنصيبها خلال الساعات المقبلة.
الاختبار الأول
ويرى الخبير في الشأن الدولي، رأفت بدوية، أن "اتفاق التهدئة في غزة بمثابة الاختبار الأول للإدارة الأمريكية الجديدة"، مشددًا على أن ترامب وأعضاء إدارته سيعملون على تعزيز الاتفاق وتذليل العقبات التي قد تعيق تنفيذه.
وقال بدوية، لـ"إرم نيوز"، إنه "لولا الضغوط التي مارستها إدارة ترامب والرسائل الحادة التي وجهت للحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لما كان من الممكن التوصل لاتفاق تهدئة في غزة"، مبينًا أن ذلك يمثل مصلحة عليا للإدارة الجديدة.
وأضاف: "بتقديري لن تسمح واشنطن بعودة القتال في غزة على الأقل في مراحل اتفاق التهدئة المختلفة، وستعمل مع جميع الأطراف من أجل التوافق على خطة تتعلق باليوم التالي للحرب، والآلية الممكنة لحكم غزة بعيدًا عن حركة حماس".
وبين أن "الاتفاق أكبر بكثير من البنود المعلنة، وأنه بات من الواضح وجود بنود سرية بين جميع الأطراف تضمن استمراره وعدم تراجع أي طرف عن الالتزامات المتعلقة به"، مبينًا أن نتنياهو يدرك صعوبة التنصل من الاتفاق خاصة أن الولايات المتحدة هي أحد الضامنين لتنفيذه.
دور أمريكي حاسم
وقال الخبير في الشأن الدولي، باسل منصور، إن "طرفي القتال في غزة والوسطاء معنيون بإتمام اتفاق التهدئة بجميع مراحله"، مؤكدًا أن إدارة ترامب لعبت دورًا حاسمًا في التوصل إليه وبالتالي لن تسمح بانهياره.
وأوضح منصور، لـ"إرم نيوز"، أن "ترامب فرض رؤيته على المنطقة والعالم قبل أن يبدأ فترة ولايته الجديدة، كما أن اتفاق التهدئة رفع من شعبيته ومكانته أمريكيًّا ودوليًّا؛ ما يمكنه من استغلال ذلك في تمرير مخططاته".
وزاد "اتفاق التهدئة هو المفتاح الذي سيُمكن ترامب من فرض رؤيته على الشرق الأوسط، وتمرير خطة التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، لافتًا إلى أن المشكلة الأساسية لن تكون في تنفيذ الاتفاق، إنما في إعادة إعمار غزة ومستقبلها السياسي.
وأشار إلى أن "نتنياهو حقق مكاسب سياسية مبكرة بالاتفاق، وأن انهياره يعني خسارته لتلك المكاسب، وبالتالي سيكون مجبرًا على تنفيذ تهديداته السابقة بالعمل على تحويل الشرق الأوسط لجحيم وهو ما لا يرغب به الرئيس الأمريكي الجديد وحلفاء الولايات المتحدة".
وختم "الاتفاق يتضمن أبعادًا إقليمية ودولية، وبالتالي فإن جميع الأطراف ستعمل من أجل الحيلولة دون انهياره، خاصة أنه يؤسس لمرحلة دولية جديدة، كما أنه قد يؤدي لاتفاق سياسي شامل تكون حركة حماس جزءًا منه".