logo
العالم العربي

خاص- كيف تسيطر إيران على قرار 67 ميليشيا عراقية؟

خاص- كيف تسيطر إيران على قرار 67 ميليشيا عراقية؟
عناصر من "حزب الله" العراقيالمصدر: أ ف ب
17 أكتوبر 2024، 9:22 ص

مع تعدد الولاءات واختلاف المرجعيات الدينية والسياسية لنحو (67) فصيلًا عراقيًا مسلحًا, يضم بعضها قادة من جنسيات مختلفة, يرجح مراقبون أن تواجه إيران صعوبة في السيطرة على قراراتها الميدانية وتوقيتها.

فيما تتباين التوقعات والتحليلات بشأن ماهية وقوة الضربة الإسرائيلية لإيران, ومدى تأثيرها في القدرات العسكرية والاقتصادية وربما النووية، للدولة التي دخلت مرحلة المواجهة المباشرة مع إسرائيل بعد قصفها لأهداف في العمق الإسرائيلي, من بينها قاعدة "نيافاتيم"العسكرية.

ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحاول إيجاد توازن في قوة وتأثير الضربة المرتقبة، وسط ضغوط اليمين الإسرائيلي المطالب برد قوي ومدمر، أو كما عبر وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، الذي يرى في الضربة فرصة لقطع رأس الأفعى، كما صرح, الثلاثاء, وبين مطالب إدارة بايدن التي تحث على عدم استهداف المصالح النووية أو المشروع النووي الإيراني, تفاديًا لتحول الصراع إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وتقول الباحثة في علم النفس السياسي مريم الشمري، إن "إظهار التزام نتنياهو بالمطالب الأمريكية ليس صحيحًا, خاصة أن تسريبات المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، تم الكشف عنها في يوم (14)، بينما المكالمة جرت في (9) من الشهر الجاري, وهذا مؤشر على احتمال توسيع إسرائيل لأهدافها لتشمل مختبرات أبحاث نووية ومصانع صواريخ ومسيرات داخل إيران".

وفي حديثها لـ"إرم نيوز"، تضيف الشمري: "إدارة بايدن جربت عدم التزام نتنياهو أكثر من مرة, فهو كان دخل رفح ومعبر فيلدلفيا, على الرغم من تأكيدات البيت الأبيض بأنه لن يفعل, وأرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يتورع في ضرب أهداف اقتصادية نفطية أو منشات نووية إيرانية, لإجبار الولايات المتحدة على الدخول بشكل أوسع في معركته بالشرق الأوسط".

أخبار ذات علاقة

نتنياهو: عثرنا على أسلحة روسية "حديثة" في لبنان

 

هل تلتزم المليشيات بسياسة "فصل الخنادق"؟

المهتمون بالشأن العراقي يرجحون أن يكون لحجم الضربة الإسرائلية لإيران والمراكز التي تستهدفها دور في شكل مشاركة المليشيات العراقية أو الحوثية, رغم التوصيات الإيرانية لأذرعها بضرورة التهدئة وفصل الخنادق بدلًا من وحدتها كخيار تكتيكي, يضمن لطهران الحفاظ على تواجدها المسلح في المنطقة من خلال تلك الأذرع.

ويرى الباحث السياسي العراقي فلاح المشعل، أن "قوة الضربة الإسرائيلية والمراكز التي تستهدفها داخل العمق الإيراني, سواء مراكز قيادة أو اتصالات, أو مرافق اقتصادية أو صناعية أو نفطية, تحدد طبيعة التداعيات والانعكاسات, سواء داخل إيران أو سوريا أو العراق، أو حتى على الجبهات الأخرى.

ضربة "إجهاضية" لإيران

يضيف المشعل لـ"إرم نيوز": "نعلم أن تلك الجبهات مرتبطة ارتباطًا عضويًا بالموقف الإيراني, وبالنسبة للفصائل العراقية, فقد تم تحييدها استجابة للسياسة الإيرانية الجديدة في خفض التوتر, ولكن ومع انعكاسات الضربة الإسرائيلية المتوقعة وقوتها, وما لو تم استهداف مراكز القهوة كالمنشآت الصاروخية أو النووية, فبالتأكيد ستتوسع مشاركة الفصائل العراقية الموالية لإيران بشكل مغاير عما نشهده الآن, اليوم توجد ثلاثة فصائل عراقية معرفة باتخاذها لقرارات التصعيد والرد دون الالتزام برؤية الحرس الثوري الإيراني".

أخبار ذات علاقة

مستمرة باستهداف إسرائيل.. هل باتت الفصائل العراقية ترفض أوامر إيران؟

 

مَن يسيطر على قرار المليشيات العراقية؟

تحدثنا عن الأطراف والمرجعيات المؤثرة في قرارات بعض تلك الفصائل مع العميد المتقاعد خليل عذاب، والذي قال: "من خلال الميدان وما أفرزته المعارك مع تنظيم داعش في العام 2014، وماتلاه يتضح للقيادات الأمنية والاستخبارية العراقية صعوبة السيطرة على تحركات تلك المجموعات وتوقيتاتها, فهي تتصرف وفقًا لأكثر من مرجعية وإيديولوجيا وقيادة ميدانية".

ويحذر الخبير العسكري من إمكانية "تفلت" واتخاذ بعض تلك الفصائل لقرارات ذاتية, بعيدًا عن أي تنسيق مع القيادات الأمنية العراقي.

ويقول: "بعض تلك الفصائل لديها مصادر تمويل متنوعة, منها الرسمي وغير الرسمي, ومنها ذاتية التمويل, التي تسيطر على مناطق حدودية أو تلجأ إلى تهريب البضائع والمخدرات وحتى زراعتها في بعض مناطق العراق, وأغلب الظن أن بعض تلك الفصائل لن تلتزم الحياد, لتفرض واقعًا ميدانيًا ينعكس على لعبها لدور سياسي أكبر من خلال ظهورها بمظهر العداء لإسرائيل".

إسرائيل تبحث عن استعراض القوة واستعادة الهيمنة

ومع اتساع بنك الأهداف الإسرائيلي داخل وخارج إيران، يذهب باحثون إلى حصرها في حرمان إيران من قدرة عسكرية معينة, منها سلاح الصواريخ الباليستية من خلال ضرب مجمعات إنتاج الصواريخ والمسيرات في أصفهان, وهذا يحتم، بحسب خبراء، أن تكون الضربة كثيفة ومركزة وعلى موجة واحدة، مع اقتصار الممرات الجوية والصاروخية الإسرائيلة على محور واحد وهو الأجواء السورية- العراقية.

الهدف الآخر المرجح هو عصب الاقتصاد الإيراني, من خلال استهداف جزيرة (خرج) والموانئ ومصافي النفط الإيرانية, وأهدافًا اقتصادية عالية القيمة, الأمر الذي يحتم على إيران محاولة استعادة وتأهيل تلك المنشآت، ما يستهلك وقتًا طويلًا ويستنفذ موارد كبيرة معدة أصلًا للإنفاق العسكري في أي مواجهة طويلة الأمد, مع الأخذ في الحسبان أن إيران كانت قد استهدفت بصواريخها, محطة غاز عسقلان التي تغذي نحو (75) في المئة من حاجة إسرائيل للطاقة.

ويتسع بنك الأهداف المتوقع أن يكون بمتناول إسرائيل ليصل إلى قيادة الحرس الثوري الإيراني ومقراته المتحكمة بصواريخ إيران البالستية وإدارة وتوجيه أذرعها في المنطقة فضلًا عن تحكمه بنحو(40) بالمئة من الاقتصاد الإيراني؛ الأمر الذي يضعف سيطرة نظام طهران على الداخل الإيراني.

ويظل ضرب المنشآت النووية الإيرانية خيارًا متاحًا للإسرائيليين؛ ما يرفع سقف نشوب حرب إقليمية, قد تحتاجها إسرائيل, بعد إقحام الأمريكيين فيها لتصفية أي تهديد يواجهها بعد مرحلتي غزة ولبنان, وفقًا لما يرى مراقبون وخبراء عسكريون.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC