حاولت إسرائيل اغتياله مرتين.. كيف نجا أبرز الأذرع الاقتصادية لـ"حزب الله"؟

بعد قرابة أسبوع على الغارة الإسرائيلية المزدوجة التي نفذتها مسيّرتان في محافظة القنيطرة السورية على الحدود مع فلسطين، تكشفت تفاصيل جديدة حول العملية.

تقرير حديث نشرته صحيفة النهار اللبنانية، قال إن الغارة لم تحقق هدفها الرئيس باغتيال أبرز الأذرع الاقتصادية التي تعتمد عليها ميليشيا حزب الله في إدارة الشؤون المالية المتعلقة بالحزب بالمنطقة، وهذه المحاولة الثانية لاغتياله بعد قرابة عامين على الأولى.

خالد خطاب الخضر المعروف بـ(أبو خطاب) الذي كان هدف الغارة، التحق بالخدمة الإلزامية العام 2015، واختفت أخباره عن أبناء بلدته لفترة طويلة، ثم عاد إلى المنطقة بعد اتفاقية التسوية العام 2018، بعد خضوعه لدورات تدريبية في إيران وتجنيده لمصلحة ميليشيا "حزب الله" ليكون ذراعًا اقتصادية لها، قبل أن يضمّ بعدها بعض أقاربه إلى العمل في شراء المنازل والعقارات، ومحطات الوقود، ومتاجر الموادّ الغذائية، بتمويل كامل من ميليشيا "حزب الله"، وفق ما أفادت تقارير إعلامية.

وأضاف تقرير الصحيفة أنّ بعض الإجراءات البسيطة التي يتخذها الحزب من شأنها أن تمنع الطائرات الإسرائيلية من تحقيق أهدافها، بالرغم من أن هناك أشخاصًا آخرين يدفعون حياتهم ثمنًا لهذا التمويه.

 
ووصفت الغارة بـ"النادرة" التي سارع الجيش الإسرائيلي إلى الاعتراف بها، وتبني المسؤولية عنها، ناشرًا مقطعًا مصوّرًا لها، جاءت بعد يوم واحد من العملية العسكرية "الغامضة"، التي نفذتها قوات إسرائيلية في مدينة مصياف في ريف حماة.

ولا تزال العملية تُحاط بكثير من الكتمان، رغم التقارير التي تحدثت عن تفاصيل صادمة حولها، مؤكدة أنّها تضمنت تنفيذ عمليّة إنزال جويّ، وذلك في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، وقد يشير تنفيذ إسرائيل لعمليتَي مصياف والقنيطرة إلى وجود مخطّط جديد لدى تل أبيب بخصوص التعامل مع الأذرع الإيرانية في سوريا.
 
وفي الوقائع، استهدفت مسيّرة إسرائيلية، صباح 12 أيلول، سيارة كان يستقلّها شخصان عند حاجز أمني في بلدة خان أرنبة، بينما جرى استهداف نقطة أخرى في بلدة الرفيد عبر طائرة مسيّرة أيضاً في وقت متزامن.

وتبيّن أنّ هاتَين الغارتَين اللتَين لم يصدر حولهما أي تعليق رسمي، أسفرتا عن مقتل أحمد الجبر الذي كان ضمن السيارة المستهدفة في خان أرنبة، وإصابة خطّاب عبد المولى الخضر في الاستهداف الذي طال قرية الرفيد.
 
ونشر الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة 13 أيلول، لقطات مصوّرة للعملية العسكرية المزدوجة، أظهرت استهداف منطقة زراعية وسيارة، فيما رمت طائرات مسيّرة منشورات ورقية على دفعتَين، حملت عبارات تهديد للمتعاونين مع ميليشيا "حزب الله" من أبناء تلك المنطقة، وتبنّيًا للاستهدافين والمسؤولية عن مقتل أحمد الجبر.
 
وفي التفاصيل، التي نشرها موقع "صوت العاصمة"، أنّ خالد خطاب الخضر يُعتبر من أبرز أذرع "حزب الله" الاقتصادية في المنطقة.
 
وتحدثت الأنباء الأولية عن مقتل الجبر وإصابة الخضر، الذي قيل إنّه أسعف إلى مستشفى ممدوح أباظة لتلقّي العلاج. ولكنّه تبيّن، لاحقًا، أنّ الشخص الذي أدخل إلى المستشفى هو شاب لبنانيّ الجنسية، كان يحمل الهوية الشخصية للمستهدَف الخضر، ممّا تسبَّب بحدوث إشكال حول هُويّة المصاب الذي نُقل إلى المستشفى. وأكّد مصدر الموقع أن خالد الخضر لم يكُن في السيارة المستهدفة.

 

أما الغارة التي ضربت منطقة الرفيد، فقد تسبّبت بإصابة خطاب عبد المولى الخضر، أحد أقرباء خالد الخضر، والذي يُعدّ يده اليمنى في الأعمال الممتدّة ضمن بلدات عدّة في القنيطرة وريفها لمصلحة ميليشيا "حزب الله". ويتلقّى خطاب العلاج في أحد مستشفيات دمشق، وفق المصدر السابق ذاته.
 
وخالد وخطاب الخضر هما أبناء عمومة، ويتحدّران من بلدة غدير البستان في ريف القنيطرة الجنوبي، ويعملان منذ سنوات لمصلحة "حزب الله".
 
ونجا خالد الخضر من محاولة اغتيال قبل نحو عامين، قُتل خلالها شقيقه الذي كان برفقته، من دون أن تتبنّى أيّ دولة أو جهة عسكرية مسؤوليّة الحادثة آنذاك.

ويعمل الجبر مرافقًا لخالد خطاب، ودليلاً للقياديين التابعين لإيران وميليشيا "حزب الله" خلال جولاتهم الدورية في المنطقة. وكان قد خرج من دمشق، صباح يوم الاستهداف، بسيارة خالد الخضر إلى القنيطرة برفقة أحد ضباط "حزب الله"، الذي كان يحمل هوية خالد للتغطية الأمنية، وقُتل خلال استهداف السيّارة عند حاجز أبي الطيب شرق "خان أرنبة".