عاجل

أكسيوس: أوستن يؤجل زيارته لإسرائيل بسبب التصعيد على الحدود الشمالية

logo
العالم العربي

بين مسيّرة "يافا" والصاروخ الجديد.. ما أبعاد تطور الحوثيين العسكري؟

بين مسيّرة "يافا" والصاروخ الجديد.. ما أبعاد تطور الحوثيين العسكري؟
حريق ناتج عن الصاروخ الحوثيالمصدر: (أ ف ب)
16 سبتمبر 2024، 1:55 ص

يكشف صاروخ ميليشيا الحوثي الجديد الذي وصل إلى مشارف تل أبيب في إسرائيل، عن حجم التطور المتسارع في قدرات الحوثيين العسكرية، خلال الأعوام الأخيرة من عمر الصراع المحلي في اليمن.

صاروخ الحوثيين اخترق الأجواء الإسرائيلية، وسقط على بعد 5 كيلومترات عن مطار "بن غوريون" بتل أبيب، بينما كان الهجوم السابق للميليشيا، في يوليو/ حزيران الماضي، بواسطة طائرة مسيّرة تدعى "يافا"، التي ارتطمت بأحد المباني السكنية على بعد 20 كيلو مترًا عن المطار.

وقال زعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي، إن هجوم الأحد جاء عبر "صاروخ باليستي جديد بتقنية متطورة، حيث تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الإسرائيلية، قاطعًا مسافة تقدر بـ2040 كيلومتراً، في غضون 11 دقيقة ونصف".

ومنذ اندلاع الحرب اليمنية في العام 2015، اتجهت ميليشيا الحوثي نحو تعزيز ترسانتها العسكرية الصاروخية، بواسطة خبراء الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" اللبناني، الموجودين في الداخل، عبر تحديث وتطوير ما استولت عليه الميليشيا من مخزون الجيش اليمني الصاروخي.

وفي غضون بضعة أعوام، دخلت عمليات التطوير والتعزيز الصاروخي مرحلة جديدة، تعتمد على القطع والمعدات والتقنيات الإيرانية، ليبدأ ظهور سلسلة الصواريخ الحوثية المشابهة لقدرات وإمكانيات الصواريخ الإيرانية، انطلاقًا من "قاهر 1" بمدى لا يتعدى 400 كليو متر، وصولًا إلى "طوفان 3" الذي يصل مداه إلى 1950 كيلو مترا، وبينهما 7 أنواع مختلفة، معلن عنها.

أخبار ذات علاقة

الحوثي يكشف تقنيات الصاروخ الجديد الذي استهدف إسرائيل

 

"عمق إيراني"

حول ذلك، يقول الصحفي المتخصص بالشؤون العسكرية عدنان الجبرني، إن "البنية الأساسية لتطوير الصواريخ، حصل عليها الحوثيون من إيران، بين عامي 2020 و2023، من خلال التهريب والخبراء الإيرانيين المنتدبين لدى الحوثي".

وأشار الجبرني في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن إيران "وجدت نفسها وحزب الله اللبناني، بعد شهور من حرب غزة، أمام تهديد مباشر وجدّي، ولذلك اتجهت إلى نقل تكنولوجيا متقدمة إلى الحوثي".

وأضاف أن بعض هذه الصواريخ التي نُقلت تكنولوجيتها، "لم يسبق أن أعلن عنها الحرس الثوري الإيراني نفسه، وفضّل أن يكون الإفصاح عنها عبر الحوثيين، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها تجنب المسؤولية".

وفيما يتعلق بمخاطر امتلاك الحوثيين لمثل هذه الأسلحة، أكد الجبرني أن أكثر أبعادها بروزا هو "إعداد إيران للحوثيين ليصبحوا العمق والضامن لتشكيل ردع ضد إسرائيل، حماية لها ولحزب الله بدرجة أساسية، مستفيدة من المزايا المتوفرة التي تسمح باستخدام الحوثيين كهراوة بلا كوابح أمام أعدائها".

وذكر أن توقيت إطلاق الصاروخ الحوثي الأخير، "جاء بعد ساعات من إعلان عزم إسرائيل توسيع عمليتها ضد حزب الله، وبالتالي فإن الصاروخ يعد رسالة لإسرائيل، بأنها ستواجه تهديدًا يكسر دفاعاتها من خصم ليس لديه ما يخسره".

أخبار ذات علاقة

صاروخ في قلب تل أبيب.. رسالة إيرانية عبر "بريد الحوثي"

 

معطيات متناقضة

وكان المتحدث باسم قوات الحوثيين العسكرية، أشار في بيان تبني الهجوم الصاروخي على إسرائيل، الأحد، إلى أن "العملية نفذت عبر صاروخ باليستي جديد فرط صوتي، بعد جهود جبارة بذلت من القوة الصاروخية ي تطوير التقنية الصاروخية"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حوله.

وسبق أن كشف عضو "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، محمد علي الحوثي، في حديث تلفزيوني أواخر العام 2023، عن إمكانية استخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، ضد إسرائيل، في حال عدم توقف عملياتها في غزة.

ويؤكد رئيس مركز"أبعاد للدراسات والبحوث" عبدالسلام محمد، أن "هناك تناقضًا في المعطيات التي قدمتها الروايتان الحوثية والإسرائيلية؛ إذ تشير الأولى إلى قطع الصاروخ مسافة 2040 كيلومتراً خلال 11 دقيقة ونصف الدقيقة، ما يعني أن سرعته تصل إلى أكثر من 8.6 ماخ (تقيس سرعة التدفق لأي تغير يحدث في المحيط)، وهذه السرعة قريبة من سرعة صواريخ فرط صوتية روسية بحرية، تدعى (زيركون)، لكن هذه الصواريخ لا تجتاز مسافات طويلة، وتستخدم لأهداف بحرية قريبة".

وبشأن الرواية الإسرائيلية التي تقول إن الصاروخ قطع مسافة 2000 كم، خلال 15 دقيقة، قال إنها "تعني أن سرعة الصاروخ لا تزيد عن 6.6 ماخ، وهي ليست سرعة فرط صوتية".

ويرى عبد السلام في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن ما "يظهر من مفاجآت في قدرات الحوثيين العسكرية وخصوصاً الصاروخية، يشير إلى دخول دول كبيرة على خط دعم الحوثيين، وليس الأمر مقتصرًا على الدعم الإيراني فحسب".

وأشار إلى أن "استمرار الحوثيين على هذه الوتيرة من التطور والتقدم في قدراتهم العسكرية، قد يحولهم والأراضي التي يسيطرون عليها في اليمن، من أشبه بقاعدة عسكرية إيرانية، إلى قاعدة عسكرية متقدمة في ظل التجاذبات الدولية الجارية التي يشهدها العالم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC